ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  سامي بيرتس –  خط بار – ليف …!

هآرتس – بقلم  سامي بيرتس – 15/12/2021

” عنف المستوطنين لا يمس العرب فقط، بل يمس دافعية وتعاطف جزء من الجنود مع هذه الجهات، وربما تعاطفهم مع مشروع الاستيطان كله “.

من الصعب فهم انقضاض اليمين، في الحكومة وخارجها، على وزير الامن الداخلي عومر بار – ليف الذي قال لنائبة وزير الخارجية الامريكي، فيكتوريا نولاند، بأن اسرائيل تنظر بخطورة لعنف المستوطنين في الضفة. ما هو مكانهم في هذه الاقوال؟ هل سكان المستوطنات غير العنيفين لا ينظرون بخطورة لعنف رجال “تدفيع الثمن” والزعران اليهود، الذي في بعض الاحياء يكون ايضا تجاه جنود الجيش الاسرائيلي؟. الوزير بار – ليف لم يقل بأن جميع المستوطنين أو معظمهم هم عنيفون، بل قصد في اقواله اشخاص يوجدون في المستوطنات يعرفون من هم. هذا النموذج للانقضاض على من ينتقد جهات عنيفة ومتطرفة من اوساط المستوطنين غير جديد. عندما تحدث نائب رئيس الاركان السابق، يئير غولان، عن “عمليات تثير القشعريرة” فقد قصد، ضمن امور اخرى، العملية التخريبية في دوما التي فيها قتل عميرام بن اليئيل الزوجين وابنهم ابن السنة ونصف بواسطة القاء الزجاجات الحارقة داخل بيتهم. منذ ذلك الحين عضو الكنيست غولان تحول الى احد الاشخاص المكروهين في اوساط اليمين، وكل ذلك لأنه وضع مرآة عكست هذه الجهات الخطيرة والعنيفة. 

ايضا رئيس الدولة السابق، رؤوبين ريفلين، تعرض لانتقاد شديد عندما تجرأ على القول “ابناء شعبي اختاروا الارهاب وفقدوا صورة الانسان”، بعد العملية التخريبية في دوما. “طريقهم ليست طريقي”، قال في حينه ريفلين. وبدلا من الوقوف الى جانبه في تصريحه هذا اختارت جهات من اليمين مهاجمته ووصفته بأنه يساري.

المنطق يقول بأن من يريد أن يبني ويطور مشروع الاستيطان سيكون هو أول من يدين وينتقد هذه الجهات العنيفة. من يريد أن يستوطن القلوب يجب عليه لفظهم من داخله، وأن يعمل ضدهم ويطالب بمعاقبتهم. عندما يهب عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش ووزيرة الداخلية اييلت شكيد ووزير الاديان نتان كهانا كرجل واحد ضد تصريح بار – ليف، هم يقومون ببث رسالة استخفاف بعنف المستوطنين. بدلا من أن يقوموا بالتمييز المطلوب بين الاغلبية الاستيطانية غير العنيفة وبين الاقلية التي تمارس في تلال السامرة كل ما يخطر ببالها، هم يدخلون الجميع في نفس المربع. هذا مثابة هدف ذاتي، وهو يثير الاستغراب: هل يعقل أنهم لا يتحفظون حقا من هذا العنف؟ هل هم يستخفون به ويعتبرونه جزء من قواعد اللعب في المناطق التي عانت من العمليات والطعن على الحواجز والقتلى والمصابين في الجانب اليهودي؟ نوع من توازن الرعب الذي فيه ذات مرة المستوطنون يدفعون الثمن وفي مرة اخرى يقومون بتدفيع الثمن؟ هل هذه رؤيتهم؟ هذا خطير بشكل خاص. هم فعليا يقبلون واقع يهودا والسامرة كمنطقة سائبة فيها كل واحد يمكنه أن يأخذ القانون بيده. يوجد في المناطق جيش كبير وقوي يسيطر عليها. هو يمتلك هناك آلاف الجنود وقطع السلاح والمخابرات، وليس بحاجة الى مساعدة المشاغبين، الذين فقط يزيدون التوتر ويخلقون المزيد من ساحات الاحتكاك والاخطار الامنية. 

العنف من جانب المستوطنين لا يمس فقط العرب، بل يمس ايضا دافعية وتعاطف جزء من جنود الجيش الاسرائيلي تجاه هذه الجهات، وربما ايضا تجاه مشروع الاستيطان كله. جيش الشعب يرسل الى يهودا والسامرة جنوده وضباطه للدفاع عن المستوطنين والحفاظ على النظام العام هناك.

عندما يغمض سياسيون من اليمين عيونهم أو يتجاهلون عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين واملاكهم وضد جنود الجيش الاسرائيلي فانهم يضعفون جنود الجيش الاسرائيلي ويضعفون قدرة اسرائيل على الدفاع عن مشروع الاستيطان وتبريره ومكافحة المقاطعة المفروضة عليه. الغمز للقاعدة (بقدر ما يوجد لـ “يمينا” كهذا) لا يمكن أن يأتي على حساب مقولة واضحة للسياسيين، بالتأكيد مثل اولئك الذين يجلسون في الحكومة، بأنهم لا يوافقون بأي شكل من الاشكال على عنف المستوطنين وأنهم لا ينوون الدفاع عنه. الوزيرة شكيد والوزير كهانا يفعلان العكس بالضبط. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى