ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ديمتري شومسكي – لا توجد حاجة الى استبدال نتنياهو

هآرتسبقلم  ديمتري شومسكي – 16/2/2021

اذا كان ثمن استبدال نتنياهو هو انتصار البيبية، أليس من الافضلابقاءه في الحكم؟ “.

لا ريب أن استمرار ولاية رئيس الحكومة الذي يمثل للمحاكمة الجنائية،يتسبب لدولة اسرائيل بأضرار بالغة. هذا ليس فقط بسبب الضرر القيميالعميق في كل ما يتعلق بطهارة المعايير العامة، بل في المقام الاول بسبب أنقائد الدولة الذي كل اهتمامه ينصب على النضال من اجل براءته، بالتأكيدهو غير قادر على أن يكرس معظم وقته لادارة شؤون الدولة.

هذه الاقوال صحيحة بشكل مضاعف في واقع الازمة غير المسبوقةالتي تحل باسرائيل ازاء تفشي وباء الكورونا. هذا في الوقت الذي فيهواضح للجميع بأن الفشل المدوي والمتواصل لاسرائيل في مواجهة الوباءوتقليص التداعيات المدمرة في معظم مجالات حياة مواطنيها، هو النتيجةالواضحة للوضع غير المعقول، الذي فيه رئيس الحكومة يسخر كل مؤهلاتهويبذل كل جهوده ويستخدم كل صلاحياته ليس من اجل انقاذ الدولة من ازمةالوباء، بل من أجل انقاذ نفسه من رعب المحاكمة.

مع ذلك، يجب الاعتراف بأنه بمعان مهمة ولها مغزى، فان بنياميننتنياهو الضعيف والمضروب هو شخص خطير على الدولة وعلى المجتمعالاسرائيلي، بدرجة أقل من بنيامين نتنياهو الحيوي والشجاع. حقيقة أنهبسبب اعتبارات بقائه السياسي، التي أجبرته على الجلوس في حكومة الىجانب ازرق ابيض، دفن نتنياهو حلم الضم لليمين.

كذلك وبهدف صقل صورته الجديدة كرجل سلام مقابل سلام، ويغمزبذلك لمصوتي اليمينوسط بأنه وقع اتفاقات تطبيع مع عدد من دولالخليج. اضافة الى ذلك، على أمل أن يجذب اليه اصوات العرب، تراجعنتنياهو كما يبدو عن خطاب نزع الشرعية الموجه الجمهور العربي، ويريد أنيولد الانطباع بأنه يوجد حوار معه.

ليس هناك خلاف على أن الامر يتعلق بعمليات تهكمية وانتهازية فياساسها، التي لا تعكس أي تغيير في الرؤية البيبية. ورغم ذلك، يجدرالاعتراف بأن الهزيمة المؤقتة لمن يؤيدون الضم وانفتاح معين تجاه جزء منالفضاء العربي وهبوط معتدل في نسبة التحريض ضد العرب، هي تطوراتايجابية في اساسها.

في المقابل، يمكن الافتراض بأنه اذا تعزز حزب الوسطيمين ليئيرلبيد وحزب اليمين العميق لجدعون ساعر في الانتخابات القريبة القادمةبفضل اصوات اليسار والوسطيسار الذين يتوقون الى اسقاط نتنياهوبأي ثمن، فان هذا الائتلاف مع اضافة حزبيمينا، سيشكل حكومة يمينيةفعالة وتعمل بشكل جيد. وفي حين أنه ليس من المؤكد تماما أن هذه الحكومةستهزم الوباء، فانه لا يوجد أي شك بأنه في كل ما يتعلق بتوجهات الضموالابرتهايد وتعميق التمييز ضد العرب، ستعرف هذه الحكومة كيفيةاصلاحبصورة جذرية ماتشوشفي سياسة اليمين في فترة نتنياهو الضعيف.

مقابل ذلك، يصعب الاتفاق مع الموقف السائد الآن اكثر فأكثر فيمعسكرفقط ليس بيبي، الذي أحسن صياغته مؤخرا بصورة واضحةوحاسمة روغل الفر في مقال نشره هنا، الذي بحسبه يجب على مؤيديالوسطيسار واليسار التصويت لحزب يئير لبيديوجد مستقبل، أو لحزبجدعون ساعرأمل جديد“.

صحيح أن هذه الخطوة يمكن أن تؤدي الى اسقاط نتنياهو، لكنمغزاها على المدى البعيد سيكون انتصار البيبية. هكذا، البيبية لا تتلخصبعبادة شخصية نتنياهو حسب صيغة ميكي زوهر وميري ريغف، بل تكمنفي مجمل ارث نتنياهو الايديولوجي، الذي اساسه الحفاظ على التفوقاليهودي بين البحر والنهر، وقمع الوطنية الفلسطينيةهذه توجهات ستحسنالدفع بها قدما وبصورة حازمة وبنجاعة الحكومة بقيادة الاخوة اليهود الثلاثة،ساعر ولبيد وبينيت.

مهما كان هذا الامر متناقضا، إلا أنه من اجل استكمال مشروعالحياة البيبي، الذي يتعثر الآن بسبب لائحة الاتهام والمحاكمة، يجب علىاليمين الاهتمام في أسرع وقت بابعاد نتنياهو عن الحياة السياسية. هنايطرح سؤال هل سيكون من الحكمة من ناحية مصوتي اليسار، مساعدةاليمين في هذه المهمة؟ هل حقا الغباء مفضل بشيء ما على التطهر؟.

اضافة الى ذلك، من المهم أن نذكر بأن أحد المشاريع السياسيةالرئيسية التي عمل نتنياهو عليها في حياته السياسية الطويلة، كان مرتبطبنزع شرعية منهجي ووحشي عن اليسار الاسرائيلي، بهدف شطب احزاباليسار من الخارطة السياسية الاسرائيلية. هذا بالضبط ما سيحدث اذااقتنعت بقايا حزب العمل وميرتس بالتصويت لصالح ساعر ولبيد من اجلاستبدال نتنياهو. هل يمكن تخيل انتصار اكثر كمالا من انتصار الايديولوجياالبيبية؟ اذا كان ثمن استبدال نتنياهو هو انتصار البيبية، أليس من الافضلابقاء نتنياهو في الحكم؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى