ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم حيمي شليف – حماس تذكر الجميع بأن المسافة كبيرة بينتل ابيب ودبي ، في حين أن غزة تقع وراء الجدار مباشرة

هآرتسبقلم  حيمي شليف – 16/9/2020

الصواريخ التي اطلقت أمس من غزة جسدت كابوس كل رئيس حكومةيكون في زيارة خارج البلاد: شاشة مقسمة. وعكس دقيق للواقع كان يحتاجالى تقسيم الشاشة الى ثلاثة اقسام: شظايا صاروخ، مستشفيات منهارةونتنياهو المبتسم مثل العريس على المنصة “.

وابل الصواريخ التي اطلقتها حماس في زمن مراسيم التوقيع علىالاتفاقات مع دولة الامارات والبحرين أمس في البيت الابيض، جسد أمسكابوس كل رئيس حكومة يكون في زيارة خارج البلاد: شاشة منقسمة. الحديث يدور عن بث مباشر للحلم وتحطمه: من جهة، بنيامين نتنياهو ودونالدترامب يعلنان بصورة احتفالية عن قدوم السلام ولا يكلفان انفسهما عناء ذكرالفلسطينيين ولو بكلمة واحدة. ومن جهة اخرى حماس، ربما بتشجيع منالممولة المتمردة قطر، تذكر الجميع بأن المسافة بين تل ابيب ودبي هي 2670 كم، في حين أن صواريخ القسام من غزة منصوبة وتهدد، حتى بعد الاختراقةالتاريخية، من وراء الجدار مباشرة.

اطلاق الصواريخ على اسدود وعسقلان اضاف مصدر جديد لتحريضالرأي العام في اسرائيل الذي ينشغل بالاستعداد للعيد والذي هو محبط منالاغلاق الموجود على الابواب، والذي يشعر بالخوف المتزايد بسبب اشاراتتدل علىأن الحكومة قد فقدت بشكل كامل السيطرة على مكافحة الكورونا. الشفافية في عرض الوقائع كانت تحتاج أمس الى تقسيم الشاشة الى ثلاثةاقسام: شظايا صاروخ ومواطنون مندهشون على يسار الشاشة. ونظامفحوصات ومستشفيات منهارة على يمين الشاشة، وفي الوسط نتنياهو وهويبتسم ابتسامة عريضة مثل العريس على المنصة.

وخلافا للمواطنين القلقين، يبدو أن نتنياهو قد تأثر حقا وبصدقبالموقف، بدرجة كبيرة من الحق من ناحيته. حتى لو أن اتحاد الاماراتوالبحرين لم تحاربا في أي يوم اسرائيل، مثلما قال ترامب بدون أن يصححهنتنياهو، فان روج علاقاتها شبه السرية من الصندوق مع القدس وتحويلهاعلى علاقات سياسية واقتصادية علنية وكاملة هي علامة  طريق تاريخيةستسجل على اسم نتنياهو، الذي اثبت كما يبدو ادعاءه القديم بأنه يمكنتحقيقالسلام مقابل السلامبدون الفلسطينيين، فان اطلاق الصواريخ منغزة اوضح بأن شطب الفلسطينيين من الوعي لن يخفي مشكلتهم، وربماالعكس هو الصحيح.

نتنياهو كان متأثرا جدا الى درجة المبالغة في مدح مضيفه ترامبوالى درجة الاقتراب من الخط الاحمر الذي يفصل بين الاستخذاء الدارجوالتدخل في الانتخابات، وهذا لا يعتبر شيئا مقارنة مع استعداد نتنياهووزوجته سارة لازالة الكمامات والمخاطرة بالانكشاف على فيروس الكورونا مناجل عدم احراج ترامب الذي يواصل نفي الفائدة من وسائل الوقاية المتبعةفي العالم.

قبل بضعة ايام برر نتنياهو سفره بطائرة خاصة تابعة لرجل الاعمالأودي انجل، بأنجهات مهنية قررت أنه فقط بهذه الطريقة يمكن الحفاظعلى صحته. وها هو الآن هو وزوجته بدون كمامات يتوددان لترامب وميلانياويقفان على بعد مسافة قصيرة منهما، الحاشية الاسرائيلية تخالطالامريكيين بحرية، الذين لا يتجرأون على ارتداء الكمامات عندما يكون ترامبفي المحيط. والحدث كله، رغم المشاركين فيه، يشكل حاضنة للكورونا بحجمحفل زفاف في الناصرة أو احتفال للبلوغ. ولو أن هذه الاحتفالات جرت فياسرائيل لكانت الشرطة قد جاءت على الفور واصدرت مخالفة غراماتللمنظمين والمشاركين.

ترامب رد المعروف لنتنياهو على الثناء والتقدير، لكنه لم ينس ايضااحراجه. فقد استغل ترامب هذا المشهد مع نتنياهو لمهاجمة خصمه بايدن معتشبيهجو النعسان“. ولكن نتنياهو بالتأكيد كان يتوقع ذلك. فقد ظهرمتفاجأ اكثر من رسالة ترامب قبل وبعد جميع اللقاءات في البيت الابيضأمس، والتي تقول بأنه اذا تم انتخابه فسيتوصل الى اتفاق نووي مع ايرانخلال شهر. وقد ظهر أن نتنياهو قد بذل جهدا كبيرا من اجل الحفاظ علىابتسامته الايجابية، في الوقت الذي سرح فيه ترامب في حلم جنة عدنامريكيةايرانية، الذي بالتأكيد نتنياهو لن يكون شريكا فيه. اضافة الىذلك، عودة ترامب الاستحواذية الى هذه القضية تثير الشك في أنه وراءالدخان قد يكون هناك بالفعل حريق لا يعرف عنه نتنياهو.

خلافا للضيف الاسرائيلي، ترامب لم يحصل على شاشة مقسمة، وذلكلسبب بسيط وهو أن قنوات البث الامريكية خصصت الحد الادنى الضروريلتغطية التاريخ الآخذ في التشكل بين اسرائيل ودول الخليج والاهتمامبالمشكلات الداخلية. ولو أنهم أرادوا ذلك، لما كانوا وجدوا صعوبة في بثالفرق المطلق والمثير للغضب بين اجواء القمم الممتعة في البيت الابيض وبينالحريق المدمر في غرب الولايات المتحدة بسبب ازمة المناخ التي ينفيهاترامب، والتوتر المتزايد في العلاقة بين السود والبيض التي يرعاها ويثيرهاترامب، والاكثر من 200 ألف امريكي الذين ماتوا حتى الآن بسبب الكورونا. الفشل الاخير نبع في جزء منه من المقاربة الخاطئة من الاساس وغير العلميةللرئيس الامريكي، الذي نتنياهو دون خيار منحها أمس مباركته الظاهرية.

ربما تكون الهزة الخفيفة وغير المسبوقة في خطاب نتنياهو الطويلجدا، عكست اكثر من انفعال من فعل السلام. نتنياهو يعرف أن مصيرترامب سيحسم خلال شهرين تقريبا، وأن وضعه حتى الآن غير واعد. يصعبعلى نتنياهو تحمل التفكير بأن عصره الذهبي مع ترامب سيختفي وكأنه لميكن، وأنه سيحتل مكانه العناء الذي سيواجهه مع بايدن، وكل شيء سيعودالى نقطة البداية. نتنياهو يعرف جيدا بأنه عندما سيذهب ترامب فان شيئامنه سيذهب معه، اذا لم يكن جميعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى