ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم رونيت مارزن – ما الذي يمكن تعلمه من قصة القائمة العربية (راعم)؟

هآرتس – بقلم  رونيت مارزن – 22/3/2021

هل سيتكرر في انتخابات الكنيست الحالية ما حدث في انتخابات لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا حيث حصلت الكتلة الاسلامية على مقاعد اكثر من كتلة بلد وحداش “.

الخطاب السياسي للحركة الاسلامية في اسرائيل مر بعدة انقلابات، وربما أن نتائج الانتخابات ستشير الى محطة اخرى في تطور الخطاب. ولادة الحركة كانت في منظمة ارهابية سرية باسم “أسرة الجهاد”، التي حلمت باقامة دولة اسلامية. منها تطورت حركة اجتماعية – دينية غير برلمانية، عملت على بناء اقتصاد “اكتفاء ذاتي” يفصل المواطنين العرب في اسرائيل عن الدولة اليهودية؛ الى أن انقسمت الحركة وأحد اقسامها اصبح لاعب برلماني يشارك في انتخابات الكنيست.

الحركة الاسلامية التي نشأت في نهاية السبعينيات انقسمت في 1969 الى قسمين، على خلفية اختلاف الآراء في موضوع المشاركة في انتخابات الكنيست. رؤساء الجناح الجنوبي، الشيخ عبد الله نمر درويش والشيخ ابراهيم صرصور، اعتقدوا أن المشاركة في الكنيست ستمكنهم من اسماع صوت الاسلام وزيادة قدرة المساومة السياسية. في المقابل، رؤساء الجناح الشمالي، الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال الخطيب، قالوا إن أداء القسم للكنيست هو مثل الاعتراف بالدولة اليهودية، وأن فلسطين هي ارض اسلامية محتلة، التي لا يوجد لليهود أي حق اخلاقي أو ديني فيها. وقالوا ايضا إنه يوجد تناقض بين قوانين الدولة اليهودية وأوامر الشريعة الاسلامية، الشريعة، وفي واقع فيه اغلبية يهودية في الكنيست لا توجد اهمية لأي تمثيل عربي اسلامي. وقد طلبوا الاكتفاء بانتخابات السلطات المحلية وبناء اقتصاد اكتفاء ذاتي يضمن لهم الانفصال التدريجي غير العنيف، عن مؤسسات الدولة.

في العام 2015 تم اخراج الحركة الاسلامية الشمالية خارج القانون. وبعد فترة قصيرة تم انشاء حزب جديد باسم “الاخلاص والاصلاح”، الذي رؤساؤه واعضاؤه جاءوا من الجناح الشمالي. مؤسسو الحزب توجهوا الى مجموعتي هدف من الهوامش، النساء والشباب، الذين تمكنوا من رؤية في الحزب الجديد نسيم منعش مقارنة مع الاحزاب العربية المنحلة. هبة عواودة، من قطاع التعليم ونائبة رئيس الحزب، ادركت اهمية اشراك النساء كعملاء تغيير رئيسيات على الصعيد القيمي والاجتماعي والتعليمي. وعضو الحزب محمد جبارين أكد على أهمية الشباب في العمل الحزبي.

ازمة الاجيال والازمة الاخلاقية – القيمية وازمة القيادة السائدة في المجتمع العربي في اسرائيل شكلت ارضية مريحة للحزب الشاب، الذي دمج مباديء وطنية وقيم اسلامية مع اصلاحات اجتماعية. وخلافا للجناح الشمالي للحركة الاسلامية الذي رفض أي مشاركة في الانتخابات، فان الحزب الجديد وعد بأن يفحص بين حين وآخر مواقفه في هذا الشأن حسب الظروف. واختيار عواودة تسمية الحزب “غير برلماني”، ليس ضد البرلمان، يدل على أن الحزب لا يستبعد مبدئيا الفضاء البرلماني الاسرائيلي.

ايضا خلافا للجناح الشمالي الذي اعضاءه كانوا مسلمون متدينون، فان الحزب الجديد وعد بفتح ابوابه لكل الجمهور العربي، من المسلمين والمسيحيين، والمتدينين والعلمانيين. ولكن متابعة لخطاب الحزب تدل على أن اعضاءه ما زالوا مخلصين للخطاب الانفصالي للجناح الشمالي، ولا ينوون المشاركة في البرلمان.

ايضا الآن هم يدعون الى مقاطعة الانتخابات وتوجيه كل الجهود لاعادة بناء لجنة المتابعة العليا التي ستشكل البيت السياسي البديل للمواطنين العرب.

من اعتقد أن هذا الحزب سيشكل البديل السياسي لأي حزب من الاحزاب العربية فقد اخطأ. لقد بقي هذا الحزب هو حزب البيت للجناح الشمالي، عديم النفوذ في الساحة السياسية. ورغم ذلك، حزب البيت في الجناح الجنوبي، راعم، يواصل السير قدما. في البداية انضم الى القائمة المشتركة، الى جانب حداش وبلد العلمانيين، وعندما اختلفت معه حول القضايا المتعلقة بالجانب الديني أو الاجتماعي مثل حقوق المثليين والعنف في الوسط العربي، لم يتردد في الانسحاب والتنافس وحده في الانتخابات.

قبل بضع سنوات عندما اجريت الانتخابات للجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا سألت طالب من الحركة الاسلامية كيف نجحت الكتلة الاسلامية في الحصول على عدد كبير من المقاعد مقابل بلد وحداش. أجاب: “نحن نعتبر الممثلون الاخلاقيون والطاهرون، نهتم حقا باحتياجات الطلاب العرب، نساعدهم في الحصول على المنح ونمثلهم بصورة مخلصة امام الدوائر. نشطاء بلد وحداش يمكن ايجادهم في مقاهي شارع مسادا أو على شاطيء البحر، هم لا يمثلون الطلاب حقا”. هذه الاقوال تدوي في أذني منذ ذلك الحين. هل ما حدث في انتخابات  لجنة الطلاب يتوقع ايضا أن يحدث في انتخابات الكنيست؟ هل سيعتقد المصوتون العرب أن راعم المحافظ والمتدين هو حزب طاهر واخلاقي يمكن أن يحدث تغيير ثوري في وضعهم عن طريق الانضمام الى الائتلاف؟ أم سيصوتون للاحزاب القومية العلمانية في القائمة المشتركة، التي تصمم على النضال من المعارضة حتى الآن بدون نجاح زائد؟.

الاحزاب العربية، القومية أو الدينية، وحكومة اسرائيل من اليمين أو من الوسط – يسار، يوجد لها في هذه الانتخابات فرصة للاثبات بأن شراكة شجاعة بينها هي افضل بعشرات المرات من خطاب المقاطعة. اذا فوتوا هذه الفرصة فانهم سيخدمون بذلك من ينتظرون وراء الزاوية من اجل أن يحدثوا هنا اضطرابات ميدان تحرير لـ “الربيع العربي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى