ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  روغل الفر – الذرة الاسرائيلية هي لهاية ضخمة

هآرتس – بقلم  روغل الفر – 13/12/2021

” النووي الاسرائيلي لا يردع ايران وحزب الله عن ضرب اسرائيل، سواء بالصواريخ أو بقنبلة نووية اذا حصلوا عليها. وهذا يدركه حتى القادة في اسرائيل. ولكنهم يستخدمون النووي الاسرائيلي مثل اللهاية الضخمة لخلق وعي كاذب للامن الوجودي “.

ما هي الفائدة من السلاح النووي المنسوب لاسرائيل؟ لماذا هي تحتاجه؟ حسب مصادر اجنبية، فان المنطق الذي يقف من وراء تسلح اسرائيل بالسلاح النووي هو أن هذا السلاح يردع اعداءها عن محاولة تدميرها. ولكن في هذه الايام فان مواطني اسرائيل يدركون بأن الجيش الاسرائيلي والموساد والحكومة ينطلقون من فرضية أنه لا يكفي السلاح النووي المنسوب لاسرائيل من اجل منع ايران من مهاجمتنا بقنبلة نووية. في الحقيقة لم يكن هذا كافيا في أي يوم، ايضا ليس لردع ايران عن الاسراع نحو مكانة دولة حافة نووية.

الآن يبشرونا بأن الجيش الاسرائيلي مرة اخرى يعمل على تطوير قدرة لمهاجمة البنية التحتية لايران من اجل التأكد من أنها لن تستطيع تدمير اسرائيل. المعنى هو أن قادة الدولة لا يثقون بأن اسرائيل سترد بهجوم نووي على هجوم نووي من اجل منع حرب نووية منذ البداية. وكأنه لا توجد عندنا ديمونة.

اذا فكرنا قليلا فانه يبدو أن النووي الاسرائيلي لا يردع حتى حزب الله، كما يبدو تردعه القدرة العسكرية التقليدية لاسرائيل. ولكن من جهة اخرى، اسرائيل ترتدع من قدرة حزب الله الصاروخية، وهنا معادلة ردع ليس فيها ذرة. 

النووي الاسرائيلي حتى لم يردع سوريا أو مصر في حرب يوم الغفران. والحقيقة هي أن النووي الاسرائيلي لم يردع أي أحد في أي يوم. لسذاجتنا اعتقدنا أنه يوجد لدينا سلاح نووي بالضبط من اجل أن لا نضطر الى مهاجمة ايران. من اجل أن تكون ايران مرتدعة عن أن تستخدم ضدنا السلاح النووي. ولكن السبب الذي يتم انكاره، والذي بسببه اسرائيل تستعد لمهاجمة ايران، هو أن قادتنا لا يعتقدون أن سلاحنا النووي سيردع ايران عن مهاجمتنا بقنبلة نووية. علاوة على ذلك، حسب رأي جميع الخبراء تقريبا، لا يوجد لاسرائيل خيار عسكري حقيقي لتدمير البنية التحتية النووية لايران، ليس الآن ولا حتى بعد بضع سنوات.

الحقيقة هي أن اسرائيل تقوم باعداد خيار غير قابل للتطبيق لمهاجمة ايران، الذي تكلفته تبلغ مليارات الدولارات، لاسباب نفسية. فنحن غير مستعدين لقبول حقيقة أننا لا نسيطر وحدنا على مصيرنا. وبناء على ذلك نحن غير قادرين على التأكد من أن العالم لن يقوم بمحاولة اخرى لتدمير اليهود في اسرائيل.

الرواية الاساسية ما بعد الكارثة التي تقول بأن اسرائيل هي ملاذ آمن لليهود، تصدعت. النووي الايراني يقوض أسس في الوعي. اسرائيل غير قادرة على الاعتراف بحقيقة أنه لا يوجد لديها خيار عسكري ضد ايران، والموساد ايضا غير قادر على تقويض النووي الايراني. اسطورة “الذراع الطويلة” تحطمت. وما بقي هو لعبة الكرامة الوطنية والأنا الهشة. 

بشكل عام، الاسرائيليون يرفضون الاعتراف بوضع يوجد فيه تهديد امني وجودي هم غير قادرين على تحطيمه بمساعدة “يد الاله”، سلاح الجو، المعزي الكبير. ولكن هذا صحيح فيما يتعلق بايران، وصحيح فيما يتعلق بصواريخ حماس (بسبب الخوف من احتلال غزة)، ايضا فيما يتعلق بمئات آلاف صواريخ حزب الله. ولن تتمكن جميع الشركات المنبثقة عن مملكة يهودا من تغيير هذه الحقيقة المهينة واعادة الاتصال من جديد بوهم الامن الوجودي الاسرائيلي الذي تمزق الى اشلاء. 

بشكل عام، هل المواطنون في اسرائيل معنيون حقا بمهاجمة ايران؟ في نهاية المطاف هم الذين سيدفعون الثمن. هم الذين سيموتون بالآلاف عندما سيقوم حزب الله وطهران باطلاق الصواريخ على اسرائيل، الثقيلة والدقيقة، ردا على ذلك، وحماس ستفرغ مخزونها ايضا. وكل ذلك لأن النووي الاسرائيلي، الضبابي، لا يساوي حقا أي شيء على المستوى الاستراتيجي، وهو يستخدم فقط لخلق وعي كاذب للامن الوجودي مثل اللهاية الضخمة. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى