ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم حيمي شليف – ترامب قد يكون ملجأ نتنياهو من الضم اذا أراد ذلك

هآرتس – بقلم  حيمي شليف  – 28/5/2020

نتنياهو يقف خلف الرئيس الامريكي ترامب مثل الشقي خلف شقيقه المتنمر. وليس صدفة أن هذين الزعيمين اللذين يستخفان بالقانون يقفان على شفا اتخاذ قرار بالضم أحادي الجانب والذي سيمثل توجيه اصبع الاتهام لكل أعدائهما “.

ازمة الكورونا خلقت مؤخرا شبه تشابه بين بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب. نتنياهو ربما كان هستيري، لكن في كل الاحوال مصمم. ويبدو أنه قد أنقذ الكثيرين. ترامب كان، وما زال، صاحب نزوات وفوضوي بثمن الموت الزائد لعشرات الآلاف. خطاب التحريض على العصيان لنتنياهو في بداية محاكمته، الذي كله اتهامات باطلة وتشهير سيء ونظريات تآمرية وتنصل كامل من كل التزام بالحقيقة والمنطق والعقلانية أو نظم الادارة السليمة – عمل على تهدئة المخاوف، هذا اذا كانت. ترامب ونتنياهو يبثان بالضبط على نفس الموجة.

ترامب يلاحقه ديمقراطيون يساريون، مراسلون كاذبون، حراس عتبة، جنرالات، موظفون في الادارة، خبراء على أنواعهم، براك اوباما، الـ سي.آي.ايه، الـ اف.بي.آي ووزارة العدل، الى أن أحل فيها النظام. عند نتنياهو الوضع متبلور اكثر قليلا. ولكن حسب استطلاعات الرأي العام، ليس أقل اقناعا. هو في الحقيقة هدف لمؤامرة قذرة لليسار ووسائل الاعلام، مثل ترامب، لكن لديه اساس العمل يقوم به “جهات”.

من هي هذه الجهات التي حسب اقوال نتنياهو “تحاول القيام بانقلاب في الحكم ضد رغبة الشعب”؟ من هي هذه الجهات القادرة على أن تخترع وتنسق وتدير شبكة متعددة الاذرع من اجل اسقاط رئيس الحكومة؟ والتي تسيطر ليس فقط على الاعلام، بل ايضا على الشرطة والنيابة العامة وفي القريب على المحاكم ايضا، الذين هم قادرون على تجنيد شهود وفبركة أدلة وحياكة ملفات وابتزاز المستشار القانوني للحكومة، وكل ذلك دون ابقاء أيبقايا من الدلائل على وجودها. من يؤيد بيبي سيقول لنفسه، هذا فقط يثبت الى أي درجة هم متطورون.

نتنياهو مثل ترامب، ينظر الى الشخصيات الكبيرة في الادارة العامة الذين لا يخافون من قوته أو تهديداته، على أنهم الأعداء اللدودين ومثل الأوز في المرمى، من برجه العاجي امام الأمة ورغم عشرات السنوات من عملهم المخلص في خدمة الدولة، نتنياهو ينفذ عملية تصفية مركزة، مرة اخرى دون أي بينة ضد كرامة ومكانة وربما حتى ضد الأمن الشخصي للمفتش العام للشرطة والمدعي العام للدولة والمستشار القانوني والمدعية العامة في محاكمته وعشرات المحققين والنواب العامين الذين جمعوا البينات واستنتجوا العبر وبلوروا التوصيات التي لا تروق له. ترامب ربما يكون فظا أكثر من نتنياهو، لكن رئيس الحكومة يعمل حسب نظرية تآمرية عصابية منظمة.

ما الغريب في أنه من خلال نظرة من بعيد يمكن احيانا أن يختلف الامر علينا من منهما قال هذا ومتى ولماذا. من يقوم بنشر مؤامرات عن الاستقرار النفسي لخصومه السياسيين وعن ماضيهم الفاسد. ترامب عن جو بايدن ونانسي بلوسي أو نتنياهو عن بني غانتس وغابي اشكنازي. من يتهم شخصية كبيرة في سلطة القانون بالفساد والرشوة وفبركة بينات.

ترامب عن رئيس الـ اف.بي.آي السابق، جيمس كومي، أو نتنياهو عن المفتش العام للشرطة المتقاعد، روني ألشيخ؟ من قال إن النائب العام له ضعيف وقابل للابتزاز؟ ترامب عن وزير العدل السابق جيف ساشنيس أو نتنياهو عن افيحاي مندلبليت؟ من اتهم صحافي منتقد بارتكاب مخالفة جنائية؟ نتنياهو عن رفيف دروكر هذا الاسبوع أو ترامب عن مذيع الـ ام.اس.ام.بي.سي، “مجنون جو سكروبورو” كما سماه، بعد أن طرح ضده اتهامات تم دحضها قبل عشرين سنة بعد موت المساعدة البرلمانية التراجيدي لسكروبورو عندما شغل منصب عضو كونغرس جمهوري من فلوريدا؟، منافسة شديدة.

وطالما أننا ننشغل بهذا، فان من حول حزبه الى شعار مسحوق وأحل فيه نظام من تصفية الحسابات والخوف القائم على عبادة الشخصية منفلتة العقال، أقصى كل من اطلق رائحة من المبدئية، أو الضمير أو الاخلاق، وقدم للمراكز الاساسية شخصيات، معظمها متوسطة تماما، يتم قياسهم فقط حسب استعدادهم لترديد رسائل “الريس” وأن يفعلوا من اجله العمل القذر؟ الجواب الصحيح، من خطاب الاقنعة في المحكمة المركزية وحتى جلسات الكابنت في شؤون مسح الجوخ في واشنطن، هي بالطبع الاثنان معا.

ترامب ونتنياهو يخوضان حرب قاسية ضد سلطة القانون التي تنكل بهما. اعداء يحاولون اسقاطهم “حتى عبر صناديق الاقتراع” وضد الديمقراطية – التي تسمح بكليهما. هما سياسان محرضان يثيران الانقسام ويكرهان الاقليات، يتشاركان في رؤيتهما الرأسمالية المتطرفة، يشمئزان من الاعلام الحر، اصدقاء للديكتاتوريين ومعادين لليبراليين. يشجعان بوتين ومحمد بن سلمان ويكرهان اوروبا وحقوق الانسان والمنظمات الدولية. وهما يقيمان حكمهما على تحالف غير مقدس مع مؤمنين متعصبين، الذين يسيرون خلفهم بالنار والماء وباشمئزاز مقابل تحقيق ارادة الله، مثل القفاز لليد.

كل اوجه التشابه هذه والتي من الصعب احصاءها، ربما تلتقي وتتصادم في الاسابيع القريبة القادمة في مفترق الضم. حسب معظم العالم، وإن كان ليس حسب الرأي العام في اسرائيل، فانهما بهذا متصلان. على الرغم من الادعاءات القانونية – التاريخية بأن اسرائيل واصدقائها يرسخون وينشرون منذ حرب الايام الستة بأن اراضي الضفة الغربية هي اراضي محتلة في نظر الاغلبية المطلقة في العالم. والضم نتيجة لذلك، يشكل خرق للقانون الدولي الذي يمنع امتلاك اراضي بالقوة. في نظر معظم العالم لا يوجد حل للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين سوى حل الدولتين. والضم هو اضرار متعمد ببقايا هذه الاحتمالية.

ليس صدفة بالنسبة لمعظم العالم، أن نفس الزعيمين اليمينيين المصابين بجنون العظمة والمؤيدين للمركزية القومية، واللذان يستهزئان من القانون ويحاربانه ويستخفان بحقوق الانسان والنظام الدولي، يتصرفان بقسوة تجاه الداخل وعدائية تجاه الخارج. وهما اللذين يقفان على شفا اتخاذ قرار بالضم احادي الجانب، قرار يعرض للخطر وربما يكون كارثي. بالعكس، هذا القرار الذي يشمل توجيه الاصبع لكل من يكرهونهما على الارض، يناسب ترامب ونتنياهو مثلما يناسب القفاز اليد.

مع ذلك، ترامب لن يسارع الى توفير البضاعة حتى لو طلب نتنياهو ذلك. لأنه مع كل الاحترام لبيبي واسرائيل ومستقبل السلام في المنطقة، فان ما يحدد لدى ترامب هو فائدته ومصالحه. ترامب لن يأخذ دور الشرطي السيء ولن يسارع الى أن يخرج لصالح نتنياهو حبة الكستناء من النار ولن يرغب في أن يخيب أمل قاعدته المخلصة جدا، المسيحيين الافنغليين، الذين رؤساءهم يوجدون في علاقة وطيدة مع رؤساء المستوطنين في اسرائيل. نتنياهو، اذا تذكرنا مقولة اريئيل شارون الخالدة، أدخل نفسه الى ورطة، ومن غير المؤكد أنه يوجد مخرج لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى