ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم روغل الفر – يجب ادخال أكبر عدد من العرب الى الكنيست

هآرتس – بقلم  روغل الفر  – 15/12/2019

نحن نأمل أن تكون الانتخابات في شهر آذار هي الانتخابات الاخيرة التي يشارك فيها حزب ميرتس (أو المعسكر الديمقراطي بالصيغة الحالية) وحزب العمل – مع أو بدون غيشر. هذا بسبب أن الحل السياسي لليسار الصهيوني، دولتان لشعبين، لم يعد قابل للتطبيق.

من يكون الهدف الوحيد لتصويته في الانتخابات هو عزل نتنياهو، فهو يحسن الصنع اذا قام بالتصويت لازرق ابيض. ومن سيصوت من خلال رؤية بعيدة المدى القائمة على السعي لمنح مساواة كاملة في الحقوق للفلسطينيين في دولة ابرتهايد ثنائية القومية، التي اصبحت حقيقة قائمة تحت حكم نتنياهو (بمساعدة الاتحاد الاوروبي وترامب)، من المفضل له أن يصوت للقائمة المشتركة.

ادخال اكبر عدد من العرب الى الكنيست – هذا يجب أن يكون هدف المنشقين الذين يبعدون النظر الى ما بعد عهد نتنياهو، ويعرفون أن الزعماء الذين سيأتون بعده، سواء كانوا ينتمون للوسط مثل بني غانتس ويئير لبيد وغابي اشكنازي أو ينتمون لليمين مثل جدعون ساعر وموشيه يعلون واييلت شكيد وبتسلئيل سموتريتش، فقط سيخلدون الاحتلال والابرتهايد.

الفرق سيكون في الاسلوب والنغمة. ازرق ابيض سيفعل ذلك بواسطة القصور الذاتي سيء السمعة المعروف للتيار العام الاسرائيلي، الذي توقفت عيونه عن الرؤية وينفي الواقع ويدفن الرأس في الرمل ويخشى من اتخاذ القرارات وكان خاضعا دائما لقوات المستوطنين المصابة بالجنون. في حين أن حكم جديد لليمين سيطبق بشكل عدائي الضم الرسمي وسيفجر بقوة وخبث اتفاق السلام مع الاردن وسيعمل على عزل العائلة المالكة الهاشمية ويحول الاردن الى فلسطين.

السطر الاخير متشابه: استمرار السلب والنهب ورفض امكانية السماح للعرب من مواطني اسرائيل بأن يكونوا شركاء كاملين وشرعيين في الحكم. الرد الاكثر فعالية على روح العنصرية المناهضة للديمقراطية هي تعزيز قوة العرب في الكنيست الى الحد الاعلى.

حزب ميرتس وحزب العمل يعتبران جزءا من العمى الفظيع لليسار الصهيوني. فهما يرفضان الاعتراف بحقيقة أن الدهر أكل وشرب على حل الدولتين. ويرفضان تحديث رؤيتهما ويواصلان التمسك بالامر الذي أكل الدهر عليه وشرب. والتاريخ سيبقيهما من ورائه. هما عالقان في الماضي مع التوتر غير القابل للحل بين “الديمقراطية واليهودية” وبين الصيغ الكيميائية المدحوضة وغير القابلة للتطبيق لتسوية التوتر. التاريخ ابقى هذا التآلف “يهودية وديمقراطية” خلفه. وقد حان الوقت للاختيار بينهما.  

هذان الحزبان المتماهيان مع صيغة “يهودية وديمقراطية” الملفوفة حول عنقهما، مثل ثقل شيء صديء، يغرقان به الى الاسفل، ولا يستطيعان قيادة القوى في المجتمع الاسرائيلي التي تختار الديمقراطية، بدون “يهودية”. هذه القوى يمكن أن يقودها حزب جديد، يهودي – عربي، سيتشكل على انقاض ميرتس وحزب العمل، والذي يجب على القائمة المشتركة هي المحفز على تشكيله. إن ادخال اكبر عدد من العرب للكنيست القادمة معناه القاء زجاجة حارقة الى قلب النظام الذي يقوم بقمعهم.

هناك ما يكفي ويزيد من السياسيين واصحاب الرأي في اليسار الذين يعرفون أن هذا هو ما يجب فعله الآن، وأن انتقام الناخب العربي من تحريض نتنياهو يعتبر فرصة ذهبية لتشكيل هذا الحزب، حزب المستقبل الذي سيجسد حلم التعاون اليهودي العربي في اسرائيل ثنائية القومية، التي اصبحت حقيقة واقعة على الارض. هذا الحزب سيكون الاول للاسرائيليين دون تفريق في الدين والعرق والجنس، والذي سيسعى بل ويستطيع أن يحظى بشريحة مهمة في السلطة أو أن يشكل معارضة كبيرة تعرض بديل حقيقي عن العنصرية الأصيلة للدولة اليهودية. من سيصوت في شهر آذار لحزب ميرتس وحزب العمل فهو يصوت للماضي. المستقبل يحتاج الى تعزيز حضور العرب في الكنيست.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى