ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – ايفي ايتام مناسب بالضبط لـ “يد واسم”

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 19/11/2020

” يجب عدم الاحتجاج على تعيين ايفي ايتام رئيسا لمؤسسة “يد واسم” لأنه يعكس الروح الاسرائيلية الحالية التي تستغل الكارثة بصورة منهجية، من اجل أن تزرع مشاعر الذنب الأبدية في اوروبا وتمنعها من انتقاد الممارسات الاسرائيلية “.

يكفي رياء ونفاق: ايفي ايتام هو مرشح مناسب لا مثيل له لتولي رئاسة “يد واسم”. احتجاج اليساريين والمثقفين على التعيين يتنكر للواقع ويحاول تجميله وتزيينه بالنفي. لا يوجد أي شخص مثل ايتام كي يعكس ويمثل الروح التي تنقل فيها اسرائيل دروس المحرقة وتستخدمها لاغراضها الخاصة.

إن تعيين لرئاسة “يد واسم” شخص مثقف أو شخص اخلاقي يحارب العنصرية والقومية المتطرفة وجرائم الحرب في كل مكان باسم ذكرى الكارثة، سيكون في تناقض كامل مع مشاريع التخليد التي تلقم اسرائيل شبابها. هذا التعيين ايضا سيكون مناقض للرسالة القومية المتطرفة التي تبثها اسرائيل للعالم كعبرة من الكارثة. لذلك، احسن رئيس الحكومة صنعا عندما عين شخص يمثل جيدا روح اسرائيل، ايضا على رأس أعرق مؤسسة تخليد في العالم. ايتام هو شخص عنصري واضح وهو متهم بارتكاب جرائم حرب. وهو الذي سيخبر العالم بما تفكر فيه اسرائيل حقا: أنه بعد الكارثة مسموح لليهود ارتكاب كل شيء؛ وأنه بعد الكارثة لا يوجد لأي شخص في العالم الحق في وعظ اسرائيل بشأن ما يجب عليها أن تفعله؛ وأن القانون الدولي الذي تم وضعه في اعقاب الحرب العالمية الثانية والكارثة يسري على جميع الدول باستثناء اسرائيل؛ لأنه هنا يوجد شعب مختار، منارة للاغيار. وهنا ايضا تعيش الضحية الوحيدة لجرائم الحرب. لا تتجرأوا على ذكر ضحايا آخرين. لذلك، ايتام هو “يد واسم” و”يد واسم” هي ايتام.

الكارثة و”لن يتكرر هذا أبدا”، كان يمكن أن تقود الى اتجاهين: نضال مصمم واخلاقي لاسرائيل ضد مظاهر عنصرية وجرائم حرب في كل مكان أو الاعتقاد بأنه فقط بقوتها العنيفة كوسيلة وحيدة، يمكنها أن تحميها وتمنع حدوث كارثة اخرى. اسرائيل اختارت منذ زمن التوجه الثاني. وايتام سيقوم بعكس ذلك.

لماذا نحتج على ايتام في الوقت الذي فيه وزارة الخارجية، وليس الجنرال ايتام، تطلب بوقاحة من كرستيان امنفور الاعتذار على تجرئها على ذكر ليلة البلور كليلة لاعلان الحرب على الثقافة والمعرفة في نفس الوقت مع الحرب التي منعها دونالد ترامب. ايضا بدون ايتام اسرائيل لا تسمح بأي حديث عن النازيين دون ذكر اليهود فيه وأي كارثة أو أي تذكير بكارثة اخرى أو حتى علامات مسبقة لها.

هذه القومية المتطرفة والمتغطرسة تناسب مثلما يناسب القفاز اليد، من كان قائد لواء جفعاتي في الانتفاضة الاولى، التي أدت الى “محاكمتي جفعاتي”، وتناسب من تم توبيخه من رئيس الاركان بسبب العنف، ومن يقول إنه يجب أن يطرد من هنا “اغلبية الفلسطينيين” وطرد كل العرب من الكنيست وتغيير اخلاق القتال في الجيش الاسرائيلي. هذه هي دروس الكارثة، تحت رعايتها وبفضلها مسموح أن تكون مع الترانسفير والتطهير العرقي والابرتهايد، طالما أنه يوجد خطر يحيط باليهود، حقيقي أو وهمي.

هل ايتام هو الشخص الوحيد الذي يعتقد بأنه “بدون اليهود العالم لا يمكنه العيش”، مثلما صرح ذات مرة، وأن “اسرائيل هي دولة القديس باروخ المعروف”. وهل هو الوحيد الذي يعتبر عرب اسرائيل طابور خامس، مثلما اعتبر النازيون يهود المانيا؟ العفو، هذا تم حظره في السابق. المقارنة بين شيء ما في بداية ايام النازية كتحذير مما سيأتي – ممنوعة. مع ايتام هذا الامر سيكون محظور اكثر.

لكن ليس ايتام هو الذي أسس “رحلات الحياة” لغسل الادمغة، والتي عشرات آلاف الشباب الاسرائيليين يعودون منها ملفوفين بأعلام القومية ويذرفون الدموع ويؤمنون فقط بالقوة والسلاح. وليس ايتام هو الذي وضع فكرة الاستغلال المنهجي للكارثة، التي زادت جدا في السنوات الاخيرة، من اجل غرس شعور أبدي بالذنب في اوروبا، ومنعها من التجرؤ على انتقاد فظاعة الاحتلال الاسرائيلي.

ايتام سيشرح لضيوفه الرسميين في “خيمة الذكرى” بأنه هنا توجد دولة الشعب الذي مسموح له فعل كل شيء. مثلا، ضرب حتى الموت اشخاص أبرياء مثلما فعل جنوده في قطاع غزة. أو أن ينفذ مجزرة في قرية مثلما حدث ليس بعيدا عن “يد واسم” في 1948. وهذا بالطبع لا يشبه أي شيء في التاريخ، وهذا بالطبع مسموح باسم الكارثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى