ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  رفيف دروكر – النووي الايراني : انهيار مفهوم نتنياهو وترامب

هآرتس – بقلم  رفيف دروكر – 27/9/2021

” يبدو أن موقف نتنياهو دفع ايران الى مكانة دولة حافة نووية، التي نجح العالم طوال ثلاثين سنة من حرمانها منها “.

في آذار 2018 واجه ائتلاف نتنياهو ازمة، ورئيس الحكومة هدد بالاعلان عن انتخابات في الصيف. في محادثة في ممر الكنيست احتج يئير لبيد امام رئيس المعارضة، اسحق هرتسوغ، لأنه لم يبذل ما يكفي من الجهد لترجمة الازمة الى الانتخابات. هرتسوغ رد عليه بشيء يشبه دعنا من ذلك، من الافضل لنا أن لا تكون انتخابات في الصيف. نتنياهو سيتقوى. بعد مرور ثلاثة اشهر وصل بنيامين نتنياهو الى ذروة قوته، ولبيد اعترف بأنه من حسن الحظ أننا لم نذهب الى انتخابات.

اساس ازدياد قوته كان مرتبط بايران. هذا بدأ في المؤتمر الصحفي الدراماتيكي الذي كشف فيه عن الارشيف النووي الايراني، وتحول الى دراما اكبر بعد اسبوع عندما اعلن دونالد ترامب عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران. نتنياهو اعتبر وبحق كمن دفع الرئيس الامريكي الى تبني سياسته وحصل على الثناء من كل الاتجاهات.

رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، قال إن هذا كان “خطوة مهمة لضمان أمن دولة اسرائيل”. وزير الدفاع افيغدور ليبرمان قال إن هذه “خطوة قيادية شجاعة في نهايتها سيسقط هذا النظام المهدد والوحشي”. وامتدح نتنياهو ولدغ لبيد عندما قال “هذا انتصار كبير للسياسة التي قادها رئيس الحكومة نتنياهو ازال قصر الرؤية للبيد ورؤساء المعارضة الآخرين”.

ليبرمان كان يقصد حقيقة أنه قبل فترة قصيرة قال لبيد بأنه يعارض الانسحاب احادي الجانب من الاتفاق النووي. قرار ترامب اجبر لبيد على تعديل المواقف: “أنا اهنيء الرئيس ترامب على وقوفه الصلب الى جانب اسرائيل… وكما عملت في السابق الى جانب الحكومة لالغاء الاتفاق النووي السيء. ايضا في هذه المرة… سنعمل على اعادة فرض العقوبات وصد ايران”. 

الشخصيات الرفيعة في الليكود تنافست حول من سينجح في مدح نتنياهو اكثر. رئيس الكنيست يولي ادلشتاين، الوزير اسرائيل كاتب والوزير جلعاد اردان والوزير ياريف لفين، جميعهم خرجوا عن اطوارهم. التاج قطفته الوزيرة ميري ريغف. “وعد بلفور وعد ببيت يهودي، وتصريح ترامب سيحفظ البيت اليهودي الى الأبد”. 

أمر محزن أن تشاهد قلة تتجرأ على التفكير بشكل مختلف. كان هناك صمت مفهوم في جهاز الامن رغم أن الاغلبية اعتقدت أنه لا ينبغي لاسرائيل أن تدفع ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي، وأن هذا الاتفاق هو “الأقل سوءا”. بعد قرار ترامب لم يكن هناك أي فائدة من الوقوف ضده. ايضا حتى في المعارضة اشخاص مثل اسحق شمولي وعمير بيرتس أيدوا القرار. الوحيدون الذين تجرأوا على معارضته في حينه هو رئيسة ميرتس في حينه، تمار زندبرغ وعضوة الكنيست شيلي يحيموفيتش، والمتهمين الفوريين أيمن عودة واحمد الطيبي. الآن موقفهم هو الاجماع الجديد: هذا كان خطأ قرب ايران الى مسافة اقصر من أي وقت مضى من القنبلة النووية.

في ايار 2018 توقع نتنياهو المسرور أنه “لو بقي الاتفاق على حاله لكان سيمكن ايران خلال سنوات من الوصول الى ترسانة سلاح نووي”. الآن هناك اتفاق في الرأي على أنه حتى انسحاب ترامب فقد طبقت ايران وبحرص بنود الاتفاق، الامر الذي كان سيبقيها بالتأكيد حتى 2025 على بعد مسافة آمنة من انتاج القنبلة، واحتمالية غير قليلة ايضا في السنوات التي تعقبها. في المقابل، الانسحاب من الاتفاق وضع ايران في وضع تستطيع فيه انتاج القنبلة الاولى متى تريد، والاخطر من ذلك هو أنه من المرجح أن لا أحد في العالم سيعرف الى حين يكون الوقت قد اصبح متأخرا.

من يؤيدون القرار يقولون الآن: “من اعتقد أن ترامب لن ينتخب في تشرين الثاني 2020”. الى جانب ذلك هم أملوا أن النظام في ايران سيسقط. وبهذا بناء الجزء الاهم في سياسة الامن الاسرائيلية على هوية الرئيس القادم، هذا اهمال اجرامي. وترسيخ سياسة على صيغة “ها هم قريبا سيسقطون” هذا غباء مطلق.

في العام 2008 صرخت سارة في مكالمة هاتفية: “زوجي فقط يمكنه انقاذ اسرائيل من النووي الايراني”. في تلك اللحظة ظهر وكأنه سيسجل كمن دفع ايران الى مكانة دولة الحافة، التي طوال ثلاثين سنة نجح العالم في حرمانها منها.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى