ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  رفيت هيخت – الهدف الحقيقي هو الجبهة الشعبية

هآرتس – بقلم  رفيت هيخت – 10/12/2021

” ملاحقة منظمات المجتمع المدني الستة واخراجها خارج القانون الهدف منها هو ملاحقة الجبهة الشعبية التي تستخدم هذه المنظمات كغطاء “.

اساس النقاش فيما يتعلق بالاعلان عن المنظمات الستة الفلسطينية للمجتمع المدني كمنظمات ارهاب قبل شهر تقريبا، تركز حول مسألة هل كما يقولون في اليسار الحديث يدور عن تجريم نشاطات غير عنيفة ضد الاحتلال، أو مثلما يقولون في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية استنادا الى عقيدة الشباك، الهدف الاساسي لهذه الهيئات هو اخفاء “نشاطات ارهابية” تحت غطاء كاذب من خطاب حقوق الانسان ونشاطات انسانية. 

هذه ليست قضية بسيطة. فاعضاء الكنيست ميخال روزين وموسي راز وغابي لسكي هم من صلب ميرتس. والذين يمارسون باحترام دور معارضة حقيقي داخل الحكومة، توجهوا الى وزير الدفاع في مطالبة مبررة وهي اعطاء تفصيل لمفاهيم مثل “نشطاء ارهاب” و”نشاطات ارهابية”، التي تعميمها الكبير يمكنه تبرير أي أمر في العالم. في هذا السياق من الجدير قراءة مقال رجا شحادة، من مؤسسي منظمة “الحق”، وهي احد المنظمات المجرمة، الذي تم نشره في الشهر الماضي في “نيويورك ريفيو أوف بوكس”، الذي وصفت فيه الجهود الذائبة لاسرائيل على مر السنين كي تنسب لهذه المنظمة نشاطات ارهابية، سواء بصورة مباشرة أو بواسطة محاولات اعتبارها فرع لمنظمات مثل م.ت.ف (في السنوات التي سبقت التعاون معها).

ايضا الجهات الحكومية التي تؤيد القرار لا تنفي أنه لهذه المنظمات يوجد حقا حجم من النشاطات المهمة في المجال المدني. أو كما قالت جهة من هذه الجهات: “لا يمكنني تحديد كل دولار أو يورو يمر عبر هذه المنظمات، وضمان أنه حقا يستخدم لشراء السلاح”. كلما تعمقنا في هذه القصة وحاولنا فهم ما الذي يقف من وراء اقوال مثل “هذه المنظمة مع منظمات جبهة شعبية اخرى عملت بشكل متحايل امام دول كثيرة في اوروبا ومنظمات دولية للحصول على تمويل كبير وصل فعليا لصالح نشاطات الجبهة الشعبية” (جزء من البيان الذي صدر ضد منظمة “لجنة العمل الزراعي”)، يصعب التملص من الانطباع بأن الهدف الحقيقي الكبير هنا ليس تصفية المقاومة غير العنيفة للاحتلال، بل بشكل عام اجتثاث الجبهة الشعبية. 

بصورة مفاجئة، بالتحديد هذه المنظمة تقف الآن على رأس هرم الاجرام الفلسطيني، وتتجاوز حتى حماس الاسلامية التي قتلت قبل عقدين ونصف شيوخ ونساء واطفال كانوا يجلسون في المطاعم أو في الحافلات، والآن اذا ارادت فانها ستمطر الصواريخ على كل مواطن في اسرائيل. مصدر مطلع على نشاطات الشباك قال إنه “خلافا لاعضاء فتح وحماس، فان نشطاء الجبهة الشعبية لا ينهارون اثناء التحقيق معهم. هم العدو الاكبر”. ربما لا يكون هذا اساس متين بما فيه الكفاية لنظريات شاملة، لكن يمكن بالتأكيد شم رائحة الهدف من خلال هذه الامور”.

خلافا لتفسير شحادة في المقال المذكور اعلاه، الذي بحسبه فان ملاحقة “الحق” هي حرب صليبية شخصية لبني غانتس، رئيس اركان الحرب في غزة التي تسمى الجرف الصامد، التي تريد “الحق” الحث على اجراء تحقيق دولي في جرائم الحرب التي ارتكبت حسب رأيها في اطارها، يصعب التهرب من الانطباع بأننا نشاهد توجيه كل قوات الامن الاسرائيلية من اجل خنق الجبهة الشعبية. في حين أنه لا يوجد مناص لاسرائيل سوى التعاون مع فتح وحماس اللتين تحملان عبء السكان المدنيين في الضفة وفي غزة، ولهذا يتم اعتبارهما لاعبات سياسية تملك، ضمن امور اخرى، اذرع عسكرية، فان الجبهة الشعبية هي عدو سهل للتشهير الشامل به.

مصادر مطلعة على المعلومات الاستخبارية لدى الشباك تقول بأنهم في الجبهة الشعبية حاولوا ويحاولون تنفيذ عمليات لضرب الجنود والمدنيين، لكن هناك انطباع يصعب التهرب منه وهو أن قتل الفتاة رينا شنراف في عين بوبين في آب 2019، العملية الاخيرة المعروفة التي نفذتها الجبهة الشعبية بمشاركة اثنين من اعضاء منظمات المجتمع المدني، كان حادث مفاجيء جدا هز وصدم المؤسسة الامنية الى أن أدى الى اتخاذ قرار ملاحقة الجبهة حتى صميمها. كما يبدو هذا هو المشهد الذي نشاهده الآن.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى