ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم روغل الفر – ترامب مريض نفسيا، وهذا الامر لم ينته

هآرتس – بقلم  روغل الفر – 16/11/2020

من يستنتجون من فوز بايدن بأنه سيكون هنا في اسرائيل فوز ليبرالي في الانتخابات، هم أسرى لأمنياتهم. وهذا التفاؤل الذي لا اساس له ينبع من السذاجة وانكار الواقع. لأن الولايات المتحدة ليست دولة يمينية، في حين أن اسرائيل هي دولة يمينية جدا “.

رقم قياسي من الامريكيين، اكثر من 80 مليون شخص، صوتوا لصالح ولاية رئاسية اخرى لرئيس. عريضة نشرت في الولايات المتحدة في 2017، التي 80 ألف (!) من اعضاء الصحة النفسية وقعوا عليها، نصت على أنه يعاني من ثلاث اضطرابات شخصية بسببها هو لا يصلح لهذا المنصب. ترامب يعاني من اضطراب شخصية نرجسي، اضطراب شخصية معادي للمجتمع وخطوط جنون عظمة وهستيريا، وسلوكه سادي وعدواني.

صحة هذا التشخيص نوقشت بصورة موسعة في مقال للعالم النفسي شمشون فايغودر (“ذي ماركر”، 5/11)، وحظي بتأكيد آخر في ردود ترامب على نتائج الانتخابات، لأن غروره غير قادر على استيعاب الخسارة، ويعتقد ترامب حقا أن الانتخابات سرقت منه بواسطة الخداع والتزوير، رغم أنه ليس هناك أي دعم لاعتقاده هذا.

يبدو أنه يوجد اجماع في اوساط الخبراء في الصحة النفسية. حسب المعايير التشخيصية السائدة في هذا المجال فان ترامب يعاني من اضطرابات شخصية مزمنة وخطيرة، التي بسببها كان تشخيصه للواقع معيب، واستمد سعادته من ايذاء الآخرين. هذه الحقائق واضحة لكل شخص عاقل يوجد له عينين في رأسه.

مع ذلك، اكثر من 70 مليون امريكي صوتوا له – خلافا للحقيقة البسيطة أن (ترامب كاذب بصورة مرضية)، وخلافا للعقلانية والعلم (لأن ترامب ينكر الاحتباس الحراري ولا يمتثل للتعليمات الاساسية في الصحة العامة لادارة الوباء)، وخلافا للانسانية الاساسية (لأن ترامب سادي)، وخلافا لصحة ممارسة الصحة النفسية (التي تمنعه من تولي منصبه). لقد صوتوا لصالحه بعد أن اعلن على الملأ بأنه لن يعترف بالنتائج اذا خسر (من هنا صوتوا ايضا ضد العملية الديمقراطية نفسها – مثل من صوتوا لهتلر في المانيا في العام 1933، رغم بعض الاضطرابات الشخصية المكشوفة التي عانى منها).

بعد هذه الانتخابات ترامب هو رئيس حركة جماهيرية. لذلك فان كبار شخصيات الحزب الجمهوري يؤكدون الآن سلوكه الاجرامي. وخلافا لترامب الذي يؤمن من اعماق قلبه بالواقع الوهمي الذي اختلقه، هم يعرفون الحقيقة. وبناء على ذلك فان سلوكهم هو أمر معيب بشكل خاص. هل سيسلم ترامب السلطة؟ آخذين في الاعتبار اعراض اضطراباته الشخصية، يبدو أنه لن يسلم. هل المجتمع الامريكي سيجبره؟ ازاء ابعاد دعمه، الذي زاد فعليا بأعداد مطلقة بفضل سنوات حكمه الاربعة، تعطى اهمية حاسمة لهذا الشأن.

تقريبا نصف الشعب الامريكي يسير وراء شخص مجنون ومدمر، وهذا ليس بشرى جيدة. لحسن الحظ أن الدولة الامريكية العميقة في 2020 هي اقوى من الدولة الالمانية العميقة في العام 1933، ومعظم الافكار المدمرة والمجنونة لترامب يتم احباطها.

من يستنتجون من انتصار بايدن بأنه ايضا في اسرائيل سيكون انتصار ليبرالي في الانتخابات، هم أسرى لأمنياتهم. هذا التفاؤل الذي لا اساس له ينبع من السذاجة ومن انكار الواقع. الولايات المتحدة ليست دولة يمينية، يجري هناك صراع حقيقي على روح الأمة. واسرائيل في المقابل هي دولة يمينية جدا. لذلك فان ترامب محبب على اليهود في اسرائيل أكثر مما هو محبب في أي ولاية من الخمسين ولاية التي تشكل الولايات المتحدة.

حكم ليبرالي لن يصعد هنا الى السلطة. وبصورة اكثر تأكيد مع أخذ المقاطعة في الوسط السياسي الاسرائيلي (الليبرالي تقريبا مثلما هو ترامب) للتعاون مع مواطني اسرائيل العرب. ليبراليون اسرائيليون يحلمون بأنه بعد الانتخابات القادمة سيشكل هنا تحالف غير قائم على محور بينيت– نتنياهو، هم على صلة بالواقع بالضبط مثل ترامب. أي أنهم ليسوا على صلة مطلقا. السطر الاخير هو أن نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة لا تضمن نقل السلطة هناك – وأنه هنا السلطة ببساطة لن تنتهي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى