ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  – من يكذب سيطارده الكذب

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  – 7/11/2021

” الشرطة التي تكذب بصلافة والمسؤولة عن انفاذ القانون هي شرطة اكثر خطوة من الشرطة العنيفة. وما حدث مع عائلة الحسيني بين معاليه ادوميم والعيزرية لن يبقى هناك وقريبا سينتقل الى تل ابيب، هذا اذا لم يكن قد وصل الى هناك منذ زمن “.

شخص كان يقود سيارته ببراءة، والدته العجوز كان تجلس بجانبه. هما كانا ذاهبان لزيارة عائلية في بلدة غير بعيدة. الوقت كان الظهيرة، الطقس كان جميل والموسيقى تعزف بصوت مرتفع. كانا ذاهبان لزيارة العمة، ماذا يريدون اكثر من ذلك. فجأة قابلهما حاجز، حتى هو لم يعكر مزاجهما فهما معتادان على الحواجز. ولزيادة الامان قاما بوضع كمامات الكورونا كي لا يتم تغريمهما.

وضعا الكمامات وانتظرا. حركة السيارات كانت بطيئة والرجل يستمتع في هذه الاثناء بالموسيقى. هو ظهر هاديء ووضع يده على الشباك وانتظر. كاميرا الفيس بوك المباشر مفتوحة منذ بداية الرحلة، هو يحب تصوير نفسه، شاب انيق يرتدي قميص ابيض ويضع نظارات شمسية قاتمة. فجأة سمع صراخ. مجموعة من الزعران المسلحين سيطرت على السيارة، حطموا النافذة، الرجل قام بحماية رأسه من قضيب حديد، بعد ذلك اقتحموا السيارة بالصراخ والتهديد. أحدهم دخل من الباب الخلفي ولف يديه على عنق الرجل. الشخص الآخر اندفع الى الداخل وسحبه بعنف الى الخارج. الأم العجوز ايضا تم انزالها من السيارة. الكاميرا تواصل التصوير.

قرب السيارة شوهد الزعران وهم يضربون ويركلون بلا رحمة. هو مرمي على الشارع وهم يركلونه في كل انحاء جسده. الأم العجوز تنظر بدهشة الى ما يحدث وترى ابنها العاجز وهو يصرخ من الألم ولا تستطيع أن تفعل له أي شيء سوى أن تصرخ هي ايضا. هذا استمر للحظات الى أن توقفت الكاميرا عن التصوير. النهاية: الام وابنها تم اخذهما الى مركز الشرطة بتهمة “حيازة سلاح”. الرجل قال إنه استلقى على الارضية في مركز الشرطة لساعات وكان يتألم ويتوسل كي ينقلوه الى المستشفى. ولكن رجال الشرطة حرموه من ذلك. أمه مندهشة ومصدومة، والعائلة في البيت تكاد تصاب بالجنون من القلق على مصيرهما. في المساء تم اطلاق سراحهما بدون شروط أو تفسيرات. وقد اكتشف أن رجال الشرطة قد قاموا بتفكيك السيارة. وفي المستشفى تبين أن الرجل اصيب اصابة خطيرة في خصيتيه نتيجة الركل وقد تم نقله الى غرفة العمليات. بقي في المستشفى للعلاج ستة ايام وهو يعاني من الآلام حتى الآن. بعد ثلاثة اسابيع على الحادثة حطم الادوات. 

هذا الاختطاف العنيف لم يحدث في تشيلي في عهد اوغوستو بنوشيه أو في الارجنتين في عهد الزمرة العسكرية. هذا حدث في شارع قرب معاليه ادوميم مع رئيسة ومروان الحسيني، أم وولدها من الخليل. الخاطفون هم رجال شرطة اسرائيل. حتى هذا يعتبر الجزء المحتمل من القصة. وما حدث بعد ذلك كان أخطر.

هناك اعتقالات عبثية، هذا يحدث. هناك عنف عبثي، في كل جهاز شرطة. ولكن ما حدث فيما بعد يجب أن يقلق كل اسرائيلي، من اليمين أو من اليسار. شرطة اسرائيل كذبت بوقاحة. ايضا في الواقع الذي فيه الاكاذيب اصبحت روتين في السياسة وفي الجيش وفي الحياة اليومية، فان الشرطة الكاذبة هي اشارة تنذر بالسوء. هذه ليست انصاف اكاذيب الجيش الاسرائيلي، الآن هذه اكاذيب فظة ووقحة لجهاز انفاذ القانون. شرطة تكذب بسهولة لا تصدق هي شرطة خطيرة وحتى اكثر خطورة من شرطة عنيفة.

وهاكم ما قالته المتحدثة بلسان شرطة اسرائيل للصحيفة: “خلال الاعتقال رفض المشبوه فتح باب السيارة. وخوفا من أن يقوم باخفاء البينات أو يمس برجال الشرطة اضطر رجال الشرطة الى اقتحام السيارة واعتقاله. المشبوه ومسافرة اخرى تم نقلهم الى مركز الشرطة، وبعد انتهاء الفحص والتفتيش تم اطلاق سراحهما. لا توجد أي كلمة عن الضرب والركل. والشرطة لم تكلف نفسها عناء أن تطلب فيلم الفيديو الذي تم ابلاغها عن وجوده قبل نشر بيانها الكاذب هذا، الذي بحسبه الرجل عارض اعتقاله. الفيلم لا يترك أي مجال للشك والكذب. هكذا يبررون الاعتقالات العنيفة العبثية في شوارع اسطنبول وشوارع موسكو. هذا ما يحدث في الشراع بين معاليه ادوميم والعيزرية.

ولكن ما حدث بين العيزرية ومعاليه ادوميم لن يبقى هناك. ايضا الاكاذيب التي استهدفت التغطية على ما حدث لن تبقى هي فقط هناك. ففي القريب في تل ابيب، أو ربما هذا حدث منذ فترة بعيدة. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى