ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم سامي بيريتس – بدون أهداف واضحة لتشديد الإغلاق ، فإن الأزمة الاقتصادية من شأنها أن تخرج عن السيطرة

هآرتس – بقلم  سامي بيريتس – 22/9/2020

” كابينيت الكورونا سيناقش تشديد الاغلاق قبل أن تتضح نتائجه، في حين أن تداعياته الاقتصادية والاجتماعية واضحة. مع عشرات آلاف طالبي العمل الجدد في الأيام الأخيرة و ثقة جمهور مهتزة فإن السيناريو المتشائم لبنك اسرائيل من شأنه أن يتضح بأنه سيناريو متفائل”.

كابينيت الكورونا سوف يجتمع اليوم الثلاثاء من أجل أن يقرر هل سيشدد تعليمات الاغلاق ويقلص أكثر النشاط الاقتصادي، في حين أنه أمام متخذي القرارات سيكون هنالك بعض المعطيات المقلقة. من جانب فإن بيانات الزيادة بالاصابة بالمرض –عدد المصابين لكل مليون شخص في اسرائيل تجاوز عدد هؤلاء في الولايات المتحدة، عدد المرضى في وضع صعب ارتفع والمستشفيات تبث اشارات ضائقة و زيادة في العبء. من جانب آخر هنالك ثمن واضح وفوري للاغلاق الذي فرض عشية العيد-قفزة حادة في عدد طالبي العمل. منذ يوم الخميس الماضي أضيف 41942 طالب عمل جديد، هذا الأمر جرى فعلياً خلال العيد. العطلون الجدد يأتون من الأعمال التي أغلقت فوراً –فنادق، مطاعم وغيرها.

   الاغلاق الحالي هو أقل قسوة من الأول والذي فرض في آذار، ولكن بيانات الاصابة هي أكثر قسوة ودرجات الحرية الاقتصادية تتقلص. ما كان بالامكان القيام به في الاغلاق الاول يصعب جداً القيام به في الاغلاق الثاني، لأن كلفة الازمة ترتفع كل أسبوع بمليارات الشواقل، ومستوى الامتثال للتعليمات في حالة انخفاض، وقوة ازمة الثقة في الحكومة في حالة ارتفاع. في هذه الظروف فإن الحسم هو أصعب مما كان في الجولة الأولى. في يوم الخميس احتفل آلاف العائلات بعشية رأس السنة، قبل يوم من الموعد الأصلي، من أجل التعويض عن الابتعاد الذي فرض علينا في اليوم التالي. مصدر اقتصادي كبير سمى ذلك (أن تتمكن من أن تصاب بالكورونا قبل أن يكون الأمر صعباً). هذا يعكس الاحباط الحكومي من الصعوبة في الحصول على تعاون من الجمهور. هذا هو سبب أنه يتم دراسة تشديد الاغلاق، من أجل تقليص مخزون التبريرات للخروج من البيت.

 تكلفة الاغلاق في الاعياد بصيغته الحالية قدِّر بحوالي 7 مليارات شيكل والتي خصمت من الانتاج. بنك اسرائيل نشر قبل 3 أسابيع سيناريوين: متشائم و متفائل –بخصوص سنة 2021. السيناريو المتفائل توقع تضرر الانتاج ب 4.5%، ولكنه استند على أنه لن يكون هنالك المزيد من الاغلاقات بعد أيلول 2020 –وهذا بالفعل أقل أهمية. بالمقابل السيناريو المتشائم بدأ يبدو أكثر واقعية. هو يتوقع ضرر في الانتاج يبلغ 7% (خسارة انتاج تقدر بحوالي 100 مليار شيكل) ويرتكز على موجات اصابة ستسبب المزيد والمزيد من الاغلاقات حتى نهاية العام وعلى سيطرة متدنية من قبل الدولة على مستوى الاصابة. هذا سيناريو بموجبه نسبة البطالة في نهاية 2020 ستكون 13.6%، معنى هذا هو حوالي 550 ألف عاطل عن العمل. لمن تبدو هذه الارقام صغيرة نسبياً مقارنة بالاعداد الهائلة التي صاحبت هذه الازمة، نذكر بأنه عشية وصول فيروس الكورونا لاسرائيل كان في البلاد 150 ألف عاطل عن العمل.

   إذا قرر كابينيت الكورونا اليوم تشديد الاغلاق، سنرى في الايام القريبة تياراً كبيراً من طالبي العمل الجدد الذين سيغرقون مواقع سلطة التشغيل والتأمين الوطني. كما يبدو فإن الحكومة استنتجت عدد من العبر من الاغلاق الأول، وتقترح الآن منح للمحافظة على العمال. ولكن في حالات كثيرة هذا المحفز هو عديم الأهمية لأن الحكومة تمنع فتح اماكن العمل التي يكتنفها تجمعات مثل الفنادق والمطاعم و صالات المناسبات والعروض الثقافية. إن أي محفز لن يؤدي بأصحاب الأعمال من هذا النوع بالإبقاء على العمال وسوف يتم ارسالهم فوراً الى مكاتب التشغيل. العديد منهم سيفعلون ذلك للمرة الثانية في النصف الثاني من العام، وهنالك خوف كبير أنه في حالات عديدة هذه المرة لن يكون الأمر مؤقاتً. مصالح تجارية عديدة لن تستطيع البقاء في صيغة فتح-إغلاق. رئيس الحكومة بينيامين نتنياهو استخدم وصف الاكورديون عندما وصف اتخاذ القرارات بشأن فتح واغلاق المصالح التجارية. بيد أن مصالح تجارية غير قادرة على مواجهة ذلك، ويتم إغلاقها وتحول العمال الذين ذهبوا في إجازة مؤقتة بدون راتب الى عاطلين عن العمل.

   المشكلة الأساسية للحكومة و كابينيت الكورونا هو أن أهداف الاغلاق ليست واضحة. النتائج الاقتصادية واضحة –خسارة انتاج واماكن عمل. بالمقابل ليست هنالك أي ضمانة للانخفاض في الاصابة، كما تعترف ايضا جهات في الحكومة مثل نائب وزير الصحة يوآف كيش. المعاناة التي ترافق اغلاقاً كهذا –ذعر اقتصادي وصحي، تباعد اجتماعي وعائلي- يقتضي نتائج واضحة حتى في جانب الاصابة. ولكن ليس هنالك شخص في الحكومة يستطيع الاشارة الى نتائج هذا الاغلاق، وحتى قبل ان تتضح نتائجه، يجتمع كابينيت الكورونا من أجل اتخاذ قرار من أجل التشديد.

   هذا هو السبب في أن مواجهة إنعدام التعاون هو أصعب بكثير، كما رأينا في وجبة عشاء العيد لمتظاهرين في بلفور، وفي نشاطات تجارية في أماكن مختلفة في البلاد، وعلى شاطئ البحر، وفي مظاهرات الحريديين وفي وجبات العيد المبكرة وسلوك مستشاري رئيس الحكومة الذين قرروا خرق تعليمات العزل بعد أن عادوا من واشنطن. الحكومة فقدت السيطرة على الوباء، ثقة الجمهور بها تآكلت (رغم أن معظم المواطنين يمتثلون للقواعد) وفي هذه الظروف من شأنها أيضاً أن تفقد السيطرة على الأزمة الاقتصادية.

   السيناريو المتشائم لبنك اسرائيل في الطريق الى التحقق، وهذا يحدث بالضبط حيث يوجد لدينا حكومة كورونا، و كابينيت كورونا، ولجنة كورونا ومسؤول كورونا. هذا ليس منحنى تعلم. كلما زاد عدد جهات واجسام الكورونا زاد عدد المرضى والعاطلين عن العمل. قبل أن يقرر كابينيت الكورونا اليوم تشديد الاغلاق عليه أن يحدد أهداف واضحة وموثوقة يفهمها الجمهور وينضم اليها، وبالأساس أن يؤمن بأن الحكومة قادرة على تلبيتها. وإلا حتى السيناريو المتشائم لبنك اسرائيل من شأنه أن يتضح بأنه متفائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى