ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم رفيت هيخت – نتنياهو حول الاصوليين الى أعداء الشعب

هآرتس – بقلم  رفيت هيخت – 9/10/2020

تعديل قانون الكورونا الاخير الذي استهدف تقييد المظاهرات وعدم تقييد الصلاة عزز المشاعر المناوئة للمتدينين، وهكذا حول نتنياهو حلفاءه الى اعداء للشعب وكذلك هم “.

بعد أن سقطت حكومة نتنياهو الثالثة، التي شكلت في 2013 على حراب التحالف الاخوي بين نفتالي بينيت ويئير لبيد، قرر نتنياهو أن لا يتخلى فيما بعد والى الأبد عن الشركاء الاصوليين. وهم في المقابل لم يتخلوا عنه. هذا لم يكن فقط تحالف نفعي، بل تحالف يعكس ما يعتمل في القلب – حتى فترة غير بعيدة، كان نتنياهو شخصية شعبية جدا في الشارع الاصولي. هذا التعاطف اندمج مع الثقة المنخفضة جدا بسلطات انفاذ القانون وبرومانسية رواية “المضطهد” التي نسبت له، وبمشاعر يمينية عنصرية، أحبت تنكيل نتنياهو بالعرب.

التحالف الصلب لنتنياهو مع الحريديين انقلب عليه في هذه الايام. إن رفضه السماح باغلاقات محلية في اطار خطة الاشارة الضوئية من خلال رغبة في التساهل مع المدن الاصولية الحمراء، وعدم قدرة الدولة على تطبيق التعليمات على اجزاء معينة من المجتمع الاصولي، تحولهم الى الجمهور المكروه في اسرائيل، الذي يحمل عار نشر الكورونا وخطر انهيار جهاز الصحة.

على هذه الخلفية يمكن أن نفهم تصريحات متطرفة جدا مثل تصريح مدير مستشفى “ينابيع الخلاص”، البروفيسور موتي ربيد، في مقابلة اذاعية، أدت في نهاية الامر الى استقالته. “أنا لا افهم العلاقة بين الثقة وبين اليهودية، بين الدين وبين ما يفعلونه… يوجد هنا شيء من الاستفزاز الذي يقول “أنا فقط، والآخرون لا شيء”. لقد تربوا على الحصول على كل شيء وعدم اعطاء أي شيء طوال سنوات، وهذا أحد الردود”. بروح هذه الايام، التي فيها تتناثر الآراء في كل الاتجاهات، فان المواد الاقل تمثيلية تتسرب من تخزينها المناسب لها في براميل مغلقة موجودة في الطابق السفلي – البروفيسور ربيد يعكس غضب واسع، يتغلغل ايضا في اوساط الجمهور اليميني والذي يتميز جزئيا بالتعاطف مع الدين ومع المتدينين.

إن كراهية المتدينين التي تشتعل هنا تذكر بكراهية العرب، وهي ستزداد كلما اصبحت ارقام العدوى اكثر خطورة. وكلما اتضح اسهام القطاع الاصولي في صورة الاصابة العامة والسيطرة على موارد  النظام الصحي. وحتى بيبيون مؤيدون جدا اصبحوا يسمحون لانفسهم بالغضب من المتدينين، الامر الذي لم يكن بخطر بالبال قبل بضعة اسابيع.

إن اتهام المجتمع الاصولي كله هو امر خطير. لأنه الى جانب الحاخاميات المتطرفة والمنغلقة التي تقيم احداث جماهيرية مع خرق للقانون يثير الاستغراب، هناك كثيرون يعيشون في ظروف سكن وحياة صعبة يحاولون اتباع التعليمات. وحسب تقدير جهات في المجتمع الاصولي يدور الحديث عن اقل من نصف السكان. من تجول في بني براك في فترة الاغلاق كان يمكنه مشاهدة عائلات كاملة ترتدي الكمامات، بمن فيهم الاطفال، وهذه مشاهد لا نراها حتى في شوارع تل ابيب، والحفاظ على الابتعاد الاجتماعي المتشدد بشكل خاص في المحلات التجارية وفي العيادات وفي الصيدليات وغيرها. ولكن من يراهم أو يسمعهم؟ الفشل الاصولي لنتنياهو ومنتخبي الجمهور الاصولي منذ بداية الازمة، لا يسنح أي فرصة لهم. هم محبوسون في مصائد مرضية نتيجة سلوك خارج على القانون لهذه الطائفة أو تلك، والمجتمع الديني بمجمله منفصل عن المجتمع الاسرائيلي مثل قطعة ثلج انفصلت عن جبل الجليد.

على هذه الخلفية يبرز ايضا الفشل القيادي لاعضاء الكنيست المتدينين. إن أحد في المجتمع الديني لا يصغي لهم، بل فقط يصغون الى حاخامات معينين؛ اذا كانوا لا ينجحون في التوصل الى جزء كبير من ناخبيهم في السياسات المشددة التي يفرضها رئيس الحكومة – وهو حليفهم المخلص جدا – اذا ما معنى وجودهم اصلا؟ بالتحديد، تعديل قانون الكورونا الذي استهدف تقييد المظاهرات وليس الصلاة، عزز المشاعر المناوئة للاصوليين. المتظاهرون ضد نتنياهو ما زالوا يتسببون بغليان دماء مؤيدي الليكود، واصبح الحاق الضرر العنيف بهم يحدث لشديد الاستغراب، كأمر روتيني. ولكن منذ تعديل القانون فان الخطاب المسموم حول المظاهرات انخفض قليلا، والمتدينون يحتلون الآن كامل مؤشر الكراهية. هكذا وبيديه، حول نتنياهو حلفاءه الى اعداء الشعب وكذلك الامر بالنسبة لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى