ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم حمي شاليف – للمرة الاولى في التاريخ : اليهود حسموا مصير الانتخابات

هآرتس – بقلم  حمي شاليف – 12/11/2020

اليهود اعطوا بايدن الزيادة التتي كان بحاجة اليها لحسم السباق الرئاسي. ربما يغضب بعض الاسرئيليين ولكن محبي الحرية والمساواة والديموقراطية التي يفتقر لها ترامب يدينون لهؤلاء اليهود بالامتنان “.

للمرة الاولى في التاريخ حسمت الجالية اليهودية مصير الانتخابات لرئاسة الولايات المتحدة. اليهود توجوا جو بايدن وحولو دونالد ترامب اللى شخص مثير للشفقة والذي يتنكر لهزيمته. لولا اليهود لفاز ترامب بالانتخابات واحتفل ب4 سنوات اخرى في البيت الابيض، مع كل ما يعنيه ذلك.

مجموعات اخرى، ومن بينها النساء والسود والشباب، خرجوا عن طورهم لصالح بايدن، وصوتوا بنسب غير مسبوقة واعطوه افضلية تصل الى5 ملايين صوت على ترامب. ولكن الاحصائيات لا تكذب. بنسبة التصويت التي تكاد تصل الى 80 في المئة حتى في الايام العادية، وبتفضيل واضح لبايدن بنسبة 3-1، الاستنتاج الذي لا مناص منه يقول: بدون الصوت اليهودي لم يكن لبايدن ان لينجح.

في بنسلفانيا والتي جعلت بايدن يتجاوز منسوب ال270 منتخب في المجمع الانتخابي، وحسمت السباق، يعيش حوالي 300الف يهودي بالغ معظمهم حول فيليدلفيا. حسب الحسابات، فان حوالي 240الف منهم صوتوا، 180 الف لبايدن و60الف لترامب. اليهود اعطوا لبايدن زيادة تبلغ 120 الف صوت في الولاية التي يتفوق فيها ب45 الف صوت فقط. الحساب  بسيط.

بايدن مازال بامكانه الفوز حتى بدون بنسلفانيا، اذا اعلن فوزه في اريزونا او جورجيا. ولكن المشكلة انه ايضاً فيهما اليهود منحوه الافضلية. مئة الف يهودي في اريزونا يعطون لبايدن 40الف صوت زيادة وهو يتفوق في هذه اللحظة فقط ب17الف. 130 الف يهودي في جورجيا يعطونه 50 الف صوت زيادة، وهو يتفوق ب11الف فقط.

ليس هنالك تجيد في ذلك، حي ان 75 في المئة من الجالية اليهودية تسوط لمرشحين ديموقراطيين ولكنهم أثروا اكثر بالنشاطات والتبرعات؛ صوتهم لم يحسم في يوم من الايام. هم يتركزون في ولايات مثل كاليفورنيا ونيويوك، والتي يوجد فيها اغبية ديموقراطية ثابتة جداً، ونسبتهم كانت اقل من أن تحسم الانتخابات في ولايات رئيسية، حتى انتخابات 2020، ربما هي الاكثر مصيرية منها جميعاً.

ترامب والذي ندد فعلاً ب”خيانة” اليهود الذين يواصلون دعم الديموقراطيين رغم كرمه تجاه اسرائيل، من شأنه ان يشعر انهم طعنوه في ظهره. يهود يمينيون في امريكا وفي اسرائيل يشاركونه غضبه وخيبة امله، وعدوا ترمب بأن اليهود الممتنين لتعاملة مع اسرائيل سوف يتدفقون نحو صنادق الانتخاب ليردون له الجميل. بدلاً من ذلك دق اليهود المسمار الاخير في نعشه السياسي.

بيد أن اسرائيل ليست على رأس سلم اهتمامات يهود امريكا. حتى وان كان صديقاً لنتناهو ولنفترض انه منقضاً لاسرائيل فان ترامب يعتبر لدى غالبية اليهود كخطر واضح وفوري على سلامتهم وسلامة بلادهم. قلقد ثار ضد الديموقراطية، وقوض سلطة القانون، وتنكر للعلم والطب، وخدم مسيحيين مسيحانيين، واضر بالقيم الليبرالية، وبالاقليات وعزز العنصرية البيضاء، التي تعتبر اللاسامية جزءاً جوهرياً منها.

العديد من الاسرائيليين رأوا ترامب من خلال عيون نتنياهو، كهدية لا تتوقف عن العطاء. هم تأثروا من اعطياته ومن يده القاسية تجاه ايران، ولم يزعجهم شطب الفلسطينيين من جدول الاعمال، او من اليد الحرة التي اعطاها لنتنياهو للتخريب في الديموقراطية الاسرائيلية والتي خلافاً لسابقه تهمه كقشرة ثوم. هم لم يتأثروا من الاضرار الكبيرة التي الحقها ترامب بأمريكا بشكل خاص وبالعالم الحر عموماً.

يهود الولايات المتحدة لم يختلط الامر عليهم فقد ظلوا مخلصين لقيمهم، نظراً للظروف الخاصة لانتخابات 2020 كان من نصيبهم ايضاً الحق التاريخي في الحسم. الاسرائيليون قد يتكدرون من ذلك، لكن اولئك الذين يحبون الحرية والمساواة والديموقراطية والنزاهة الانسانية الاساسية، التي يفتقر اليها ترامب يدينون لهم بقدر كبير من الامتنان.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى