ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي  – كل ترسانة سلاح الجو ألقيت على غزة ، لماذا؟ لأن اسرائيل تستطيع 

هآرتس – بقلم جدعون ليفي  – 20/5/2021

” اسرائيل تفعل ما تفعله لأنها تستطيع ذلك ولا أحد يقوم بوقفها، بل يقومون بتسمينها اكثر بالسلاح والتأييد السياسي “.

لقد تم الاثبات مرة اخرى بأن اسرائيل هي قوية جدا وجيشها قوي جدا. امريكا قامت بتسمينها على مدى سنوات وسلحتها بسلاح كثير ومتقدم يفوق احتياجاتها وايضا منحتها دعم دولي كاسح، تلقائي وأعمى. اسرائيل زودت جيشها بميزانيات ضخمة منفلتة العقال، بالطبع على حساب احتياجات اكثر اهمية، والنتيجة هي كما تشاهدونها: مثل اوزة مسكينة تم تسمينها بشكل كبير، اسرائيل لم تعد قادرة على 

ضبط النفس. الكبد الذي تم تسمينه اصبح مريض. يبدو أنه لا يوجد أي شيء يسمى دولة قوية جدا، لكن اسرائيل هي الدليل على وجودها. عدد كبير من نشاطاتها العنيفة، في الحرب وفي صيانة الاحتلال، تقوم بها لأنها تستطيع، لأنه يوجد لديها ما يكفي من القوة لفعل ذلك، حتى لو لم تكن لها أي حاجة أو أي فائدة.

عندما تقترب عجوز، مريضة نفسيا، من الجنود في الضفة وهي تحمل في يدها سكين مطبخ صغيرة وبصعوبة تقف على ارجلها، يقوم الجنود باطلاق صليات من النار عليها. وقد كان بامكان فتى أن يوقف المرأة بدون سلاح، لكن الجنود فرغوا فيها مخازن سلاحهم. لماذا؟ لم لا؟ لأن الجنود يستطيعون.

اسرائيل تتعامل مع غزة بالضبط مثلما تتعامل مع العجوز على الحاجز. على هذا الحي الفقير والمحاصر والمخنوق تقوم اسرائيل بانزال كل ترسانة سلاح الجو المتقدمة لديها دون خجل، تقريبا بدون كوابح، وتفرغ عليها كل ذخيرتها، فخر صناعة السلاح لديها ولدى الولايات المتحدة. ما تم اعداده لقصف مفاعل في ايران هو جيد ايضا لقصف حسكة في بحر غزة. لا توجد حاجة الى ذلك، فقط ضرر كبير لحق بالجانبين، ومع ذلك هناك 150 طائرة في السماء فوق غزة. لماذا؟ لأن اسرائيل تستطيع، فلماذا لا تفعل ذلك.

اسرائيل تقوم بالتدمير والتخريب بشكل يثير الاشمئزاز. وأحيانا تقوم بتحذير السكان وتعطيهم ساعة من اجل انقاذ كل عالمهم واحيانا لا. لأنها تستطيع. اسرائيل تقوم باسقاط الابراج السكنية وابراج المكاتب مثل ابراج ورق اللعب بمشاهد استعراضية مخيفة ومرعبة، تم تكريسها ليشاهدها ويسمعها سكان غزة المذعورين، وهي مكرسة بدرجة لا تقل عن ذلك لعيون سكان اسرائيل الذين يقومون بالتصفيق ويقولون يوجد لدينا كل هذا. توجد لدينا قوة. انظروا الينا كم نحن اقوياء. استعراض سلاح الجو ليس فقط في عيد الاستقلال، انظروا كيف ترتعد غزة. انظروا كيف تنهار الابراج. 

طائفة من يشجعون الطيارين في وسائل الاعلام وفي اوساط الجمهور تنظر بانفعال. مرة تلو الاخرى يتم بث صور الدمار في التلفزيون الاسرائيلي الذي لا يظهر أي شيء من غزة سوى الابراج التي تسقط. كل ذلك في الوقت الذي كانت فيه اسرائيل تستطيع الاكتفاء بقصف دقيق للشقق التي تستخدمها حماس، سواء كان هذا صحيح أم لا، دون هدم 15 طابق وتدمير 150 من المصائر. ولكن لماذا تكلف اسرائيل نفسها عناء ذلك. اسرائيل تستطيع والجيش الاسرائيلي يستطيع وسلاح الجو بالتأكيد يستطيع. أمام السماء المكشوفة والعاجزة لغزة، لماذا لا؟.

لو أن اسرائيل كانت اقل قوة وتسليح بقليل لكانت حذرة اكثر في افعالها. زيادة القوة هذه تولد سلوك وقح واستقوائي وبربري. والقوة ليست فقط هي القوة العسكرية، بل السياسية. العالم يسمح لاسرائيل بأن تفعل ما هو مسموح فعله لعدد قليل جدا من الدول. هذا ايضا هو قوة مفسدة. هو يعمل على افساد اسرائيل. لا أحد سيوقفها، ولا أحد سيعاقبها على افعالها. اذا، لماذا لا؟ هي تستطيع.

إن من يمكن من كل ذلك هو صديق لاسرائيل بالضبط مثلما من يقوم بتسمين الاوز هو صديق للأوز. عندما يقول الرئيس الامريكي جو بايدن بأنه يوجد لاسرائيل حق في الدفاع عن نفسها دون أن يقيد ذلك بأي شيء فان البطاقة البيضاء المفسدة تعود، ويكون معناها، اقصفوا بقدر ما تستطيعون. أيها الاصدقاء الاعزاء، أنتم فقط تدافعون عن انفسكم. وباسم هذا فانه مسموح لكم أي شيء. بعد ذلك، الرئيس المعادي يبدو أنه ايضا يوقع على شيك آخر لتزويد المزيد من السلاح الذي ستستخدمه اسرائيل في الجولة القادمة. شكرا، اصدقاء اسرائيل، لأنكم عملتم على تقويتها بشكل كبير وأصبحت سمينة جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى