ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – كراهية الديكتاتور

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 27/9/2020

عندما معارضو نتنياهو يسمونه ديكتاتور ويتحدثون عن خراب الديمقراطية فمن الافضل أن يوجهوا نظرهم الى الضفة الغربية وغزة. وربما الآن سيبدأ اسرائيليون كثيرون في فهم مقاومة الفلسطينيين العنيفة والمحتمة والمفهومة “.

الكراهية لبنيامين نتنياهو تسجل ارقام قياسية جديدة. جزء منها يستحقه بسبب سلوكه، اتهاماته واخفاقاته وفشله. والجزء الآخر، المبالغ فيه والهستيري والطفولي، يعكس اكثر المعسكر الذي يقف أمامه. “كم اخطأنا، وكم أجرمنا، من اجل أن نستحق هذا العقاب؟”، يندب نحاميا شترسلر بروح توراتية، عقيدة الثواب والعقاب الديني عشية يوم الغفران. اوري مسغاف اعلن التمرد وهو يحذر من حرب اهلية تقترب، ويهدد بأنه هو واصدقاءه لن يكونوا لطيفين من الآن فصاعدا. ويشبه المعسكر المدلل لمعارضي نتنياهو بالفهود السود المضطهدين في السبعينيات. ايضا كلمات ديكتاتور، وحشي، مجرم ونهاية الديمقراطية، تتردد على الالسنة بسهولة لا تحتمل. نتنياهو هو الكسندر لوكشنكو، روسيا البيضاء هنا.

“ديكتاتورية نتنياهو” ليست ديكتاتورية. هذه هي نتيجة نظام سياسي جبان وصامت ومستخذي وذليل ومستسلم حوله – في حزبه، في حكومته وايضا في المعارضة التي امامه. صحيح أن نتنياهو اصبح هو المقرر الوحيد، تقريبا هو الحاكم الوحيد، لكن الذنب هو ذنب النظام الذي يسمح له بذلك. في روسيا البيضاء لا يوجد خيار، وفي اسرائيل لا توجد شجاعة. عندما يكون هناك أحد قادر على الوقوف أمام نتنياهو فانه سيسقط واسرائيل ستعود لتصبح الديمقراطية الجميلة في نظر نفسها. ولكن الرد على الخطوات الاستبدادية الصغيرة لنتنياهو كان يجب أن تعلم الاسرائيليين درس في مجال آخر تماما.

عندما تم اتخاذ الخطوات الاولى ضد الكورونا، ذاق الاسرائيليون للمرة الاولى في حياتهم طعم الحواجز، الاغلاق، قيود الحركة، اقتحام منازلهم، البطالة الجماعية والخوف من المجهول. هذا كان أشبه  بتذوق عينة خفيفة من الحياة في ظل الاحتلال، التي هي الحياة الروتينية للفلسطينيين منذ ثلاثة اجيال على الاقل. الآن جاءت المرحلة الثانية، مرحلة الكراهية لمن يفعل ذلك. من يكرهون نتنياهو الآن يذوقون طعم الكراهية للشخص الذي يبدو في نظرهم مثل ديكتاتور، يسيطر على حياتهم خلافا لارادتهم. هذه الكراهية تقود الى المرحلة التالية – التهديد بمقاومة عنيفة. صحيح أن هذا التهديد في الوقت الحالي هو مضحك وفارغ وليس له أي احتمال للتحقق. فاليسار الاسرائيلي مدلل أكثر من أن يشن حرب اهلية، وضائقته الشخصية ليست شديدة بما فيه الكفاية لحثه على تغيير ذلك. ولكن مجرد الحديث عن عصيان يجب أن يذكره بشيء ما، عيونه المسطحة.

كل ديكتاتورية تثير الكراهية. وعندما تطول هي ايضا تثير مقاومة عنيفة. وامام كل ديكتاتورية عنيفة ووحشية تقوم مقاومة عنيفة ووحشية، وهي مشروعة. ما يسمى بديكتاتورية نتنياهو هو نظام مخملي مقارنة بالنظام السائد في الارض المحتلة. الخطوات التي تتخذ ضد الاسرائيليين في فترة الكورونا محدودة بزمن ومستوى. هي ليست عنيفة، يوجد لها مبرر، ويتم فرضها عليهم كقانون من قبل الكنيست التي انتخبوها في انتخابات حرة. ولا شيء من ذلك يسري على المناطق. فالخطوات اكثر شمولية ووحشية بدرجة لا تقدر، وهي عنيفة ودائمة وأبدية ولا يوجد لها أي مبرر، وهي غير مشروعة بصورة واضحة. وفوق كل ذلك، هذه الخطوات تفرض من قبل حكومة اجنبية وجيش اجنبي سيطرا بالقوة على شعب آخر.

الآن يجب عليكم فهم دوافع الكراهية والمقاومة والتضحية والشجاعة والاستعداد لاتخاذ خطوات عنيفة ووحشية ضد اسرائيل. اذا كان نتنياهو يثير هنا مثل هذه الكراهية فتخيلوا أي كراهية تثيرها دولة اسرائيل التي تفعل بالفلسطينيين ما تفعله. اذا كان في المعسكر الذي يحارب نتنياهو يوجد الآن حديث مشروع تقريبا عن تمرد فتخيلوا كم هي مشروعة المقاومة الفلسطينية العنيفة – التي نسميها “ارهاب” – ضد نظام الديكتاتور، غير القانوني والمستمر هذا منذ عشرات السنين.

عندما معارضو نتنياهو يسمونه ديكتاتور ويتحدثون عن خراب الديمقراطية فمن الافضل أن يوجهوا نظرهم الى الضفة الغربية وغزة. ربما الآن اسرائيليون أكثر سيبدأون في فهم المقاومة العنيفة، المحتمة والمفهومة، ولشديد الذعر ايضا المشروعة والمبررة للفلسطينيين. هذه هي الحال في مواجهة الديكتاتورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى