ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – شمعة في ذكرى بطل يهودي

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  – 3/5/2020

غولدبرغ لم يكن يهودي مشهور مثل شلدون ادلسون أو مؤثر مثل سيفان رهف مئير، لكنه هو واصدقاءه كانوا ابطال سيذكرهم التاريخ. وكانوا يرون في اسرائيل دولة ابرتهايد مثل بلادهم التي حاربوها“.

في يوم الاستقلال مات بطل يهودي، وموته حتى لم يذكر هنا. دنيس غولدبرغ مات في المدينة التي ولد فيها، كيبتاون في جنوب افريقيا، وكان عمره 87 عند وفاته. شخصيته كانت مثالا للنضال، التضحية، الشجاعة والتضامن – كل الصفات التي لا توجد في اليسار الاسرائيلي. لو أنه هاجر الى اسرائيل لكان اعتبر هنا خائن ومخرب. ولكن في اسرائيل لم يكن في أي يوم يهود مثله، حيث كانوا مستعدين للتضحية بكل شيء من اجل نضال الفلسطينيين من اجل الحرية. في جنوب افريقيا لم يكن هو اليهودي الوحيد الذي ضحى بكل شيء من اجل نضال السود من اجل الحرية. روت بيرست قتلت في عملية تصفية، البي ساكس فقد يده وعينه وبعد ذلك اصبح قاضيا في المحكمة الدستورية لبلاده. لا توجد طوائف يهودية كثيرة نما فيها ابطال مثل هؤلاء. في اسرائيل بالطبع لا يتحدثون عنهم.

غولدبرغ لم يكن يهودي مهم مثل شلدون ادلسون أو مؤثر مثل سيفان رهف مئير، لكنه هو واصدقاءه كانوا ابطال سيذكرهم التاريخ. هم لم يناضلوا من اجل شعبهم، بل ناضلوا من اجل شعب آخر غير شعبهم. يصعب التفكير بسلوك اكثر اصالة ونبلا وشجاعة من ذلك. اذا كان هناك مصدر للفخر اليهودي فهو يتجسد باليهود الذين اخترقوا الخطوط في جنوب افريقيا – الاشخاص الذين عملوا ليس كموقف القيادة اليهودية في بلادهم، المتعاونة الكبيرة مع نظام الغرب ومع صديقته الكبيرة دولة اسرائيل.

غولدبرغ اعتقل مع نلسون مانديلا في 11 تموز 1963، في مزرعة آرثر غولدبرايخ، وهو بطل يهودي آخر. من بين الـ 17 عضو من قيادة المؤتمر الوطني الافريقي الذين اعتقلوا في ذاك اليوم في مزرعة ليليسليب، خمسة منهم كانوا يهود. غولدبرغ حكم في محاكمات سيادية – الى جانب مانديلا وآخرين – بأربعة احكام مؤبد عن 200 عملية تخريبية. هؤلاء المخربين الكبار يعتبرون اليوم ابطال وطنيون وعالميون – هذه مادة اخرى للتفكير في اسرائيل.

في النضال الشرس الذي زادت حدته في نهاية الاسبوع على صفحات “ثقافة وأدب” بين حنان حيفر ودان ميرون حول شجاعة قلب س. يزهار، كان بامكان شخصية غولدبرغ أن تشكل نموذجا لتوضيح موقف  حيفر. غولدبرغ آمن بالكفاح المسلح. وقد أمضى 22 سنة في السجن الى أن اطلق سراحه، ضمن امور اخرى، بفضل محرر الاسرى الاسرائيلي حيروت لبيد. وقد تم نقله الى اسرائيل وعاش لفترة قصيرة جدا في كيبوتس ابنته معيان باروخ وسارع الى الابتعاد من هنا.

مثل باقي اصدقائه في الكفاح، غولدبرغ اصيب بالاشمئزاز مما يحدث هنا. لقد قال لي توم سيغف في حينه، عندما كانوا يكتبون كلمة زنوج في الصحيفة أن اسرائيل هي جنوب افريقيا الشرق الاوسط، وأن الحل لهما يجب أن يكون واحد: دولة واحدة وحقوق متساوية للجميع. في بلاده تحقق الحلم وغولدبرغ عاد اليها تحيط به هالة. في نهاية الاسبوع كتب حفيد مانديلا، تسفلايفلايل مانديلا، في مجموعته في الواتس آب “نحن نؤدي التحية لشخص كبير وزعيم لنضالنا: لقد انتمى للجيل المميز من الاشخاص الذين اختاروا حياة النضال على حياة الراحة، بدون خوف من وحشية دولة الابرتهايد. مانديلا أنهى بيانه بكلمات “لتكن ذكراه مقدسة” بالعبرية. قشعريرة وفخر يهودي. هو ايضا ارفق ببيانه صورة له مع غولدبرغ وهو يجلس على كرسي متحرك.

لم أتعرف على دنيس غولدبرغ، ولكني التقيت مع صديقيه في النضال، روني كسرليس الذي كان وزير الخدمات السرية اثناء رئاسة مانديلا، وبن تورك، عضو البرلمان من قبل الـ آي آند سي، وهما يهوديان ايضا. لم يكن هناك الكثير من اليهود الذين ينتقدون بشدة اسرائيل كما كانوا. ليس بالامكان أن تكون محارب من اجل الحرية مثلهم وتفكر بصورة مختلفة. في نظر اشخاص مثلهم، الذين يعرفون شيء أو شيئين عن حقوق الانسان وعن المساواة وعن النضال، فان اسرائيل هي دولة ابرتهايد بالضبط مثلما كانت بلادهم. ولكن في اسرائيل لا يريدون أن يعرفوا عن غولدبرغ واصدقائه. ايضا بيت سفير جنوب افريقيا في رمات غان متروك منذ عدة اشهر: احتجاجا على سياسة الاحتلال والابرتهايد. في مصادفة هزلية، غولدبرغ مات في يوم استقلال اسرائيل. فلنشعل هنا شمعة رمزية لذكراه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى