ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم روغل ألفر – ماذا نسمي استخدام الحكومة لكم لاغراضها الخاصة؟

هآرتس – بقلم  روغل ألفر – 26/10/2020

ما تفعله الحكومة بالناس، حيث تستخدمهم لاغراضها الخاصة، لا يوجد له سوى اسم واحد وهو الشر. وعندما سيأتي اللقاح سيحصننا من الكورونا، لكنه لن يحصننا من هذا الشر “.

الناس يقولون لانفسهم: الجنون مؤقت. هذا سينتهي. نحن في خضم الخسوف، لكن القيادة وكبار المسؤولين عقلاء مثلنا (أليس كذلك؟)، وهم يعرفون أن الوضع غير سليم. هم سيستيقظون والعقلانية ستعود بسرعة لتسيطر لدينا. ولكن تحت غطاء التفاؤل الدقيق، وليد التاريخ الطويل من التكيف، الذي في ظله اعتاد الناس على الوثوق بعقلانية اساسية مشتركة للجميع، فان عقلانية اساسية، التي هي العامل المشترك الاكبر الحقيقي لانظمة ديمقراطية – يتغلغل قلق يأتي ردا على شيء ما مظلم وغير مألوف وجديد ومهدد ومنهك. الفوضى هي عرض. وليس فقط الاخفاقات الادارية، شيء ما آخر، عميق وأكثر جمود.

يمكن أن نسمي هذا تعسفا أو أن نعتبره اشارة آلية للبشر. وسنمثل المشكلة بواسطة قضية العودة الى التعليم. الناس يعرفون أنه رغم أن هذا مهم جدا لهم، إلا أن ما هو مهم لهم ببساطة، غير مهم. هم يعرفون أن رفاه المواطن غير مهم. والسؤال هو اذا كانت عودة الاولاد الى التعليم ستخدم نتنياهو. الصحة النفسية للاولاد انفسهم واهلهم، غير مهمة. كسب الرزق المرتبط بعودة الاولاد الصغار الى التعليم غير مهم.

ماذا يسمى هذا، عندما تستخدمكم السلطة لاغراضها؟ ماذا يسمى تشويش حياتكم وحياة اولادكم ويسبب لكم اضرار نفسية واقتصادية جديدة؟ يحرمكم من الاستقرار واليقين والمستقبل. يكذب عليكم دون أن يرف له جفن، يحبسكم في البيوت، وماذا اذا كانوا – القيادة، كبار الموظفين الذين تبقوا ولم يستقيلوا – ليسوا أناس عقلاء مثلنا؟ وماذا اذا كانوا جزء من جنون جماعي تملكهم؟ هناك فقط تعريف واحد لكيف أن السنة الدراسية تبدو هنا منذ 1 ايلول: هذا غير عقلاني. فتاة بدأت في هذه السنة الصف الاول كيف يمكن أن نسمي هذا الانغلاق وانعدام المشاعر التي يتم من خلالها ادارة حياتها؟ انعدام الاهتمام بمصيرها والطريقة التي يتم فيها سحقها؟.

يمكن أن نسمي هذا شر. الشر تجاه الاولاد الصغار وتجاه آباءهم. الشر ليس ظاهرة جانبية. هو شر متعمد: ليس هناك موعد للعودة الى التعليم، ليس هناك خطة، والتهديد باغلاق ثالث يحلق فوق رؤوسنا مثل المقصلة. الحديث يدور عن رغبة اجرامية لكسر معنوياتهم. جعلهم بائسين، التنكيل بهم. أن يتم الحفر في ذاكرتهم بأنهم غير مهمين وأنه يمكن الكذب عليهم، على الجميع، طوال الوقت، وخداعهم. أن تأخذ منهم العمل والكرامة، والعقلانية والصحة النفسية. يمكن استعدادهم لسلطة غير عاقلة، التي ببساطة تريد الشر لهم.

هذا ليس مرتبط بالكورونا. الفيروس هو أداة صدفية. هذا تعامل مع مواطني اسرائيل كمن يعيشون تحت احتلال. الاحتلال تجاوز حدود 1967 الى داخل الخط الاخضر. الى اليهود العلمانيين. جهاز التعليم هو جانب في اسلوب عصا وجزرة وحشي، لا توجد له أي علاقة بالوباء. وسيقول جدعون ليفي: هذا لا شيء مقابل ما يفعلونه بالفلسطينيين. صحيح. وما زال هذا أقل بكثير. تعامل آلي وتعسفي مع بني البشر هو تعبير جيد لماهية هذا الشر. ومن وراء التعسف والكذب تصعب رؤية الواقع.

عندما سيأتي اللقاح سيحصن السكان من الكورونا، لكن ليس من هذا الشر. الناس الذين يشعرون بوجود هذا الشر احيانا يشككون بأنفسهم ويخافون من أن يكونوا قد اصيبوا بالبارانويا. احيانا يصابون بالحرج من نظريات المؤامرة التي تخطر ببالهم، لكن جبل الجليد الاسود الذي اصطدمت به سفينة “التايتانيك” الاسرائيلية يوجد له اسم واحد وهو الشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى