ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم سيما شاين والداد شبيط – هل ستجد اسرائيل نفسها وحيدة اما ايران

هآرتس – بقلم  سيما شاين والداد شبيط – 4/12/2020

رغم النجاحات العملياتية المنسوبة لاسرائيل الا انه يجب عليها ومع دخول الادارة الجديدة الى البيت الابيض ان تعثر على الطرق الصحيحة لضمان استمرار التعاون النوعي بين الدولتين، ومن المرجح انهم في واشنطن سيكونون اكثر استعداداً للاصغاء عندما تأتي اسرائيل للمحادثات بدون نية مسبقة للعمل من خلف ظهرها“.

اغتيال رئيس مشروع السلاح النووي في ايران محسن فخري زادة والنشاطات التي سبقته والتي نسبت لاسرائيل- التخريب في منشأة تجميع اجهزة الطرد المركزية المتطورة في نتتاز، وتصفية الشخص رقم 2 في القاعدة في طهران، وهجوم السايبرر على ميناء بندر عباس- تثبت قدرة استخباراتية وتنفيذية عالية.

هذه، الى جانب اتفاقيات التطبيع التي وقعت مؤخراً مع دول الخليج تخلق شعور بأن تحالفاً قوياً من الدول المستعدة للوقوف سوياً مع ايران هو آخذٌ في التبلور. ولكن حسب مقال نشره هذا الاسبوع محلل النيويورك تايمز توماس فريدمان فإن الرئيس دونالد ترامب دفع نحو تعزيز العلاقات بين اسرائيل والدول الخليجية والى بيع السلاح المتطور كجزء من استراتيجية تسعى لكي تحوّل الى دول المنطقة عبء المسؤولية عن امنها و وعن مواجهة ايران. لهذا فقد امتنع ترامب ايضاً عن الرد عندما اطلقت ايران صواريخ كروز وطائرات بدون طيار الى منشآت النفط  لشركة ارامكو في السعودية.

ولكن سلوك دول الخليج، الواقعة بالقرب من ايران، يوجهه الخوف منها، ولهذا فقد سارعت الى ادانة تصفية فخري زاده وابعاد نفسها عن أي علاقة مع الحدث. حسب وجهة نظرها فان التهديد الايراني فقط تعزز في اعقاب اتفاقيات التطبيع التي تظهرها اكثر تماهياً مع اسرائيل. في هذا السياق نشر بان ايران حذرت مؤخراً الامارات الخليجية بأن كل هجوم امريكي ضدها سيؤدي الى رد مباشر عليها. لهذا في حين انها حذرة من اغضاب ايران فان دول الخليج تواصل تمني ان تقوم جهة  اخرى باخراج الكستناء من النار من اجلها، وازاء ادراك انه لا يجب توقع ذلك من الولايات المتحدة فانها تأمل ان تقوم اسرائيل بفعل ذلك. خلافاً للتفكير بأنه يوجد لاسرائيل شركاء اقليميين في الصراع ضد ايران فان الواقع على الارض من المتوقع ان يخيب املها، هي من شأنها ان تبقى وحدها وبدون استعداد من قبل الولايات المتحدة لاستخدام مواردها العسكرية من اجل حماية اسرائيل عندما تريد مواجهة تهديدات توجه ضدها، حيث ان الرغبة الامريكية بتقليص تدخلها العسكري ستظل عاليةً حتى في ظل ادارة اوباما.

في الخلفية يجب العدة والتأكيد انه رغم شعور ارتفاع الروح المعنوية بعد سلسلة العمليات الاخيرة، والتي ربما تعزز التقدير بان يد المعارضين لايران هي العليا، لا تبدو في السنة الاخيرة تغييرات في التوجهات الرئيسية التي تميز النشاط الايراني. رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تفاقم بسبب فايروس الكورونا، فان ايران تواصل مراكمة يورانيوم مخصب، وتخصيب اليورانيوم والدفع قدماً بتشغيل اجهزة طرد مركزية متطورة. كل هذه الخطوات معاً تقلص وقت الانطلاق نحو قنبلة نووية، اذا قررت ايران السير في هذا المسار. هي ايضاً مصرّة على مواصلة ترسيخ هيمنتها في المنطقة، والخروج المتوقع للقوات الامريكية في العراق سيساعدها في ذلك.

الاستنتاج الذي يمكن التوصل اليه- دون الدخول الى تداعيات الوضع السياسي في اسرائيل على قدرة الاستعداد للجيش الاسرائيلي في لمواجهة التحديات التي تقف امامه- هو ان اسرائيل، ورغم النجاحات العملياتية المنسوبة لها، يجب عليها مع دخول الادارة الجديدة الى البيت الابيض ، العثور “ويفضل بصورة سرية” على الطرق الصحيحة لضمان استمرار التعاون النوعي بين كلتا الدولتين. من المرجح انه سيكون في واشنطن استعداداً للاصغاء اذا قدروا في الادارة الامريكية ان اسرائيل تأتي الى الحوار ” نقية الكفين” دون نية بالعمل من خلف ظهرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى