ترجمات عبرية

 هآرتس – بقلم  ستاف شبير –  ما يحدث في قبر الحاخام شمعون بار يوحاي تم اخفاءه على مدى السنين

هآرتس – بقلم  ستاف شبير – 5/5/2021

” إن غض النظر وعدم الرقابة والمحاسبة هي الارضية التي ينمو عليها الفساد. في دولة فاسدة هذا يمكن أن ينتهي بخسائر في الأرواح “.

       في احد النقاشات في لجنة المالية طلب منها تحويل ملايين الشواقل الى قبر الحاخام شمعون بار يوحاي، وهو طلب كان يصل الى اللجنة بشكل ثابت. رئيس اللجنة موشيه غفني، اشار الى وزارة المالية بأنه لم يتم اجراء أي تطوير هناك. ممثلة وزارة المالية ردت: “أنا فهمت أن احتفال الهيلولا كان في هذه السنة ممتاز”.

       في يوم السبت الماضي هذه الذكريات فطرت قلبي، حزن كبير على عائلات ارسلت اولادها كي يشهدوا تجربة روحانية واسترجعتهم في التوابيت. اضافة الى ذلك، التفكير في كل الفرص التي كانت لدى الدولة من اجل أن تفهم بأن شيء ما غير منطقي يحدث هناك، شيء ما مطلوب استيضاحه وعلاجه، وعدم انتظار الكارثة.

       ما يحدث في قبر الحاخام شمعون بار يوحاي تم اخفاءه خلال سنين بصورة صارخة. عدم التخطيط وعدم الرغبة في الابلاغ عما يتم فعله بالاموال كانت تصرخ حتى عنان السماء. هذا يحدث في سياقات كثيرة في امور الدين التي عنها لا تطرح اسئلة، حتى من سياسيين غير متدينين. العادة هي أن “نحترم”، وهذا الاحترام له نتائج مؤلمة.

       عندما يريدون الاخفاء يوجد للحكومة خدعة: المصادقة على ميزانية واحدة رسمية، وبعد ذلك المجيء الى اللجنة المالية وتمرير رزم صغيرة من الاموال بدون رقابة. وقد راجعت في هذا الاسبوع محاضر الجلسات. في السنوات السابقة الميزانية الرسمية لـ “الهيلولا” وتشغيل مجمع القبر كانت 2.5 مليون شيكل، لكن خلال السنة تضخم المبلغ ووصل الى 30 مليون شيكل. على نشر الحدث انفقوا 4 ملايين في السنة. في دول منظمة التي فيها موارد المواطنين مهمة للحكومة توجد رقابة وثيقة في القانون على ميزانيات كهذه. عندنا هذا الامر متروك للنشاط من جهة اعضاء الكنيست اذا وجد شيء كهذا.

       لماذا الانشغال بهذه التفاصيل الصغيرة بعد مرور بضعة ايام على كارثة فظيعة؟ لأن الله يوجد في التفاصيل الصغيرة، وللاسف، احيانا يختفي عند اختفائها. لا شك لدي أنه لو أن هذه الاموال تم تحويلها بشكل منظم، برقابة وفحص دوري لنتائجها، لكان وضعنا سيكون افضل. غض النظر وعدم تقدير تقارير هي الارضية التي ينمو عليها الفساد. في دولة فاسدة، التي فيها لا يتم القاء الذنب على افعال عديمة المسؤولية، وعندما تملي المصالح الشخصية القرارات الوطنية، هذا يمكن أن ينتهي بخسائر في الارواح.

       ذات مرة قال لي أحد نشطاء الليكود إن الغضب من نتنياهو بسبب فساده غير منطقي. “يجب عليك الفهم بأنه لا يوجد امامه أي خيار. هكذا هو الامر عندما يصلون الى رئاسة الحكومة. يجب أن يكونوا فاسدين قليلا”. هذا الافتراض مستمر، ليس فقط في الليكود. الكثيرون يعتقدون أن القوة تأتي مع الفساد، وأن فساد معين في القمة هو أمر يجب التسليم به. هذا هو المعيار، ولا فرق في ذلك بين يمين ويسار. الجملة الاخيرة ربما تكون صحيحة، لكن ما سبقها هو خطر كبير. عندما يعتبر تلقي الرشوة معيار للحصول على رخصة بناء، فانه يتم بناء مبان يمكن أن تنهار فوق رؤوس السكان. من السهل ايجاد دول في افريقيا يوجد فيها الفساد يضر بالمواطن. مثلا، نيجيريا الغنية بالنفط والتي ما زال فيها نصف السكان في حالة فقر مدقع، لكن العلاقة بين الرشوة وبين الكوارث حقا تصل الى وضع يحاولون التعتيم عليه.

        لا أحد تجرأ على اتهام سياسي أو موظف بالتسبب بالموت المتعمد لأنه بسبب المصالح الشخصية صادقوا على اقامة مصنع يلوث الهواء أدى الى اصابة شديدة بالمرض. نفس الطريقة لن يتم اتهام الذين فضلوا أن يعطوا امتيازات للمقربين منهم بدلا من تحويل الاموال الى صيانة مبان في الضواحي المعرضة للاصابة بأضرار بسبب الهزات الارضية اذا حدثت لا سمح الله. عندما لا تكون مصلحة المواطن موجودة عميقا في قلوب رؤساء الدولة ومنتخبيها، فان هذه الاوضاع فقط ستشتد.

       من المعتاد اقتباس اسحق رابين بشأن ثقافة “الامر سيكون على ما يرام”، التي من شأنها أن تؤدي الى كارثة. خذوا هذه الثقافة، اخلطوها بالحكومة التي قبل أن تسأل “ما الذي يجب فعله”، هي تفحص ما سيفيدها سياسية، وستحصلون ليس على كارثة واحدة، بل على كارثة مستمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى