ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – هرتسوغ، رئيس الابرتهايد ..!

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  – 2/9/2021

” رئيس الدولة اسحق هرتسوغ قام بزيارة مستوطنتين عنيفتين في الضفة الغربية، واحدة متدينة والثانية علمانية. ولكنه لم يتحدث أي شيء عن الاحتلال والعنف وعن حل الدولتين، وكل ما تحدث عنه هو المشهد الطبيعي الرائع الذي رآه في هذه الزيارة “.

رئيس دولة الابرتهايد وزوجته قاما في هذا الاسبوع بزيارة رسمية في مزارع البيض في الضفة الغربية. الرئيس الجديد الذي يعتبر يساري قام بزيارة مزرعتين للبيض. الاولى عنيفة والثانية برجوازية. وهما توجدان على اراضي مسروقة حسب القانون الدولي. في واحدة منهما دشن معهد وفي الثانية دشن مدرسة منتسيورية. هذا هو الجمال في مزارع البيض، حيث يوجد فيها “فسيفساء اسرائيلية كاملة”، كما وصف ذلك الرئيس. كم هو جميل أنه في بلاد الابرتهايد هذه توجد مدرسة تؤسس طريقة التعليم فيها على “اجواء تعليم حر”. مستوطنة سلعيت هي بالتحديد المكان لاعطاء نموذج عن الحرية. 

هذه كانت زيارة مؤثرة حسب التقرير في موقع القناة 7. اسحق هرتسوغ فرح من “المشهد الانساني الرائع للسامرة”، كما شهد على ذلك. وحقا أين يوجد مشهد طبيعي آخر انساني مدهش مثل المشهد الذي يوجد في مستوطنة هار براخا ومستوطنة سلعيت. كم هو جميل أن الرئيس خصص احد زياراته الاولى كرئيس لمزارع البيض هذه. لا حاجة الى القول بأن سكان البنتوستانات والتاون شيبس التي تقع في محيطها، لم يكلف نفسه عناء رؤيتها ولو حتى بمنظار.

مع ذلك، نحن نذكر الرئيس بمكان زيارته. امام هار براخا توجد قرية بورين. من المسموح التخمين بأن هرتسوغ لم يقم بزيارتها في أي يوم من الايام وهو لن يزورها. سكان بورين يعيشون في واقع هجمات عنيفة غير متوقفة على املاكهم وحياتهم من جانب المستوطنين في المحيط بدعم الجيش. من الصعب معرفة متى يأتي المشاغبون من يتسهار ومن البؤرة الاستيطانية العنيفة جفعات رونين، التي تسمى ايضا سنيه يعقوب وهي من بنات مستوطنة هار براخا، أو من هار براخا نفسها. على الارجح هم يخرجون من كل هذه المستوطنات. “بتسيلم” وثقت 17 هجوم كهذا في السنة والنصف الاخيرين. 

عندما كان يلتقط هرتسوغ صورة مع زوجته والناشط الاستيطاني يوسي دغان والحاخام اليعيزر ملماد فانه يعطي لهذه المذابح التحليل الاعلى الذي يمكن للدولة أن تعطيه. لم تسمع أي كلمة رئاسية عن الهجمات أو عن اقتلاع الاشجار أو احراق الحقول أو مهاجمة فلاحين واحراق البيوت. فقط “مشهد طبيعي انساني مدهش” للسامرة، الذي هو ليس فقط مشهد مدهش، بل ايضا يهودي كليا. 

المكان الثاني الذي زاره الرئيس لا يقل عنه اثارة للاشمئزاز. سلعيت، التي هي مستوطنة علمانية وبرجوازية، من اكثر المستوطنات ثراء. هنا لا يرون الاحتلال، جدار الفصل يوجد في شرق المستوطنة، يمكن لاتباع هرتسوغ رؤية نوع آخر من انواع الابرتهايد اذا كان لديهم اهتمام بالواقع، الابرتهايد المخفي عن العين والذي هو ربما أدنى من المكشوف. لا يوجد جدار ولا يوجد حاجز، جزء من دولة اسرائيل. 

قرية فلسطينية مجاورة، خربة جبارة، بقيت بضع سنوات وهي محتجزة كجيب غرب الجدار، مثل سلعيت ولكن فقط بدون حريتها. الى أن تم هدم جدار الفصل وبني مرة اخرى بشكل خاص من اجل نقل القرية الى ما وراء الجدار، الى ما وراء عيون سكان سلعيت الحساسة والانسانية. الحياة الجيدة في سلعيت: مدرسة منتسيورية، بدون جدار وبدون احتلال وبدون عرب ومع مشهد طبيعي يصل حتى البحر. ليس من الغريب أنه في الانتخابات الاخيرة صوت 75 في المئة من السكان لاحزاب الوسط – يسار، اكثر مما كان في تل ابيب. هم ليسوا في الحقيقة يعيشون في مستوطنة، بل هم تقريبا يقيمون على اراضي صادرتها الدولة “لاغراض امنية”.

هذه الزيارة الرئاسية كانت مهمة. هو مرة اخرى اثبت بأن الاحتلال حدث منذ زمن بعيد. هرتسوغ لم يقم بجولة في الخارج، بل هو زار قلب اسرائيل. واذا كانت هار براخا هي جزء من الدولة فان الدولة هي دولة ابرتهايد. هرتسوغ اعترف بذلك أمام الجميع. الرئيس تجاهل كليا وجود الاغلبية السكانية التي توجد في المحافظة التي زارها. بالنسبة له، مثلما بالنسبة لجميع الاسرائيليين، هي غير موجودة.

عندما سيلتقي هرتسوغ مع سياسيين اوروبيين وامريكيين سيتفاخر امامهم الى أي درجة هو مع العملية السلمية ومع حل الدولتين. وهم سيفرحون. وسيقولون كم هو هرتسوغ مؤيد للسلام والعدل، بالضبط مثل رئيس آخر هو بلاتسر يوهانس بروستر، رئيس الابرتهايد السابق، الذي كان ايضا صديق لاسرائيل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى