ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – مروان البرغوثي هو الفرصة الاخيرة

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 1/4/2021

مروان البرغوثي هو الفرصة الاخيرة. لأنه اكثر رجل سلام عرفناه. وقد استخدم النضال المسلح لأنه ادرك بأن اسرائيل لا تنوي التنازل عن مقاربتها المتعالية وعبادة قوتها  “.

لو أنني كنت فلسطيني لكنت صوت لمروان البرغوثي كرئيس للسلطة الفلسطينية. ايضا لو أنني كنت اسرائيلي صهيوني يصمم على الايمان بحل الدولتين لكنت سأفعل أي شيء من اجل انتخاب البرغوثي. ايضا كاسرائيلي لم يعد يؤمن بحل الدولتين، أنا أحلم، حقا أحلم، باللحظة التي سيخرج فيها هذا الشخص أخيرا من السجن ويصبح زعيم الفلسطينيين. هو الآن يشكل الاحتمالية الاخيرة لبعث روح الأمل في الشعب الفلسطيني الذي يحتضر، وبعث روح الحياة في الجثة التي تتدحرج على الملأ، جثة العملية السلمية، التي لم تكن في أي يوم عملية، وايضا لم تستهدف تحقيق السلام.

لا يوجد أي شيء يثير الغضب ويشعل الخيال ويبعث أمل اكبر اكثر من تخيل البرغوثي وقد تم اطلاق سراحه من سجن هداريم مثلما حدث في 11 شباط 1990 في سجن فيكتور براستر في جنوب افريقيا، لزعيم حرية يحظى باعجاب اكثر منه. نلسون مانديلا اطلق سراحه بعد 27 سنة: هو حكم عليه بالمؤبد مثل البرغوثي، وهو ايضا تمت ادانته بالارهاب مثل البرغوثي. امام مانديلا كان يوجد فريدريك دي كلارك الشجاع، وأمام البرغوثي يوجد فقط تحريض وغباء وجبن اسرائيلي.

لا يوجد أي دليل اكثر وضوحا على أن اسرائيل لم ترغب في أي يوم بالتوصل الى تسوية مثل السجن اللانهائي والغبي للبرغوثي. اسألوا أي رجل في الشباك وأي سياسي اسرائيلي خبير وسيقول: البرغوثي هو الفرصة الاخيرة. الفرصة الاخيرة لتوحيد الفلسطينيين وصنع السلام. مانديلا انتخب رئيسا لبلاده، أما البرغوثي فربما سيتنافس على رئاسة شعبه. مانديلا فعل ذلك وهو حر، أما البرغوثي فسيفعل ذلك وهو سجين، ومحكوم عليه بحكم هزلي استعراضي، خمسة مؤبدات و40 سنة سجن، التي يمكن، لا سمح الله، أن تنتهي في أي يوم.

أنا أقول “لا سمح الله” لأن البرغوثي هو حقا الفرصة الاخيرة. ليس لأنهم في اسرائيل الرسمية لا يعرفون ذلك، بل بالضبط لأنهم يعرفون ذلك افضل مني، فهو لن يتم اطلاق سراحه في أي يوم. مع ذلك، يمكن تصور هذا الشخص قصير القامة وسريع الحركة والذي يلبس ساعة “كاسيو” عادية وله ابتسامة ساحرة وعبرية خاصة، قد تم اطلاق سراحه من السجن وأصبح رئيسا. هذا التصور يشعل الخيال. كيف لخطوة واحدة صغيرة أن تغير الكثير جدا.

في مثل هذا الاسبوع قبل 24 سنة، في يوم الارض في العام 1997، عندما تجولنا بسيارته بين اطارات السيارات المحترقة في المظاهرات في رام الله قال لي: “أكثر شيء اخاف منه هو فقدان الأمل”. هذه اللحظة جاءت، وفقط البرغوثي هو الذي يمكنه تخلصينا منها.

من يريد معرفة ماذا حدث للفلسطينيين يجب عليه النظر الى ما حدث للبرغوثي. رجل السلام الذي تحول الى رجل ارهاب هو الدليل على أن الفلسطينيين قد جربوا كل شيء. ما الذي لم يجربوه؟ لقد قام بطرق أبواب رؤساء الاحزاب الصهيونية في نهاية سنوات التسعين متوسلا اليهم: افعلوا شيء ما قبل تفجر كل شيء. واسرائيل لم تفعل أي شيء وكل شيء تفجر. وقد أخذ اولاده الى حديقة الحيوانات في رمات غان. وفي جولة برلمانية مدهشة لا يمكن نسيانها في اوروبا، تصادق مع اعضاء كنيست من الليكود وشاس وحتى من المستوطنين. وقد كان يشجع فريق “هبوعيل تل ابيب” وكان رجل سلام، وربما هو رجل السلام الفلسطيني الاكثر تصميما من أي شخص آخر.

فقط عندما أدرك بأن هذا الامر لن يجعل اسرائيل تتنازل عن مقاربتها المتعالية وعبادة قوتها، حقق نبوءته، كل شيء سيتفجر، وانضم للكفاح المسلح، بالضبط مثل مانديلا، الذي القسم العنيف في نضاله هو خفي.

البرغوثي قضى حتى الآن 20 سنة في السجن. مدان بعمليات ارهابية في الدولة، التي احتلالها هو الارهاب الاكثر وحشية والاكثر ظلما بين البحر والنهر. في المرة الاخيرة التي رأيته فيها كان يرتدي زي السجن الخاكي في المحكمة في تل ابيب. الآن هو يفكر بالترشح في الانتخابات الفلسطينية، وهي انتخابات في ظل الاحتلال.

اذا تم انتخابه كرئيس، ليس الفلسطينيين وحدهم سيكسبون. اذا انتخب رئيسا فان الاحتلال سيسجل المزيد من نقاط الحضيض الفظيعة في تاريخه: ليس فقط محارب حرية يوجد وراء القضبان، بل الآن أصبح لدينا رئيس بالاصفاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى