ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  رون كحليلي – دولة واحدة لشعبين، بالتحديد الآن

هآرتس – بقلم  رون كحليلي – 7/10/2021

” حل الدولة الواحدة يجب أن يكون التوجه السياسي الجديد لليسار واليمين الايديولوجي وكل من يسمي نفسه “حكومة التغيير”، وذلك بعد أن اصبح حل الدولتين غير قابل للتطبيق وغير اخلاقي “.

تجاهل نفتالي بينيت الواضح للقضية الفلسطينية في خطابه الذي القاه في الجمعية العمومية في الامم المتحدة، الذي هو استمرار مباشر لمعارضته الشديدة لحل الدولتين الذي تم تبنيه قبل ثلاثة عقود من قبل المجتمع الدولي، هو ايضا الوقت المناسب لليسار والوسط الصهيونيين من اجل تحديث اجندتهما السياسية. الاجندة القديمة بشأن دولتين تحولت مع مرور الوقت الى أمر غير قابل للتنفيذ وغير اخلاقي. لذلك، يجب الانتقال الى حل الدولة الواحدة الذي يظهر الآن أنه هو الحل الوحيد للنزاع الدموي بيننا وبين الفلسطينيين. 

يجب علينا التذكر بأن بينيت هو من رؤساء المعارضين لحل الدولتين ومن المؤيدين الصارخين لفكرة الضم أحادي الجانب (الذي يعني باختصار دولة ثنائية القومية فعليا). خلال السنين كانت هذه هي اجندته السياسية الواضحة. فمن جهة، أن يقمع ويغزو ويسحق ويقتل كل فلسطيني يجتاز الخطوط. ومن جهة اخرى استيطان تلة اخرى وجبل آخر من الصخور، من المرغوب فيه أن يكون فوق رؤوس الفلسطينيين، وأن يضع علم على قمة الجبل ويتحدث عن الوعد الالهي. من الجدير التذكير بأن اصدقاء بينيت الايديولوجيين على طول الطريق، مثل الوزير السابق اوري اريئيلي، يؤيدون بشكل صريح الدولة الواحدة. فهي بالنسبة لهم في الحقيقة دولة ابرتهايد كليا، عنصرية بالمعنى العميق جدا للكلمة، لكنهم اصبحوا يتخيلون دولة واحدة بين البحر والنهر، يعيش فيها الشعبين. 

بينيت محق في انتقاده لحل الدولتين، الذي تحول مع مرور الوقت الى غير ممكن وغير اخلاقي بصورة واضحة. انتقاده في الواقع يتركز على التنازلات الجغرافية المرتبطة بحل الدولتين، أي عدم الرغبة في التخلي عن “اجزاء من الوطن” واقتلاع السكان من بيوتهم. ولكن انتقاده يمكن من احياء الخيار الوحيد الذي بقي وهو حل الدولة الواحدة. هذا الحل يوجد له تواجد كبير في اوساط اليمين المتطرف، لذلك ربما ينزلق في حلق بينيت بسهولة اكبر.

صحيح أنه دائما يمكن مواصلة ارث بنيامين نتنياهو وادارة النزاع، أي تجنب اتخاذ قرارات تاريخية والسماح للوقت بأن يفعل فعله مع تقليص الاضرار بقدر الامكان. ولكن يبدو أنه في الاشهر الاخيرة، بالذات منذ الاندلاعة الكبيرة الاخيرة التي انزلقت الى داخل المدن المختلطة، ايضا هذه الاستراتيجية انهارت. الارض تغلي والمناطق المحتلة تغلي. رئيس الحكومة يمكنه أن يهذر حتى الغد عن ايران. ولكن لن ينجح أي شيء في تغطية عورة الاحتلال الذي يجبي تقريبا كل يوم ضحايا ويحول ادارة النزاع الى مأساة دموية على حساب الشعبين.

من الواضح أن حل الدولة الواحدة معقد. فالاغلبية في اسرائيل، بما في ذلك من يمثلونها في الكنيست، تعارض بشكل كبير فكرة الدولة الواحدة، التي تحولت مع مرور الوقت الى دمية البودو المهددة لمن يؤيدون حل الدولتين، أي الى كارثة حقيقية. الخوف الاول يكمن في احتمالية أن العرب سيصبحون مساوين لليهود، أي أن جمال وحنين سيكونان جيراننا في تل ابيب ورمات  شارون ونتانيا. الخوف الثاني هو من فقدان الاغلبية الديمغرافية، أي فقدان تفوق اليهود. وفي الخلفية يمكن أن نجد بالتأكيد الخوف الكبير من الانصهار وانتهاء الدولة اليهودية كما نعرفها الآن. محظور الاستخفاف بهذه التخوفات الوطنية والدينية والهوياتية التي تميز معظم اجزاء المجتمع اليهودي في اسرائيل. هي عميقة وحقيقية، حتى لو كانت تستند الى معرفة جزئية أو الى تلقين صهيوني عدواني استمر لاكثر من مئة سنة، والذي بحسبه العرب هم الاعداء، العمالقة العصريين، وأنه يجب قمعهم وطردهم من اجل اقامة (أو ضمان بقاء) الدولة اليهودية والديمقراطية. ولكن اضافة الى ذلك، يجب النظر الى الواقع مباشرة في العيون والاعتراف على الملأ بأنه لم يبق لنا أي خيارات. ثلاث رصاصات قتلت حل الدولتين، استراتيجية ادارة النزاع وعدم وجود شريك انهارت وتلاشت. ها هي الدماء وها هي الاسماء.

اليسار الاسرائيلي يجب عليه أن يستيقظ من سباته الطويل وأن يدس يديه البرجوازية داخل مزبلة الدولة الواحدة. ليس فقط لأن فكرة الدولتين اصبحت غير قابلة للتطبيق، لا توجد أي حكومة في المدى المنظور ستقوم باخلاء حتى ولو مستوطنة واحدة وحتى ليس حكومة برئاسة العمل أو ميرتس، بل لأن حل الدولة ثنائية القومية هو فكرة يسارية كلاسيكية. كل اساسه هو المساواة. المساواة المطلقة بين الشعبين الموجودين بين البحر والنهر.

صحيح أنه يجب ايجاد محطات ومراحل من اجل التقدم خطوة خطوة، وبناء ثقة وحياة مشتركة، النماذج لدول ثنائية القومية ليست شيء فاخر، لكن هذا يجب أن يكون التوجه السياسي الجديد لليسار واليمين الايديولوجي، وكل من يسمي نفسه “حكومة التغيير” أو “حكومة الشفاء”. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى