ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  ران شمعوني  – في اللد يكافحون ضد خطة اخلاء – بناء: “يهودون  المدينة”

هآرتس – بقلم  ران شمعوني  – 18/10/2021

” في اطار مشروع التطوير البلدي الذي تقوده البلدية في البلدة القديمة في اللد سيتم بناء مبان متعددة الطوابق بدلا من مباني القطار القديمة. والسكان يخافون من أن يتم اخراجهم من البلدة القديمة “.

اكرم سكالا، عضو مجلس بلدية اللد، يأتي في كل يومين أو ثلاثة ايام الى حي رمات اشكول وهو يحمل كومة ثقيلة من اللافتات الصفراء المكتوب عليها بالعبرية والعربية “مش خاتم”. في جيوبه الخلفية دس منشورات تشرح معنى اللافتات الصفراء ورزمة الاصفاد الصغيرة. قبل شهر تقريبا قرر المرور على كل مبنى من اجل اقناع السكان العرب بمعارضة مشروع التحديث البلدي الذي تقوده البلدية في منطقتهم، البلدة القديمة. المعارضة المأمولة ستطبق حسب رأيه من خلال مرحلتين، في البداية تعليق اللافتة على نافذة واجهة البيت وبعد ذلك رفض التوقيع على اتفاق الاخلاء – بناء. هكذا يعتقد سكالا بأنه سيضمن بقاء السكان العرب في الحي المتنازع عليه في اللد.

يجب الاعتراف بأن رمات اشكول بحاجة الى تحديث بلدي بشكل مستعجل. مباني القطار التي يتكون كل منها من اربعة طوابق بالية ومهملة. الاطفال يركضون في بيت الدرج القذر واللزج، هم يصعدون وينزلون، من البيت المكتظ الى الطابق السفلي المهمل  ويعودون ثانية. واذا لم يكن هذا كافيا، على وجه الحي الفقير الذي فيه 64 من السكان هم من العرب و36 في المئة من اليهود ما زالت واضحة ذكرى الاحداث التي حدثت في عملية “حارس الاسوار”. “هناك هدوء متوتر في اللد، يمكن في أي لحظة أن يتوقف”، قال في الكنيست في هذا الشهر رئيس البلدية يئير رفيفو. “كل خيمة هدمت في عيد العرش يمكن أن تشعل المدينة، وكل رمي حجر من فوق الجسور يمكن أن يشعل المدينة”.

رغم كل ذلك فان مستقبل اللد واعد. هذا ليس تصريح متفائل للشخصيات الكبيرة في البلدية، بل هو موقف رسمي لدولة اسرائيل. بعد عقد من اللجان التي عقدت فان البلدية ارتبطت بشكل جيد بالجهات الحكومية، ومعهم ومن الميزانيات. في العام 2017 تم التوقيع على اتفاق استراتيجي لتطوير البلدية بين الحكومة والبلدية بمبلغ 6.9 مليار شيكل. “اللد هي مدينة الجميع يريدون الخير لها، يهود وعرب”، قال مصدر مطلع على مخططات الحكومة. “لا أحد سيعارض أن يكون الوضع في هذه المدينة افضل”. 

حسب معطيات الشركة الاقتصادية “اللد”، فان 80 في المئة من المباني السكنية في المدينة يتم شملها في خطط تحديث البلدية التي تمت المصادقة عليها. المنطقة الابرز ازاء وضعها الحالي هي رمات اشكول والبلدة القديمة (342 دونم). الخطة في هذه المنطقة التي صادقت عليها وزارة المالية قبل سنتين تقريبا يتوقع أن تزيد بصورة دراماتيكية عدد الشقق، من 2200 الى 5200 شقة، ومباني القطار سيتم هدمها وبدلا منها ستبنى مبان متعددة الطوابق (حتى 25 طابق)، والتي ستجذب للمدينة والحي سكان جدد.

سكالا يخاف من ذلك بالتحديد. الفائدة التي يأملها رئيس البلدية تعتبر لعنة بالنسبة له. وحسب قوله، ايضا بالنسبة لـ 99 في المئة من سكان الحي العرب. “لماذا يحضرون آخرين الى هنا؟ لماذا لا يعززون في البداية الموجودين هنا؟”، قال سكالا. “العرب لن يأتوا الى هنا. هل سمعتم ذات يوم عن أي عرب نقلوا مكان سكنهم بالآلاف؟ العربي يبقى حيثما ولد. هم (البلدية) يعرفون أن كل مبنى متعدد الطوابق سيتحول في نهاية الامر الى مستوطنة صغيرة”. 

أنت في الحقيقة تريد منهم البقاء في ظروف حياتهم الحالية من اجل أن لا يأتي سكان لا تريدونهم.

“لا. السكان لن يبقوا في هذا الوضع بعد مئة سنة. في القريب ستكون لهم فرصة افضل لتحسين المبنى، ليس ليصبح 20 طابق بل 8 طوابق تناسب طابع البلدة القديمة، وحق الاولوية هو لكل ساكن في المبنى. ببساطة، لا توجد ثقة للناس بأن المشروع الحالي سيكون لصالحهم. لقد سمعنا الكثير من الوعود في حياتنا، والكثير منها لم يتم الوفاء به. بعد الاضطرابات قمنا بفتح العيون”.

كل شخصية كبيرة في البلدية تحدثت معها “هآرتس” حول الموضوع نفت هذه الادعاءات كليا. هذه الشخصيات الكبيرة اشارت الى أنه حسب القانون لا يمكن منع شخص من بيع أو شراء شقة. بالعكس، كل يهودي يختار ذلك يمكنه شراء شقة بدون أن يكون للسلطات أي تدخل. مع ذلك، قالوا في البلدية “في كل منشأة هناك بيع مسبق لسكان المكان بشروط تفضيلية بهدف تمكين العائلات الاصلية من تحسين مستوى حياتها”. المعنى هو أن رمات اشكول ستبقى مختلطة حتى بعد المشروع. ولكن من المرجح أن المشروع سيؤدي بالضرورة الى تغيير التركيبة السكانية والحي سيصبح مع اكثرية يهودية على مر السنين.

“لم أعد اصدق أي شيء”

حتى لو علق على عدد غير قليل من المباني في الحي لافتات “مش خاتم” فان محادثة مع عابر طريق عربي في رمات اشكول تثير الشك فيما يتعلق بالمركزية التي يحظى بها هذا الاحتجاج. معظمهم سمعوا عنه وعن المشروع، لكنهم غير مطلعين على التفاصيل. آخرون لم يسمعوا عنه. من يعارضون الاحتجاج يعتبرونه دليل على هامشيته، لكنهم في البلدية يرفضون اعطاء أي معلومات تؤيد هذا الادعاء. قادة الاحتجاج قالوا بأنه حسب تسجيلاتهم فان الاستجابة هي تقريبا “شبه مطلقة”. وهم ايضا يرفضون اعطاء أي بيانات. الطرفان يعدان بأن تجنيد الناس، سواء للتوقيع أو الاحتجاج، ما زال في بدايته.

في اثنان من المباني على الاقل قرب بعضهما، طلبوا عدم اعطاء عنوانهما، يبدو أنه تبلور موقف رافض صلب. وصلت اليهم في اعقاب اللافتات التي تم تعليقها عليهما. وسرعان ما تجمع السكان على مدخل المبنيين وبدأوا التحدث. “فقط اذا شكلنا يد قوية فسنبقى هنا”، قال أحد السكان. “أنت لا تعرف ماذا سيكون هنا؟ اذا وقع 80 في المئة من السكان (نسبة الموافقة المطلوبة في القانون لصالح اخلاء – بناء)، فان رفيفوا سيهتم بأن يتراجع الـ 20 في المئة ايضا. رافي يكيتوئيلي، من مواليد الحي والمسؤول عن مجال التطوير البلدية في البلدية، قال مؤخرا بأنه تحدث في السابق مع وزير الاسكان زئيف الكين وطلب منه خفض نسبة الموافقة الى 50 في المئة بسبب “البيروقراطية الفظيعة لرافضي التوقيع”.

لكن رئيس البلدية قال مؤخرا بأن العرب لن يغادروا اللد، واليهود ايضا. هل تصدقون ذلك؟

“لا، على الاطلاق، نحن لا نصدق. هو يتلاعب بنا. واضح أنه يريد تهويد الحي”، قالت ساكنة كانت تحمل اكياس. “سترى أن لا أحد سيوقع سوى العملاء”. وحسب قولها، في البداية هي وقعت ولكنها ندمت وسحبت توقيعها. “أنا لم أعد اصدق أي شيء. اذا خرجنا من البيوت فلن يعيدونا اليها”، قالت. احد السكان اضاف: “لمن يريدون الترميم؟ هل لنا؟ اتركني وشأني، بربك”.

خيبة الامل في اوساط كبار موظفي البلدية واضحة. اهارون ايتياس، رئيس البلدية والمدير العام السابق لنواة التوراة اجاب على صفحته في الفيس بوك على ادعاءات السكان وكتب: “لا يمكن الشكوى من أنهم لا يستثمرون في السكان العرب، حيث أنه عندما نطلق مشروع مهم جدا يمكن السكان من تحسين حياتهم، يحاربون ذلك”. ايتياس اضاف بأنه “من اجل أن نستطيع أن نطور معا يجب أن تكون ثقة بين الطرفين”. “قبل أن تقوم ببناء المباني يجب عليك بناء العلاقات”، قال سكالا. “يجب بناء الثقة واعطاء الناس الشعور بأن هذه هي بلدية الجميع، وليس فقط بلدية اشخاص معينين”. 

هذا الاحتجاج هو دليل على عدم الثقة بين سكان المدينة العرب وبين البلدية. بالنسبة لكثيرين على جانبي المتراس فان شبكة العلاقات هذه لم تعد قابلة للاصلاح بعد الاضطرابات. “خلال حياتي لم اشعر بالعنصرية مثلما اشعر الآن”، قالت امرأة عربية من سكان الحي. “في اليوم الذي حدثت هنا اضطرابات فان الجيران (اليهود) قاموا بنسياننا. بعد ذلك طلبوا العفو على أنهم قاموا بتجاهلنا”. 

اذا كان علم على النافذة فانه يوجد مستوطنون

في كل مرة قبل الصعود الى المبنى التالي كان سكالا يتوقف ويرفع رأسه. “هل ترى؟”، اشار الى نوافذ الشقق. “حيثما يوجد علم اسرائيل اعرف أنه لا يجب علي طرق الباب. لأنه حيثما يوجد علم فانه يوجد مستوطنون. هم يقومون بتعليقه وكأنهم في موقع عسكري”. قبل طرق الباب يتأكد من أنه لا توجد على مدخله مازوزة من اجل أن تكون متأكد كليا. السكان العرب الذين سيتحدثون معه على الباب سيقولون له في أي شقة اخرى في المبنى يعيش عرب. “احذر. وراء الباب الابيض المقابل يوجد مستوطنون”، قالت ساكنة عربية. وبعد ثوان تفتح الباب وترحب بشاب يهودي جاء اليها. 

“لا توجد لنا مشكلة في كون أن اليهود يعيشون هنا ويشترون البيوت”، قال. “توجد لنا مشكلة مع المستوطنين الذين يأتون مع ايديولوجيا، التي جزء من هدفها هو اخراجنا من البلدة القديمة، كما قال رئيس البلدية ذات مرة (عندما كان المدير العام للبلدية): هتنحلود (استيطان اللد). حسب قوله، النضال هو “لصالح كل من يعيش هنا الآن، يهود وعرب. لأن المجموعتين فقيرتين في معظمهما وهما في نهاية الامر ستضطران للمغادرة بسبب ارتفاع غلاء المعيشة. البلدية في الحقيقة طلبت من كل مقاول في المشروع ضمان أن تكون رسوم صيانة المبنى منخفضة مدة عشر سنوات. ولكن سكالا قال “في العشر سنوات الاولى يمكن أن يكون الوضع جيد، لكني انظر خمسين سنة الى الامام. أنا حتى اخجل من قول ذلك، لكن يوجد هنا اشخاص غير قادرين على دفع رسوم الكهرباء والمياه. فهل سيدفعون ايضا للجنة المبنى؟”.

في بلدية اللد ردوا على ذلك: “في الوقت الحالي نحن نشهد انهيار وتفكك مبان قديمة في ارجاء البلاد. ومنذ سنوات نحن ندفع قدما بحلول حقيقية قابلة للتنفيذ لضمان أن تجري العملية بشكل منظم ولصالح سكان المدينة. البلدية ترافق جميع الاجراءات وتهتم بالسكان. عملية التوقيع تتقدم بشكل كبير وكل الخطط يتابعها عاملون اجتماعيون يساعدون اصحاب الشقق والسكان على استنفاد حقوقهم في كل مراحل العملية. 

“نحن متيقظون لخطاب جهات لها مصالح وتحاول الدفع قدما بأجندتها الشخصية على ظهر السكان الذين يعيشون في شقق قديمة ومتهالكة، في حين أنهم هم يعيشون في فيلات واسعة في مناطق اخرى في المدينة. جميع الادعاءات التي تطرح من فم هذه الجهات لا اساس لها من الصحة وهي كاذبة وتضر فقط بسكان هذه المباني القديمة. البلدية تدفع قدما بمخططات اخلاء – بناء، التي ستوفر للسكان شقق جديدة. المعنى هو أن اصحاب الشقق الجديدة سينتقلون من شققهم مباشرة الى هذه الشقق التي سيتم بناءها قريبا منهم على أيدي المقاوم الذي سيتم اختياره”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى