ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي– هل تريدون دولة يهودية ؟ اذاً، اليكم دولة بن دروس

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 4/3/2021

” الصهيونية التي كانت في الاساس حركة علمانية استندت الى حجج دينية في ظل غياب ما يكفي من الحجج العلمانية. ومن يريد دولة يهودية يجب عليه قبول دولة بن دروس الدينية “.

       عضو الكنيست اسحق بن دروس، رئيس قائمة يهدوت هتوراة، يتميز بكونه شخص فصيح ومحتلن نسبيا. بن دروس ايضا هو السياسي الوحيد الذي تنافس في الانتخابات لثلاث بلديات مختلفة. وهذا ما قاله بن دروس في هذا الاسبوع في مؤتمر لموقع “كيباه” وموقع “عتيم” عن الجندية التي تهودت تهويد داخل الجيش. “أنا غير مستعد للتنازل عن فتاة غير يهودية دنسة أو أحد الاغيار من الدخول الى كرم اسرائيل. اذا كانت تهودت تهويد عسكري فهي غير يهودية ودنسة. هي غير يهودية تماما. هذا أمر حاسم. اذا تزوجها شخص ما، يجب على والدها أن يجلس في الحداد لسبعة ايام وأن يقوم بتمزيق ملابسه حزنا. هي ليست من ذرية اسرائيل”.

        لنترك الاسلوب جانبا. بن دروس اعتذر عن استخدام المفهوم الذي يثير الاشمئزاز، “غير يهودية دنسة”. ولنترك ايضا أن بن تسيون نتنياهو كان يجب عليه في حينه أن يجلس سبعة ايام حداد على ابنه بنيامين، بعد أن تزوج فتاة غير يهودية دنسة هي فلور كايتس، التي تهودت عبر تهويد محافظ، واجتازت بعد ذلك تهويد ارثوذوكسي. ولنترك جانبا ايضا القرف العنصري، النازي تقريبا، الذي يظهر من مفهوم “ذرية اسرائيل” – ما الفرق بينه وبين قياس طول أنف اليهود أو الحفاظ على نقاء العرق الآري. ها هي الدولة اليهودية. بن دروس وصفها كما هي. عندما قررت اسرائيل أنها دولة يهودية كان يجب عليها أن تضع سياسة التجنس فيها في أيدي الحاخامات. لا توجد طريقة اخرى. هكذا تحولت اسرائيل الى دولة بن دروس الى الأبد.

       اليسار الصهيوني وجد كالعادة طرق التفافية وملتوية تنزلق في الحلق، تهويد اصلاحي، تهويد محافظ، وحتى تهويد من قبل الجيش. مع حاخام اصلاحي كمرشح لحزب العمل، لكن هذه تم اعدادها فقط من اجل التخفيف على البشرى. والبشرى هي أنه اذا ارادت اسرائيل أن تكون دولة يهودية، كم هي تريد ذلك، عندها بن دروس هو حارس عتبتها. وماذا يهم اذا كان حاخام اصلاحي أو راهب بوذي أو آية الله ايراني أو راهب مورموني، هم الذين يقررون حول سياسة الهجرة. مجرد وضع القرار في أيدي دينية يحول الدولة الى دولة دينية. اذا كانت اسرائيل مفتوحة لليهود فقط واذا كان تفوق اليهود هو حجر الاساس لها فعندها يجب تعريف من هو اليهودي. وعلى هذا السؤال يمكن أن يجيب فقط رجال الدين لأن اليهودية هي دين قبل كل شيء. بين بن دروس وجلعاد كريف لا يوجد أي فرق اساسي. فهما رجال دين، سواء كانوا يرتدون الاسود أم لا.

        بن دروس وضع مرآة، ظهرت فيها صورة متوحشة، لكنها اصلية. هل أردتم دولة يهودية، ها هي. لا توجد دولة يهودية علمانية. بالضبط مثلما لا يوجد تهويد علماني. بن دروس على حق. الجندية التي والدتها غير يهودية، ليست يهودية حتى لو خدمت في دورية هيئة الاركان. ما هي الصلة بين الخدمة في الجيش الاسرائيلي وبين اليهودية؟ وماذا يعني، بربكم، التهويد في الجيش الاسرائيلي؟ وما شأن الجيش الاسرائيلي باللاهوت؟ في دولة علمانية الخدمة العسكرية يمكن أن تعطي المواطنة. اذا تحولت اسرائيل الى دولة علمانية فان كل مبنى الصهيونية سينهار عليها. وتفوق اليهود سينتهي. لذلك، بن دروس هو ضروري لوجود الدولة، حتى لو كان مخيف جدا.

       الحق الذي نسبه اليهود لأنفسهم على البلاد يقوم على حجج دينية. الوعد الالهي والاماكن المقدسة وقصص التوراة والاشتياق، هي امور متشابهة جدا على مدى آلاف السنين، عن القدس المبنية التي كانت عبادة دينية أكثر منها برنامج هجرة. قوموا بتحييد المبرر الديني وسيظهر بكامل القوة سؤال لماذا بالذات هنا؟ ولماذا في الاصل؟ الصهيونية التي كانت في الاساس حركة علمانية استندت الى حجج دينية، في ظل غياب ما يكفي من الحجج العلمانية.

       بن دروس يذكرنا بذلك. فهو يظهر لنا كيف هي اليهودية. مفترسة ومتغطرسة وعنصرية وملوثة الفم. هكذا حافظت على وجودها آلاف السنين. الحفاظ على نقاء العرق. فقط هكذا ايضا كانت تستطيع أن تبرر اقامة الدولة بالذات في فلسطين. شكرا، يا عضو الكنيست بن دروس، لأنك ذكرتنا بكل ذلك. من يريد دولة يهودية يجب عليه أن يقبل دولتك، دولة بن دروس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى