ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم حاييم لفنسون – توثيق من العام 1986 يوفر اطلالة على كيف يرى بايدن اسرائيل

هآرتس – بقلم  حاييم لفنسون – 27/12/2020

في السفارة الاسرائيلية لم يعطوا أي اهمية لمن كان في حينه سناتور، جو بايدن، الى أن اقترن اسمه مع الانتخابات الرئاسية في 1988. وفي لقاء مع سفير اسرائيل في حينه، مئير روزين، والذي يوجد ملخص عنه في ارشيف الدولة، قال بايدن إنه يجب على الولايات المتحدة أن تتعامل مع اسرائيل على أنها أول اصدقاءها ، وأن اسرائيل لن تندم اذا تم انتخابه كرئيس للولايات المتحدة  “.

أمام العرب “يجب على الولايات المتحدة أن تتعامل مع اسرائيل على أنها الاولى، لكن المتساوية”. في شهر شباط 1986، قبل سنتين على التنافس الاول، من بين ثلاثة سباقات رئاسية امريكية، التقى السناتور من دلئور، جو بايدن، مع السفير الاسرائيلي في واشنطن مئير روزين من اجل اقناعه بأنه صديق لدولة اسرائيل.

في السفارة الاسرائيلية في واشنطن لم يعطوا أي اهمية لبادين في ذلك الوقت، رغم أنه في الثمانينيات كان عضو في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. ملفات ارشيف مليئة بالتسجيلات: من معنا ومن ضدنا. بايدن لم يكن موجود في أي قائمة من هذه القوائم، في الوسط، هو لم يتدخل في السياسة اليهودية الديمقراطية – الواشنطنية أو في صناعة المنظمات اليهودية ولم يقم بزيارة اسرائيل.

ولكن في الصراعات الكبيرة التي خاضتها اسرائيل في الثمانينيات في تلة الكابيتول، أيد بايدن دائما مواقف اسرائيل: بيع طائرات “ايواكس” للسعودية، استمرار المساعدات الامنية ومعارضة م.ت.ف. في الملفات التي سمح بنشرها لا يوجد أي توثيق لعلاقة مباشرة بينه وبين المحور السياسي في حينه، بنيامين نتنياهو. الاخير كان اكثر اهتماما بشؤون البيت الابيض ووزارة الخارجية، واستثمر وقت اقل في تلة الكابيتول. نتنياهو ايضا لم يترك خلفه أي سجلات مفصلة عن نشاطاته، بل برقيات موجزة جدا مع امور مهمة. هو لم يكن من الدبلوماسيين الذين أعدوا توثيق مطول عن كل لقاء صدفي.

بايدن ظهر على رادار السفارة عندما ارتبط اسمه بالانتخابات الرئاسية الامريكية في العام 1988. هناك حاول التنافس، لكن في نهاية المطاف سحب ترشحه بعد أن تم ضبطه وهو يقوم بنسخ خطاب. في السفارة لم يهتموا بترشحه بشكل كبير. فقد كانوا على قناعة بأن حاكم نيويورك في حينه، ماريو كوامو، والد الحاكم الحالي، هو المرشح الديمقراطي الرائد. بايدن كان يعتبر مرشح ليست له فرصة.

من كان مسؤول في حينه عن العلاقة مع الكونغرس، يوسف لمدان، اكتشف أنه لا يوجد للسفارة ما يكفي من العلاقة مع بايدن، وأخذ السفير روزين الى لقاء معه. وقد أعد ثلاث صفحات تسجيل مفصلة من الاجتماع تم تصنيفها على أنها سرية وتم ارسالها الى القدس. لمدان قال للصحيفة بأنه لا يتذكر المحادثة. “السفير التقى اليوم مع السناتور بايدن من دليئور، هو عضو في لجنة الخارجية، الميزانية والعدل” كتب لمدان، “لقد اطلعنا على نيته التنافس للرئاسة وكان مهتم بتوضيح مواقفه من اسرائيل أمامنا، والعملية السلمية وسياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. المحادثة استمرت ساعة في اجواء ودية وصريحة”.

روزين بدأ حديثه بشكر السناتور على تأييده لمساعدة اسرائيل. بايدن اجاب بأن “الولايات المتحدة بحاجة اليه اكثر من اسرائيل”. روزين ابلغه عن موضوع العملية السلمية – القصد في حينه كان السلام مع الاردن وبرودة السلام مع مصر. بعد ذلك قام بدعوة بايدن لزيارة اسرائيل. والسناتور اجاب بالايجاب.

لمدان اشار الى أن بايدن قال بأنه “فحص موضوع زيارة البلاد في شهر كانون الثاني، ولكن الانسحاب غير المتوقع للسناتور ايد كنيدي من التنافس على الرئاسة، جعله يغير خطته. سيكون مرشح للرئاسة. مؤخرا قضى ساعات طويلة مع مستشاريه الاستراتيجيين في التخطيط للمعركة. الآن يفحصون زيارة في اسرائيل في نهاية شهر أيار أو شهر حزيران. لقد ابلغونا عن الزيارة المتوقعة للسناتور غاري هارت. وردا على ذلك قال بايدن إنه خلافا لهارت هو ليس بحاجة الى أن يثبت نيته الحسنة تجاه اسرائيل، لذلك هو يفضل القيام بزيارة عمل. لهذا السبب هو لم يستجب لتوسلات مؤيديه اليهود في الولايات المتحدة، الذين ضغطوا عليه من اجل زيارة اسرائيل بحضورهم ومرافقتهم”.

بعد اقوال الاطراء، ناقش الاثنان قضايا الشرق الاوسط. إن فترة ولاية رونالد ريغان في البيت الابيض كانت فترة معقدة في العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة، التي تضمنت الدعم من جهة والمواجهات من جهة اخرى. الحزب الديمقراطية اعتبر في حينه مؤيدا لاسرائيل اكثر من الحزب الجمهوري. وحسب تسجيلات لمدان، فان بايدن اشار في اللقاء الى أن “التصريحات الرسمية للولايات المتحدة لم تتوافق مع افعالها، وهذا أمر متناقض ومضلل ايضا. وكان يريد القول بأنه اذا كانت بشكل عام مواقف الولايات المتحدة جيدة، باستثناء استثناءات بارزة هنا وهناك، فان الولايات المتحدة تواصل الادعاء تجاه الخارج بأنها تسعى الى أن تكون “صديقة للجميع” بصورة متساوية. بايدن يعتقد أنه يجب على الولايات المتحدة أن توضح للعرب بأن اسرائيل هي الصديقة الاولى لها، واذا كان للعرب مشكلة مع هذا الموقف فيجب عليهم أن يعرفوا بأن لديهم مشكلات مع الولايات المتحدة”.

“حسب رأيه، يجب على الولايات المتحدة أن تغير صورة الحوار العلني مع اسرائيل. والتعامل معنا مثلما يتعاملون مع الاصدقاء الآخرين”، كتب لمدان في التسجيلات. “لم يخطر بالبال أن نناقش علنا مع السيدة تاتشر المواضيع المختلف عليها. ولكن في حالة اسرائيل الولايات المتحدة لا تتردد في الاختلاف معها بشكل علني. هذه المقاربة غير مقبولة بالنسبة له. لو تم انتخابه لما تردد في أن يجري معنا تبادل آراء صريح. ولكن بدون نشر وبواسطة القنوات الدبلوماسية”.

بايدن اعتبر م.ت.ف منظمة ارهابية، والتوثيق الاسرائيلي في لجنة العلاقات الخارجية يدل على أنه طرح الموضوع بصورة متكررة. بخصوص السعودية قال للسفير بأن “المملكة ليست سوى حفنة من 5 آلاف أمير وأبناء عائلاتهم. الخطأ القاتل لسياسة الولايات المتحدة بدأ في 1982 عندما تم اتخاذ قرار بالسعي نحو اجماع استراتيجي في الخليج. نتيجة هذه المهمة كانت نقل مركز الثقل من الصديقة الحقيقية للولايات المتحدة (اسرائيل) الى آخرين (القصد هو السعودية وبيع الطائرات).

في نهاية المحادثة اشار لمدان الى أن “بايدن كرر التزامه باسرائيل كأب وكمن يؤمن بأن الولايات المتحدة لم تفعل بما فيه الكفاية من اجل اليهود في الحرب العالمية الثانية”. وحسب تسجيلات لمدان فان بايدن أنهى اقواله بأنه “لن نندم اذا تم انتخابه كرئيس”. بعد 35 سنة على ذلك سيكون بالامكان اختبار هذا الوعد الذي اعطي لمئير روزين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى