ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  – يبدو أنه لا توجد حاجة الى وزير أمن داخلي ، يكفي روبوت وتكفي آلة

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  – 18/7/2021

” كان يجب على بارليف فعل أكثر من تحريك الساكن من اجل اطلاق سراح خالدة جرار. ونحن كنا بحاجة الى أن يكون هناك شخص له عقل اكبر منه، وهذا الامر كما يبدو اكبر من مقاس بارليف  “.

لا شك لدي بأن السيد عومر بارليف (الذي ناداني بـ “السيد ليفي”) انسان مليء بالنوايا الحسنة. ولا يمكن أن يكون هناك شك ايضا في نزاهته. للعلم: عملت مع والده وأحببته؛ ووقعت كشاهد على وصيته، لكن من المشكوك فيه اذا كان بارليف يعرف وظيفته كوزير، الذي من شأنه ايضا أن يطبق رؤيا. واذا حكمنا حسب سلوكه في قضية عدم اطلاق سراح خالدة جرار من السجن بعد وفاة ابنتها سهى، واذا حكمنا حسب مقال التوضيح الذي نشره في “هآرتس” (16/7) فيبدو أنه لا حاجة الى وزير أمن داخلي. يكفي روبوت وتكفي آلة، وللأسف، يكفي موظف ممتثل. هذه الوظيفة شغلها بارليف بتميز بالتحديد. عضوة الكنيست عايدة توما سليمان (القائمة المشتركة) لفتت انتباه بارليف الى موت ابنة عضوة البرلمان السجينة. بارليف وعد بالفحص. اذا كان الامر من صلاحيته، كما وعد، فانه سيسمح لها بالخروج من اجل المشاركة في جنازة ابنتها. هاكم حكومة التغيير: سلفه في هذا المنصب، امير اوحانا، لم يكن ليعد بأي شيء كهذا. وهنا بالضبط مدفون الكلب – بارليف حرك الموضوع، حيث أنه ليس اوحانا. وليس مثل سلفه. هو شخص انساني. ولكن هناك شيء ما تشوش في الطريق، شيء ما لم يجر على ما يرام. ليس هذا هو الوقت الصحيح أو الحالة الصحيحة. ايضا يوجد هناك قانون، أنتم تعرفون. وتوجد اجراءات، بالتأكيد عندما يدور الحديث عن احتلال.

وهاكم النتيجة: سلوك بربري تجاه أم ثكلى، سجينة سياسية، رغم دعاية الكذب في موضوعها، إلا أنها تقضي عقوبة فقط بسبب نشاطها السياسي – وأنه بعد شهرين سيتم اطلاق سراحها من السجن. لماذا اذا نحن بحاجة الى بارليف؟ لدى اوحانا النتيجة كانت نفس النتيجة بالضبط، فقط بدون أي ورع. تظاهر بالجمال وتظاهر بالعدالة. هكذا هو الامر دائما لدى اليسار الصهيوني: لو أنه فقط كان يستطيع، ولو أن الامور سارت كما أراد، لكان أنهى الاحتلال منذ زمن. ببساطة هو لم يستطع ولم يتأتى له. 

في نهاية المطاف، اوحانا، سيء السمعة، هو افضل من بارليف. فهو على الاقل حاول تطبيق رؤيته للعالم عندما كان وزير الامن الداخلي. وقد حاول تحدي القانون والاجراءات من اجل تطبيق معتقداته. وبث من روحه (الشريرة في نظري) على شرطة اسرائيل، هذه هي وظيفته. وفي المقابل، الموظف بارليف لا يحاول ذلك. المستشار القانوني في الوزارة قال له إن هذا غير ممكن. ومساعد المفتشة كتب له بأن هذه الحادثة لا تتجاوز شرط التعتبة. اذا، لا. الاساس هو أنه حاول. حرك ساكنا وعاد الى الروتين.

جرار اضطرت الى الحداد وحدها في سجن الدامون. وأنا على ثقة بأن الوزير يعتقد أن هذا العمل غير انساني. ولا شك لدي بأنه يدرك ايضا عظم اللامعقول. لأنه بعد شهرين سيتم اطلاق سراح خالدة جرار على أي حال. قانون السجون يسمح للوزير بالافراج عن السجناء واعطاءهم اجازة. ولكن هذه الصلاحية اعطيت لمفتش مصلحة السجون. الشروط تم تفصيلها بشكل خاص للفصل العنصري. تقريبا لا توجد أي طريقة لاطلاق سراح سجين فلسطيني لاجازة. ولكن المستشار القانوني في جمعية حقوق الانسان، دان ياكير، قال إنه كان يمكن التوجه الى قائد المنطقة العسكري، الذي كان يمكنه خفض حكم جرار واطلاق سراحها على الفور. ولكن من اجل ذلك كان يجب على بارليف العمل أكثر من تحريك الساكن – هنا نحن كنا بحاجة الى شخص لديه عقل كبير، وهذا كما يبدو أمر اكبر من مقاسه.

اذا كانت توجد لبارليف رؤية وقيم فعلى الاقل كان يجب عليه قول شيء ما عن الاجراءات التي لا تسمح باطلاق سراح أم ثكلت ابنتها. وأن يعطي اشارة لمصلحة السجون بأن هناك وزير توجد له رؤية مختلفة. ولكن بارليف حرك ساكنا وصمت.

عند قراءة مقال بارليف يتذكر قاريء “هآرتس”، الدكتور ايلان غال، “حملة العم ماكس” لحانوخ لفين. ماكس يبحث عن المذنبين الذين يتسببون بالشر في العالم. وقد تم ارساله من موظف الى قيصر، ومن قيصر الى تنين، والجميع يتهمون بعضهم البعض. “الجميع يعرضون هذا المساء في السيرك – الملك هو المهرج/ القمر هو المصباح/ البكاء ليس بكاء والألم ليس ألم/ ضحكوا بصوت عال – لا تأخذوا هذا الامر على محمل الجد”. ولكن كيف يمكن أن تضحك دون أن تأخذ الامر على محمل الجد؟.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى