ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – جسر ضيق جدا

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 6/9/2020

النظام في اسرائيل لن يتغير حتى لو نجح الاحتجاج. فنظام اسرائيل كف عن أن يكون ديمقراطيا منذ تحول الاحتلال الى ظاهرة دائمة “.

أنا اراكم في كل منتهى سبت على جسر اليركون وجسر المشاة الذي يؤدي الى متنزه اليركون. عشرات الاشخاص الطيبون، معظمهم من سكان المنطقة يصفرون بصافراتهم أن يضربون على الطبول ويرفعون الاعلام السوداء واللافتات البيضاء. معظمهم بالغون، لكن هناك ايضا عدد غير قليل من الشباب والعائلات التي حولت مظاهرة منتهى السبت الى نزهة استجمام ثابتة لها. المشهد مفرح ومشجع. يقظة سياسية، اهتمام، مواطنة جيدة، احتجاج – ماذا نريد أكثر من ذلك. منذ سنوات وهؤلاء الناس الطيبين كانوا غارقين في سبات سياسي، مخدرين ويجري اعطاءهم تنفس اصطناعي، عميان لامبالون، وها هو الآن حدث احتجاج – هذا سبب جيد لذلك. هم يريدون أن يتم اقصاء رئيس الحكومة المتهم بمخالفات جنائية عن وظيفته، هم يريدون ثقافة سياسية مختلفة وأن يذهب بيبي الى البيت. طلباتهم محقة بدرجة لا مثيل لها، بهذا الشكل لا يمكننا المواصلة. اسرائيل دمرت. ولكنني لا أتوقف وأنضم اليهم.

هم جيراني وأفضل اصدقائي في الحي، من أفضل الاسرائيليين، مصوتو اليسار والوسط، بناة البلاد، قراء “هآرتس”، المعتدلون والمتنورون ومن يطعمون القطط في الشوارع، وهم الذين يتوقفون على كل ممر للمشاة. هم الجزر الجميلة في المجتمع السيء والعنيف الذي نشأ هنا. ومع ذلك، قلبي ليس معهم. الجسر الذي يقفون عليه هو جسر ضيق جدا. ضيق جدا جدا. مسموح ويجب انشاء حركة احتجاج كل هدفها هو القضاء على السلطة السيئة، نظام أو حاكم. العالم مليء بأمثال هؤلاء حتى في هذا الوقت، من روسيا البيضاء وحتى هونغ كونغ. ولكن جسور اليركون ضيقة جدا لأن احتجاج من يقفون هناك ضيق بدرجة مخيفة. يمكن قبول الادعاء الذي يقول بأن الجميع يجب أن يقوموا بابعاد الشر، حكم نتنياهو. ولكن هذا الاحتجاج لا توجد له مرحلة ثانية. في روسيا البيضاء يناضلون من اجل أن يذهب الكسندورلوكنشكو، ومن اجل أن يتحول الواقع الى واقع افضل واكثر عدالة – أن يتغير النظام، وليس فقط أن يتم ابعاد الحاكم. في اسرائيل، في المقابل، حتى لو ذهب نتنياهو فان واقع الحياة والنظام لن يتغيرا في جوهرهما.

إن خطاب الاكاذيب والتحريض سيتم استبداله بخطاب اكثر استقامة وعدلا، هناك عدد من الشخصيات السياسية السيئة ستختفي من حياتنا، رئيس الحكومة القادم سيكون أقل جشعا واكثر صدقا، لكن اسرائيل ستبقى هي نفس اسرائيل. وعلى الخطوط لا يقف أي مرشح يقترح اسرائيل مختلفة. لا يوجد أي مرشح بديل يدعو الى تغيير النظام. هناك اتفاق كاسح بين كل المدعين بولاية العرش على استمرار التفوق اليهودي وتخليد الاقصاء والاضطهاد للعرب في اسرائيل. وهناك اتفاق كاسح اكبر على الحفاظ على الاحتلال. ايضا حتى اذا نجحت انتفاضة الجسور وانهار نتنياهو وحكومته فان اسرائيل لن تصحو على فجر يوم جديد، بل على فجر قديم من نفس الواقع السيء.

النظام في اسرائيل لن يتغير حتى لو نجح هذا الاحتجاج. نظام الحكم في اسرائيل كف عن أن يكون ديمقراطي منذ تحول الاحتلال الى ظاهرة دائمة. الاحتلال هو الذي يحدد النظام في اسرائيل كنظام غير ديمقراطي بشكل واضح، احتجاج الجسور يتجاهل هذا تماما. اعلامه السوداء موجهة ضد نتنياهو، الهدف السهل، وليس ضد النظام الذي هو الهدف الصحيح. في هذا الواقع فان الاحتجاج الذي فقط يريد أن يرى “الفاسد من بلفور” يذهب الى السجن أو الى البيت ليس احتجاجا جديا. المتظاهرون يقولون بأنهم يناضلون من اجل الديمقراطية وهذا جيد. ولكن عن أي ديمقراطية تتحدثون، يا جيراني من رماتافيف؟ حيث أنه على بعد مسافة قصيرة من منازلنا يعيش بشر مثلنا تحت استبداد مشين. وحتى لو نجح احتجاجكم فان اسرائيل ستعود لتكون ديمقراطية في نظركم، وسيعيدون لكم اسرائيل القديمة التي احببتموها. هم سيواصلون العيش تحت نفس الاستبداد. وهذا الاستبداد لا يسمح لاسرائيل بأن تعتبر ديمقراطية، سواء مع نتنياهو أو بدونه. وضد هذا الاستبداد يجب أن نرفع الاعلام السوداء.

في كل منتهى سبت اسأل نفسي لماذا لا اتوقف لأنضم اليكم في نضالكم العادل. لماذا لا اذهب الى بلفور وقيصاريا. لماذا لا احمل علم اسود في يدي. ولكن علمكم، أيها الاصدقاء الاعزاء، هو علم صغير من البلاستيك وليس علما حقيقيا.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى