ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم   رون كحليلي – في المكتب المركزي للاحصاء لا يحسبون حساب الشرقيين

هآرتس – بقلم   رون كحليلي – 19/10/2021

” في المكتب المركزي للاحصاء لا توجد فئة للشرقيين، وهو الامر الذي انعكس على اجهزة الدولة وحول الحقائق الى امور مختلف عليها “.

تعالوا نعترف بالحقيقة. لا توجد أي جدوى للوقائع عندما يدور الحديث عن نضال الشرقيين. هذه المطالبة الجدية من اجل الحصول على حقائق وابحاث (بعد ذلك تقويض مصداقيتها ومصداقية كتابها) هي طريقة اخرى لارهاق نشطاء النضال الشرقي ولا يوجد فيها أي ذرة من حسن النية. ايضا الحقائق التي تظهر في عدة ابحاث التي تفحص الفجوة بين الشرقيين والاشكناز تتناقض كليا مع الواقع، كما ينعكس في وسائل الاعلام المختلفة. 

ما هي هذه الحقائق، تقول دائما النخبة القديمة التي اصبحت الآن جزءا من الحكومة، بالاشارة الى الطبقة الوسطى الشرقية الصاخبة التي ولدت هنا في العشرين سنة الماضية، أو الشرقيين الذين يشغلون مناصب رئيسية، سواء في الخدمة العامة أو في الثقافة الشعبية. لا يوجد أي حديث في صالون اسرائيلي لا ينتهي بأمير اوحانا وميري ريغف من جهة، وايال غولان في قيصاريا من جهة اخرى. أي عن انتصار الشرقيين المطلق وعن المصالح المخادعة للذين ما زالوا يركبون على ظهر النمر الطائفي.

من ناحية النخبة القديمة يوجد تناقض جوهري بين الحقائق القاسية التي تشير بوضوح الى فجوة آخذة في الاتساع بين الشرقيين والاشكناز وبين ما يشاهدونه أو يعتقدون أنهم يشاهدونه (في وسائل الاعلام وفي الشبكات الاجتماعية). ماذا تهذرون عن التخلف والتهويد أو عن الفقر في اوساط الشرقيين؟ يتساءل من يخافون من المساواة. حيثما نظرنا نحن نرى قمم شرقية مثل رامي ليفي واسحق تشوفا واوفيرا اسياغ وعيران زهاف. قضيتكم ماتت، أنتم تتحدثون عن مشكلة غير موجودة.

عندما تولى براك اوباما منصبه كرئيس للولايات المتحدة فان هذا التناقض بين الوقائع الصلبة وبين الرؤية المخادعة ظهر على السطح. من جهة رئيس اسود اول لدولة عظمى تم تمثيلها دائما من قبل اشخاص بيض، ومن جهة اخرى فجوة كبيرة بين السود والبيض ورجال شرطة يطلقون النار بسهولة غير محتملة على السود. احد النقاشات الاكثر سخونة في الجامعات في امريكا حتى الآن هو هل كانت فترة ولاية براك اوباما الاسود مفيدة أم ضارة للنضال الافروامريكي في الولايات المتحدة وفي كل العالم. المعركة، بالتأكيد امام الحقائق، لم يتم حسمها بعد. 

هذه حقيقة. باختصار. المكتب المركزي للاحصاء الذي هو ذراع واضح للحكومة لا يحسب حساب الشرقيين منذ بضعة عقود. من ناحية الدولة واجهزتها لا توجد فئة كهذه، رغم اهميتها الحاسمة. حتى عن الخطاب القبلي لرئيس الدولة السابق رؤوبين ريفلين، غابت قبيلة الشرقيين رغم حجمها واهميتها على الاجندة في اسرائيل على مر العصور. وحقيقة أن المكتب المركزي للاحصاء لا يعترف بالشرقيين، لا تنعكس فقط على جميع اجهزة الدولة التي توجد تحت صلاحيتها وتقضي رسميا على الشرقيين، بل هي ايضا تقلب الحقائق، التي هي أداة العمل الرئيسية للتغيير والتعديل، الى صعبة الوصول والى امور مختلف عليها. 

قبل فترة حاولت أن افحص نسبة الشرقيين في المستوطنات. شائعات حازمة قالت إن الشرقيين كانوا الاغلبية حتى وراء الخط الاخضر. وأن هذه النغمة تغير جوهريا الجانبين حتى الشرقيين الذين يطورون السكن وحتى نخبة الصهيونية الدينية الاشكنازية. للمفاجأة، أنا لم أنجح الى عدد موثوق ومتفق عليه لهذه المسألة الاساسية جدا. الصهيونية الدينية ومجلس “يشع” ووسائل الاعلام والمكتب المركزي للاحصاء والجامعات والكليات – جميعها تقريبا لم تفحص التوزيع العرقي لجمهور الاستيطان في السنوات الاخيرة، رغم زيادة قوته السياسية المدوية. غير مهم، غير جدير وعنصري، كل واحد واسبابه الشخصية.

بالمناسبة، ايضا عندما يتم نشر بحث معين، سواء كان هامشي أو رئيسي، بخصوص الشرقيين ينقض عليه المحللون والباحثون ويقومون بتفكيكه اربا اربا. بعضهم يقولون إن منهجية البحث اشكالية. الباحثون تماهوا ذات مرة مع الطيف الشرقي الديمقراطي. لذلك، هم متحيزون و”غير موضوعيين”، سيقول آخرون. الهدف هو دحض وتقويض كل معلومة صغيرة ستحول الحدس الشرقي الى حقائق امبيرية، يمكن العمل معها ويمكن منها الانطلاق نحو التعديل المطلوب، وفي الحقيقة الحفاظ على علاقات القوة التي تواصل شطب الشرقيين. 

هناك منحى تطوير مضلل ومنفتح جدا على تحسين علاقات القوة بين الشرقيين والاشكناز. في اسرائيل 2021 يوجد شرقيون اكثر من المواقع الرئيسية، بالاساس في مجالات الغذاء والرياضة والتجزئة والموسيقى والسياسة. ولكن في المقابل، هذا ما يجب حفظه صبح مساء، يوجد ايضا ركود خطير. في مجال التعليم والصحة والسكن والمواصلات الفجوة بين الشرقيين والاشكناز تتسع بوتيرة سريعة. لا توجد جدوى من تكرار هذا الطلب مرة تلو اخرى من اجل الحصول على حقائق وارقام من الذين لم يتم تصنيفهم بأنهم فئة من قبل المملكة نفسها. هل تريدون حقائق وارقام؟ يجب عليكم أن ترفعوا بشكل ارتجالي لافتة احتجاج وأن تقفوا امام مكاتب المكتب المركزي للاحصاء وأن تطالبوا بالمفهوم ضمنا: يجب عليكم أن تأخذوا الشرقيين في الحسبان. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى