ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم شاي اغمون – استقالة زمير تدلل على كذبة “التأثير من الداخل”

هآرتس – بقلم  شاي اغمون – 4/10/2020

” استقالة زمير اثببت كذبة امكانية التأثير من الداخل. لأنه بدون قوة سياسية تحمي ظهر المعارضة، تتمثل في معسكر سياسي، فهي لن تكون قادرة على التأثير من الداخل “.

استقالة اساف زمير هي السنونو الاولى التي تبشر بالتفكك النهائي لحزب ازرق ابيض. عن زمير نفسه لا يوجد لدي الكثير لاقوله – لقد اختار السلطة وفشل فشلا ذريعا (مثلما توقع كثيرون)، والآن هو يفعل الشيء المحترم الوحيد الذي بقي له ليفعله – رفض المشاركة في هذه المهزلة التي تسمى حكومة اسرائيل الحالية. ولكن عن ظاهرة اساف زمير ومحاولة ازرق ابيض “التأثير من الداخل”، من المهم قول شيء أو اثنين. لأنها تعلمنا شيء عميق عن التفكير السياسي لمعسكر اليسار – وسط في السنوات الثلاثين الاخيرة.

غانتس، زمير، شمولي، بيرتس واصدقاءهم، واصلوا أن يبيعوا جمهور الوسط – يسار أنه من خلال المعارضة لا يمكن التأثير، ومن اجل تحريك شيء ما نحن بحاجة الى قوة والى أن نتسخ. بهذا وضعوا انفسهم أمام يسار “تطهري” و”منفصل”، يتعامل مع السياسة كعرض سريع وليس كنضال على القوة. هذا التأطير استهدف عرض اعضاء ازرق ابيض كـ “براغماتيين” و”واقعيين”، وكأنهم حقا “عوامل للتغيير”. غانتس واصدقاءه يحاولون عرض خيارهم مثل خيار بين البراغماتية السياسية واليسار التطهري، حيث أن اليسار التطهري هو هدف سهل. ولكن الحديث يدور عن كذب مطلق. هذا الكذب ينبع من توحيد مفاهيم “تأثير من الداخل” و”قوة سياسية”. صحيح أن الانضمام للحكومة يمكن من التأثير من الداخل بمعنى الكلمة التقني، لكنه لا يضمن قوة سياسية. الامر الذي يضمن قوة سياسية هو معسكر سياسي – مؤسسات، نشطاء، مؤيدون وايديولوجيا. دخول الى حكومة بدون ظهر وبدون معسكر سياسي، هو أمر زائد، هو نموذج لحكمة سياسية من الدرجة الاولى في افضل الحالات، وانتهازية تهكمية من اجل السلطة في اسوأ الحالات.

إن الخيار الذي اختاره زمير وبني غانتس عند انضمامهما لحكومة نتنياهو لم يكن بين أن تكون في المعارضة دون أن تؤثر وبين الانضمام للحكومة والتأثير من الداخل. لقد كان بين البقاء في المعارضة، وفي نفس الوقت الحفاظ على حزب السلطة الوحيد الذي ظهر في اليسار في العشرين سنة الاخيرة تقريبا وبين حل هذا المعسكر والزحف نحو حكومة بيبي والفشل.

تفكيك المعسكر السياسي لليسار – وسط هو الجريمة الكبرى لازرق ابيض. والنتائج الفورية لهذا الامر نحن نشاهدها في الارتفاع الكبير في الاستطلاعات لحزب بينيت المسيحاني. عندما لا يكون حزب سلطة بديل فان القوة ببساطة تذهب الى اشخاص آخرين.

لماذا اذا أقوم بكتابة كل ذلك؟ لسببين. الاول هو من اجل التأكيد على أننا كمعسكر يسار يجب علينا التحدث عن القوة وعن التطلع الى القوة. ولكن القوة السياسية لا تتبدى بالقدرة على الجلوس في الحكومة وتمرير ميزانيات، بل هي تتبدى في خلق معسكر سياسي. واذا لم ندخل الى حكومة من موقف قوة فعندها سيكون هذا ببساطة غباء. لذلك، يجب التوقف عن السقوط في القطبية الكاذبة المتمثلة بالتأثير من الداخل أو التطهر. ويجب البدء في العمل بصورة سياسية فعالة، سواء من داخل أو من خارج الحكومة.

الثاني هو أنه ما زال هناك وزراء يحظون بالسلطة، ويعتقدون أنه يجدر تقديرهم بسبب “تأثيرهم من الداخل”. على الاقل هذه المتعة من المحظور منحهم إياها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى