ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – دولة في حالة ازمة، الشعب المختار يتحول الى شعب مدلل

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 7/1/2021

بالضبط مثلما لا توجد حياة للمتدينين بدون تعليم، ايضا العلمانيون ليسوا مستعدين للتنازل عن أي شيء “.

صرخة المضطهدين الاسرائيليين لعام 2021: مجموعة من المسافرين عادت من رحلة استجمام في دبي في ذروة وباء عالمي وصرخت بغضب كبير ازاء ابلاغها بأن اعضاءها سيرسلون، انتبهوا، لمدة 14 يوم الى فندق على حساب الدولة، بعد أن اكتشفت حالات كثيرة من الكورونا في اوساط العائدين من دبي.

لنترك جانبا أنه في استراليا، مثلا، جميع المسافرين يتم ارسالهم لمدة اسبوعين الى الفنادق على حسابهم الخاص. انتبهوا الى النصوص المنضبطة والى لغة التقليل الرقيقة للمسافر الاسرائيلي الذي تم تدمير عالمه وحكم عليه بالعزل القصير في الفندق، الذي من ناحيته فقط هو أقل بقليل من الحكم المؤبد مع الاشغال الشاقة: “لقد طلبوا مني أن اسافر! ما هذا الامر؟! لقد خدمنا في الجيش وعملنا كل شيء من اجل هذه الدولة، هل هكذا يتعاملون معنا؟ مثل الكلاب”.

لقد ظهرت هذه الاقوال للرجل الذي وقف الى جانب الرجل الهائج والصارخ بأنها لينة قليلا: “يدفعونا مثل النازيين الى غرف الغاز… اللعنة على كل هذه الحكومة”. وشخص ثالث من العارفين: “هناك شخص ما يربح من كل هذا الامر”. الجوقة: “رشوة، تحايل، خرق امانة”. اصوات من مايدنيك ومن بلفور في مطار بن غوريون. روني راهف في تويتر: “لا شك أن الاغلاق سيجلب 100 ألف مريض نفسي جديد. 100 ألف وليس أقل من ذلك. ومراسلة الشؤون التعليمية في “هآرتس”، شيرا كدري – عوفاديا، غردت: “كيف يستجمعون قواهم النفسية من اجل اغلاق آخر؟”.

حقا، كيف ذلك؟ نهاية العالم حلت على اسرائيل من كل الدول. بعد الكارثة، الحروب والارهاب – اغلاق. تخيلوا. ليس هناك نهاية لمعاناة الشعب المختار.

الحقيقة يجب أن تقال: الاسرائيليون تحولوا في السنوات الاخيرة من شعب مختار الى شعب مدلل. ليس لأن صعوبات الحياة هنا اصبحت ثقيلة؛ وليس لأن الكورونا لم تجب هنا ثمن اقتصادي ونفسي باهظ من مئات آلاف العائلات. ولكن في نفس الوقت لا يمكن تجاهل أن الاسرائيليين أدمنوا على ملذات الحياة، واذا تم سحبها منهم، حتى لو لفترة محدودة، فانهم سيدخلون الى حالة ازمة خطيرة. عندما تباكى آري شبيط في حينه على الكورواسوه والاسبرسوا التي سلبت منه بسبب العملية في مقهى “مومنت” في القدس، فانه أثار الغضب. عندها قتل اشخاص. والآن هذه قصة مختلفة مع استنتاج مشابه: كل ثمن صغير يجب دفعه هنا تحول الى تضحية وحشية يصعب وصفها. فقط في عدد قليل من دول العالم، التي معظمها تعاني من وباء الكورونا أكثر بكثير من اسرائيل، ترتفع صرخات كهذه لمضطهدين مثلما هي الحال هنا.

هذا يبدأ باتهام الحكومة بكل شيء. الدولة مدينة بكل شيء للاسرائيلي. وهو من ناحيته لا يدين لها بأي شيء. تاجر مخدرات تم اعتقاله في كولومبيا، يجب على الحكومة اطلاق سراحه. اذا زلت قدم أحد المتنزهين في نيبال، يجب على اسرائيل أن تقوم باخلائه. هذا بالطبع عملية ذات اتجاه واحد. “الحكومة أمرتنا بالسفر الى دبي”، قالوا في مطار بن غوريون، الحكومة قالت لهم، لذلك هي المذنبة فيما يحدث لهم في طريق عودتهم. هل هذه مسؤولية الفرد؟ لا يوجد شيء كهذا. الديون فقط هي على الحكومة. الفرد غير ملزم بأي شيء، بما في ذلك لا يوجد عليه أي واجب، بما في ذلك عدم اصابة آخرين بالعدوى عند عودته من دبي. الاسرائيلي لا يمكن لأحد أن يستغفله، ولا يمكن لأي شيء أن يمنعه من العودة الى روتين حياته، حتى بثمن اصابة الآخرين بالعدوى.

الى ذلك يضاف الادمان على الترفيه الوجودي المنقذ للحياة، والذي اذا اضر به الاغلاق لا سمح الله، ولو للحظة، فان الاسرائيلي يغضب جدا ويعتبر نفسه ضحية وأنه بعد فترة سيصل الى اوشفيتس. الحياة لا تعتبر حياة بدون رحلتين في السنة الى الخارج. فقط تجرأوا على المس بذلك. هذه الحياة لا تعتبر حياة بدون قضاء نهاية الاسبوع في السوبرماركت، فقط تجرأوا على المس بذلك. هذه الحياة لا تعتبر حياة بدون مطعم أو “تيك أويه” اسبوعيا، فقط تجرأوا على المس بذلك. بالتأكيد هذه ليست حياة عندما يجب البقاء في البيت مع الاولاد مدة اسبوعين. وبالضبط مثلما لا توجد حياة للمتدينين بدون تعليم، ايضا العلمانيون ليسوا مستعدين للتنازل عن أي شيء. أن ندخل نحن الى اغلاق؟ وجود من نصف العالم في حالة اغلاق هذا تمام، أما نحن؟.

لماذا نستحق ذلك؟ لقد خدمنا في الجيش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى