ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم رونين شوفال- فرصة جدعون ساعر الكبيرة

هآرتس – بقلم  رونين شوفال– 20/12/2020

جدعون ساعر ليس علامة تجارية بل هو ايديولوجي يعارض الدولة الفلسطينية، وقد عمل من اجل الاعتراف بجامعة اريئيل. وهو يمكنه تشكيل حكومة بقيم يمينية “.

السياسة هي فن الممكن. ولكن ذلك لا يعني أنه ليس هناك شيء مرغوب فيه يجب التطلع اليه. المرغوب فيه يمكن أن يكون قد تمت صياغته في برنامج انتخابي يعكس قراءة توجه بخصوص الطريقة التي تريد فيها الاحزاب أن تعرض وجهات نظرها. غياب البرنامج السياسي من مواقع احزاب الليكود، ازرق ابيض والعمل، ليس صدفيا. هو يعكس تبديل المضمون بالشكل. ليس تفسير ذلك أنه لا يوجد لبنيامين نتنياهو رؤيا مرتبة، لكن المضمون لم يعد يوجد في مركزها. الرؤيا غابت. في السياسة الحالية في اسرائيل يمكن الاكتفاء بشعار قابل للاستيعاب، بجمل قصيرة، من غير الواضح اذا كانت كتب في كراسة “آيكا” أو قيلت من قبل يئير لبيد. هذا ينعكس ايضا في الاستثمار في الشعار. اذا عكس المعسكر القومي في الماضي فكرة، فانه في أيامنا هذه علامة بيبي هي أقوى من علامة الليكود. نتنياهو خلق اختزال بينه وبين الحزب: الحزب يخدمه وليس هو الذي يخدم الحزب. لذلك هو عمل بدون توقف على تعزيز ماركته حتى على حساب الايديولوجيا التي كما يبدو يجب عليه أن يخدمها.

رئيس الحكومة كتب في السابق كتاب كامل يشرح كيف يجب الانتصار على الارهاب، ولكن في معظم السنوات الايديولوجيا تم اقصاءها، وقد اختار اطلاق سراح مئات المخربين في صفقة شليط. نتنياهو هو رجل تسويق، لذلك هو يريد العثور على الرغبات الجماعية، ويحاول تلبيتها. احيانا بثمن ايديولوجي منخفض مثلما في قضية نعومي يسسخار، واحيانا مثلما في حالة جلعاد شليط، من خلال الدوس على معتقداته. عندما اعتقد نتنياهو بأن هذا يخدم ماركته التجارية، لم يخف من القول في مقابلة مع قناة الكنيست (في العام 2012): “لقد طرحت اقتراحات لتقييد أو تقليص قوة المحكمة العليا… وقد منعتها جميعها”. ولصالحه يجب أن نقول بأنه ناجح في تعزيز العلامة وتطويرها اكثر من كل خصومه السياسيين. السيطرة المطلقة لنتنياهو على الحزب وعلى حكومته هي نتاج ماركته التجارية. لهذا فان وزراء في حزبه ينسبون كل انجازات الدولة – بما في ذلك انجازاتهم هم انفسهم – لرئيس الحكومة. هذه ليست مجرد حملة استخذاء محرجة، بل هي هيكلية المحفزات التي خلقت في حزب السلطة والجميع يتصرفون طبقا لها. ايضا زعماء الاحزاب الاخرى يحاولون خلق آلية حوافز بواسطة السيطرة على قوائمهم في الكنيست، وكذلك اعضاء الكنيست التابعين لهم لا يمثلون ايديولوجيا، بل يؤيدون شخص، ليس أكثر من علامة تجارية منافسة.

ولأن الصراع السياسي فقد جزء بارز من حجمه الايديولوجي فانه بدلا من يمين مقابل يسار حصلنا في السنوات الاخيرة على حركتين سطحيتين بدرجة مخيفة: الليكود، الذي بسبب بنية الحوافز، تحول الى حزب لزعيم اكثر مما هو حزب لنهج، وباقي احزاب “فقط ليس بيبي”. والتعادل السياسي الذي انجرت اليه اسرائيل يوجد فقط بين احزاب اقسمت بالاخلاص لنتنياهو وبين احزاب اقسمت بـ “عدم الجلوس معه”. اذا فحصنا الواقع من خلال المنظور القديم – معسكر وطني مقابل معسكر اليسار – التوجه مختلف تماما. حسب الاستطلاعات الثلاثة الكبيرة الاخيرة فان كتلة اليمين تحظى بأغلبية غير مسبوقة في السياسة الاسرائيلية تبلغ 76 – 80 مقعدا، الامر الذي يخلق فرص سياسية جديدة.

من هنا يتبين أن المصلحة الواضحة للمعسكر القومي هي اجراء انتخابات سريعة بقدر الامكان. ولكن نتنياهو لا يمثل رؤية المعسكر الوطني فيما يتعلق بالمسألة الاكثر أهمية التي توجد على جدول الاعمال: التوازن بين السلطات. هو الذي أوقف كل محاولة لكبح الانقلاب القضائي؛ وهو الذي أوقف فقرة الاستقواء؛ وتغيير طريقة تعيين وخضوع المستشارين القانونيين؛ تغيير طريقة تعيين القضاة للمحكمة العليا؛ وتجزئة وظيفة المستشار القانوني للحكومة واصلاحات مهمة اخرى.

نتنياهو هو الذي عين روني الشيخ في منصب المفتش العام للشرطة، وافيحاي مندلبليت في منصب المستشار القانوني للحكومة، وشاي نيتسان في منصب المدعي العام للدولة، وكذلك خلق الصفقات السياسية التي جلبت تسيبي لفني وآفينسكورن الى وزارة العدل. نتنياهو في الحقيقة محق في ادعاءاته اليوم ضد جهاز القضاء، لكنه يستطيع أن يتهم فقط نفسه، وفي وضعه القانون ليس لديه المزيد من الموارد السياسية لاصلاح المعطوب.

توجد لجدعون ساعر فرصة كبيرة لاعادة سياسة الافكار. هو يستطيع اعادة المضمون الى مركز المنصة، وبلورة المعسكر القومي حول فكرة. ودعوة ساعر لاستبدال نتنياهو ليست دعوة لاستبدال علامة تجارية بعلامة اخرى، بل دعوة لتغيير علامة بنهج ايديولوجي. يوجد لساعر رصيد ايديولوجي استثنائي: هو رجل ارض اسرائيل الكاملة الذي يعارض دولة فلسطينية، هو شخص ثابت ومنهجي في جهوده لالغاء الانقلاب القانوني؛ وقد أسس مؤسسة حولوت كجزء من نضال هام وليس نضال شعبوي ضد المتسللين؛ ونجح في الحصول على اعتراف بجامعة اريئيل في السامرة.

يجب عليه أن يضع في مركز حملته السياسية برنامج سياسي واضح يدفع قدما بهوية اسرائيل اليهودية، ويعمل على اصلاح العيوب في الجهاز القضائي. يجب عليه تأسيس حزبه ليس كديكتاتورية متنورة، بل كحركة ديمقراطية نشطة. حكومة يمين ايديولوجية هي في متناول اليد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى