ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم رونيت مارزن – لا تتركوا الفلسطينيين في الخارج

هآرتس – بقلم  رونيت مارزن – 31/3/2021

إن ضم الاحزاب العربية الى الائتلاف الحاكم في اسرائيل سيوقف الانخفاض الذي بدأ في ثقة الشباب العرب في اسرائيل بمؤسسات الحكم وجهات انفاذ القانون “.

توجد اربع تجارب تأسيسية اثرت على نمط القيادة العربية وعلى تصويت العرب في اسرائيل: حرب 1948، “يوم الارض” في 1976، انتفاضة الاقصى في 2000 وثورات الربيع العربي في 2011. بعد العام 1948 تم تمثيل المواطنين العرب من قبل رؤساء الحمائل، الذين عملوا في اطار قوائم تابعة للاحزاب الصهيونية. جيل الزعماء هذا سمي من قبل الكثيرين “جيل الخانعين”. وبعد احداث يوم الارض ظهر جيل جديد من الزعماء، اكثر شبابا وثقافة وصاحب وعي سياسي أكثر عمقا. فقد قام ببناء مؤسسات مستقلة مثل لجنة رؤساء المجالس المحلية ولجنة المتابعة العليا واحزاب وجمعيات وحركات غير برلمانية. نمط تصويت العرب تغير. فقد بدأوا يصوتون للاحزاب العربية على أمل أن تحدث هذه الاحزاب تغييرا في المكانة السياسية والوطنية وأن تحقق مساواة اجتماعية. ولكن الاحزاب لم تنجح في ترجمة القوة الانتخابية الى تأثير في عملية اتخاذ القرارات في الدولة. جيل هؤلاء القادة سمي “الجيل البالي”.

عند اندلاع الانتفاضة الثانية انكشف الشرخ الكبير في ثقة أبناء الجيل الثالث بالقيادة العربية والقيادة الاسرائيلية، وحتى بالليبراليين الاسرائيليين الذين اعتبروا ورقة تين تمكن من استمرار الهيمنة الصهيونية. لجنة أور التي حققت في احداث تشرين الاول 2000 اعتبرت هذا الجيل جيل خائب الأمل ومغترب ومحبط، قرر التنفيس عن الغضب والبدء في النضال من اجل تجسيد حقوقه. جيل متفاخر يتمسك بهويته الوطنية ويدرك حقوقه وغير مستعد للتسليم بالاضطهاد والاقصاء ويتبنى طرق مختلفة للنضال، تشمل البحث ونشر المعلومات والنضال القانوني. هذا الجيل سمي “الجيل المنتصر”.

ميادين التحرير التي فتحها الشباب في الدول العربية كانت مصدر الالهام للشباب الفلسطينيين في اسرائيل، في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وفي ارجاء العالم. فقد قرروا تحدي الانظمة التي تقوم بمحوهم: دولة القومية اليهودية، ثقافة البطريركية الاستبدادية، العولمة والثقافة الغربية. مكان الحركة القومية الفلسطينية تحتله الآن مجموعات مستقلة من الشباب (حركات الشبيبة)، التي تقوم بنشاطات قصيرة المدى في اسرائيل وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة من اجل قضايا وطنية واجتماعية. من نشاطاتها ايام غضب ضد خطة برافر للاستيطان البدوي في النقب؛ الصلاة الجماعية ضد وضع البوابات الالكترونية في منطقة الحرم؛ المظاهرات ضد جدار الفصل؛ المسيرات من اجل عودة اللاجئين من غزة وسوريا ولبنان؛ المظاهرات ضد العنف في الوسط العربي في اسرائيل؛ مسيرات الدعاية لمقاطعة اسرائيل؛ المظاهرات ضد سياسة القمع للسلطة الفلسطينية وحكومة حماس.

في تشرين الثاني 2013 شكل 60 شاب من اسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة ما سمي “عاملون من اجل السلام”، لرفع الحواجز الجغرافية والفكرية بين التجمعات الفلسطينية المختلفة وتمكينها من الاتصال بصورة حرة اكثر وتعزيز الوعي الوطني. هؤلاء الشباب لا يعملون في فضاء فارغ. هم يحصلون على الدعم من مراكز ابحاث مثل “مسارات” و”ملتقى فلسطين” و”مدى الكرمل”. ويحصلون على الدعم ايضا من حركة “بلد” و”أبناء القرية” و”الجبهة الشعبية” و”الجناح الشمالي للحركة الاسلامية”.

في العام 2018 قام مركز “مسارات” و”ملتقى فلسطين” بنشر وثيقتين تحت عنوان “حلم الشباب الفلسطيني” و”الحلم الوطني الفلسطيني الجديد”. وقد طالبوا فيهما باقامة دولة ديمقراطية في فلسطين التاريخية بحيث تستوعب اللاجئين فيها وتمنح المساواة لجميع مواطنيها وتقوم ببناء اقتصاد وطني حديث ومستقل والحفاظ على الهوية الجماعية وثقافة الشعب الفلسطيني؛ وطالبوا بتشكيل أطر سياسية لجميع التجمعات الفلسطينية؛ ووقف التنسيق الامني مع اسرائيل وشن نضال شعبي واعلامي ضدها، بحيث يؤدي الى انهيار الحلم الصهيوني الكولونيالي. من قاموا بصياغة الوثيقة اشاروا الى الزعماء الفلسطينيين بأنه يجب عليهم العودة الى المسائل الرئيسية وهي اللاجئين والسجناء والحدود والمستوطنات والقدس والاماكن المقدسة، بدلا من السعي وراء انجازات اقتصادية واجتماعية تأتي على حساب الشعب البسيط.

مجموعات “الحراك الشبابي” ما زالت لا تجذب جميع الشباب. لأن الكثيرين منهم ما زالوا يريدون الشراكة مع المجتمع اليهودي. واذا تعاظمت مشاعر الاغتراب فان التضامن بين هذه المجموعات سيزداد والمواطنون سيؤمنون بقوتها لاحداث التغيير. الغضب والخجل الذي يشعر به بعض الشباب تجاه الجيل البالغ، السلبي والمستسلم، تستغله العناصر الراديكالية. باسم “المروءة” (مجمل الصفات التي يجب على الشاب التحلي بها)، ومن خلال استغلال الديمقراطية الاسرائيلية، هم يحثونهم على العمل من اجل انتخابات مباشرة للجنة المتابعة، واستئناف نشاطات اللجان الشعبية وفتح ميادين تحرير تهز الصمت وتوضح بأن حياة المواطن العربي ليست أرخص من حياة المواطن اليهودي.

إن ضم الاحزاب العربية الى ائتلاف في اسرائيل والدفع قدما بتسوية سياسية مع فتح وحماس، هي ما يقتضيه الوضع. هكذا، سنقوم بوقف الانخفاض في ثقة الشباب العرب في اسرائيل بالمؤسسة الحاكمة وجهات انفاذ القانون، ونعيد الأمل للشباب الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة ونمنعهم من السقوط كثمرة ناضجة في أيدي المتطرفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى