ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – ضائقة السلحفاة

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 14/2/2021

عندما نتحدث عن ضبط نفس نموذجي لاطفالنا مثلما نتحدث عن اجيال ضائعة ووقود للمدافع، لا يكون لدينا أي حق لنسيان اطفال مخيم الدهيشة الذين لا يمكنهم الحلم في واقع الاغلاق الاسرائيلي، والذين لم يشاهدوا البحر في حياتهم والذين نحن المسؤولون عن واقعهم، ولو للحظة واحدة “.

الآن تصدر صرخة جديدة، صرخة الاطفال الذين يوجدون في اغلاق. التي يصرخها آباءهم بصوت عال. رفيت هيخت كتبت هنا أول أمس بانضباط. اوري مسغاف كتب هنا قبل يوم من ذلك بشكل مبالغ فيه. والاثنان شكلا لسان لآباء كثيرين ولضائقة لا يمكن الاستخفاف بها، وبالتأكيد ليس ممن لا يوجد لهم اطفال في البيت. هيخت: “هذا الفشل سيرافقنا لسنوات اخرى. كيف تم هنا التخلي عن الاطفال والآباء في فترة الوباء”. مسغاف أخذ هذا خطوة اخرى دراماتية الى الامام: “دولة اسرائيل تخلت عنهم، الحكومة تتجاهلهم… بعد الوفيات والمربوطين بأجهزة التنفس اعلنوا الافلاس. هم الضحايا الحقيقيون لفشل الكورونا الاسرائيلي”. أليس هذا كافيا؟ هاكم المزيد. مع تصفية الحساب مع نتنياهو بالطبع: “هم لحم المدافع الحقيقية لبنيامين نتنياهو وحكومته… ليس لديهم أفق، بالنسبة لهم الاغلاق هو أبدي”.

ضائقة السلاحف. “اسمع، هذه ليست حالة بسيطة، نحن خمسة اشخاص في اغلاق (في المصدر) في 700 متر مربع… أنا لا استطيع تحمل المزيد. لقد اختنقت. نحن لسنا نماذج للعزل. نحن نحب الهواء” (ارض رائعة، 10/7/2020).

الاسرائيليون حقا يحبون الهواء والجو، والاغلاق يصعب عليهم تحمله، من هو ليس كذلك. ولكن خلافا لمعظم الشعوب، كان يجب على الاسرائيليين أن يعدوا حتى عشرة قبل أن يتجرأوا على التذمر من الاغلاق، ومن أولاد بدون مستقبل، ومن شباب كلحم للمدافع ومن جيل بدون أفق، الذي في نظره الاغلاق هو أبدي. القليل من التوازن والقليل من الخجل وذرة من مشاعر الذنب، وفوق كل ذلك قطرة من معرفة الذات لن تضر هنا.

صحيح أن المعاناة هي معاناة. ولكن الجميع قريبين من انفسهم ومن اولادهم. ولكن من مجتمع يتسبب بالضرر المخيف لاجيال من الاولاد ويتجاهل ذلك ويصمت، مسموح لنا أن نطلب القليل من التواضع والاستقامة قبل الشفقة الذاتية والرثاء. اذا كنا نتحدث عن الرثاء فربما من الافضل توجيهه أولا نحو نظام التعليم لدينا. وبالتحديد عندما يكون مفتوح. ما الذي يعلمونه هناك، وبالاساس ماذا يعلمون. كم من الجهل يخرج من هناك وكم هناك يتم غسل للادمغة. ولكن عن هذا يتذمرون بدرجة أقل. نظام التعليم يستخدم في اسرائيل بالاساس كجليسة اطفال وتنظيم عمل الوالدين.

توجد لاسرائيل ساحة خلفية، منها الاغلاق على الاسرائيليين يبدو مثل رفاهية السلاحف. لذلك، صرختهم يتم سماعها ليس أقل اضحاكا من ضحك السلاحف. هذا ليس لأن الآباء في اسرائيل يجب عليهم النظر بدون توقف الى مخيم الدهيشة للاجئين، ويشاهدون كيف تبدو الحياة هناك ويعزون انفسهم. بالتأكيد لا. هذا ليس لأنه ممنوع التذمر بسبب تصدع الحجر الصحي لاولادنا، مسموح ويجب. ولكن مخيم الدهيشة ليس مخيم للمهجرين في مينمار، بل هو مخيم لاجئين تحت سيطرة اسرائيل، على بعد نصف ساعة سفر عن عاصمتها وساعة عن مركزها، وهو من فعل يديها، عن دولة تتحمل مصير اولاد مخيم الدهيشة وهي مذنبة بتهجيرهم وحبسهم، ويصعب أن نسمع فقط رثاء عن نفسها.

في الدهيشة يستطيع الاطفال فقط الحلم بواقع الاغلاق الاسرائيلي. يوجد هناك اطفال لم يشاهدوا البحر طوال حياتهم رغم أنهم يعيشون على بعد ساعة سفر منه. اطفال لم يشاهدوا قطعة مرج اخضر في حياتهم، لم يكونوا ولن يكونوا في أي يوم في زيارة لبلاد اخرى، اطفال يرون آباءهم واخوتهم يتم اختطافهم من السرير تحت جنح الظلام، واحيانا هم ايضا يتم اعتقالهم. اطفال يحصلون على التعليم العالي وبعد ذلك يضطرون الى العمل في البناء في اسرائيل، هذا اذا حالفهم الحظ؛ اطفال حتى عندما تكون مدارسهم مفتوحة لا يكون لهم مكان يذهبون اليه بعد انتهاء اليوم الدراسي. هكذا هم اطفال مخيم الدهيشة.

قبل بضعة اسابيع في ذروة الوباء، عندما ذهبت الى مخيم العروب للاجئين، أردت الالتقاء مع أشخاص في فضاء مفتوح حتى لا اصاب بالعدوى؛ في المخيم الكبير والمكتظ لا يوجد مكان واحد للجلوس فيه في الخارج. هذا هو الواقع في العروب، ونحن الاسرائيليون الذين نتحمل ذنب ذلك. عندما نتحدث عن ضبط نفس نموذجي لاطفالنا مثلما نتحدث عن اجيال ضائعة ووقود للمدافع، لا يكون لدينا أي حق لنسيان ذلك حتى لو للحظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى