ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – الكونغرس قتل الثقافة والسماء لم تسقط

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 11/1/2021

الكورونا اثبتت أن الثقافة والادب لا توجد لهما قيمة لدى الاسرائيليين مثلما كنا نعتقد. فالسوبرماركت اكثر اهمية من المسارح، والمدارس الدينية اكثر اهمية من المتاحف “.

يجب النظر في المرآة باستقامة دون تفكيك الصورة التي ظهرت امامنا. سنة الكورونا التي ابتلعت اوراق كثيرة، اثبتت ايضا أن الثقافة والفن في اسرائيل أقل اهمية مما كان يظهر لنا. لقد مرت سنة والثقافة تحتضر والفن تقريبا توفي، والسماء لم تسقط.

السماء حقا سقطت على صناعة الثقافة وعلى المنتجين والتقنيين، المطربين والممثلين، الراقصين والفنانين، لقد تم تدمير عالمهم وتفطر القلب من ضائقتهم؛ على المستوى الانساني هذه ليست مؤلمة أكثر من ضائقة اصحاب البقالات أو قاعات الافراح. السماء ايضا سقطت على مؤسسات الثقافة التي عدد منها لن يعاد فتحه. هذا فظيع، لكن في جانب الألم الذي ينعكس بشكل جيد من قبل الفنانين ورجال الثقافة البليغين والمعروفين، يجب ايضا أن يسود الوعي، الذي لا يقل ايلاما، بأنه في اسرائيل 2021 الثقافة لا تحتل مكان مركزي كبير مثلما كان يظهر لنا ومثلما أردنا أن يكون ومثلما تفاخرنا. الكورونا جسدت المكان الحقيقي للثقافة في الهرم: هي ترفع الروح والنفس، لكنها غير ضرورية مثلما يرددون على اسماعنا. صندوق المرضى اكثر اهمية من مسرح “الكامري”، ورامي ليفي اكثر اهمية من اوهيدنهاريم، والسوبرماركت اكثر اهمية من المسرح، ومطار بن غوريون اكثر اهمية من متحف اسرائيل. هذا مؤلم ومثير للغضب، لكن هذه هي الحقيقة.

رجال الثقافة يثورون ضد الاغلاق الذي فرضته الحكومة عليهم. ولكن ما يجب أن يثير حقا هو الحقيقة البسيطة والقاطعة، بلغة دافيد افيدان، وهي أن معظم الجمهور غير مبالي باغلاق عالم الثقافة، وحتى أنهم وجدوا له البديل، “نتفلكس” بدلا من “سينما تيك”. هذه الضربة التي نزلت على عالم الثقافة، الذي عرف أنه اقل اهمية مما اعتقد، هي الضربة الاكثر خطورة وألما التي تلقاها، أكثر من البطالة ومن الضائقة الاقتصادية ومن الخواء، والتي سيصعب النهوض منها مرة اخرى.

الجميع يقتبسون الآن تشرتشل الذي سأل: “لماذا نحارب؟”، عندما ارادوا تقليص ميزانية الثقافة. ولكن ايضا الحرب التي شنها تشرتشل ضد المانيا كانت على الوجود وليس على الثقافة، رغم كل الرومانسية في جوابه. اسرائيل بالتأكيد لا تحارب من اجل ثقافتها، وهي حتى لم تتظاهر. الاسرائيليون وجدوا طرق كثيرة للتمرد على الاغلاق والخداع، والقيام بالمهمات من المطعم الى المقعد وارتداء الكمامة على الذقن وبيع الكمامات في محلات الاثاث كي يسمحوا لها أن تفتح؛ وفقط ضد اغلاق عالم الثقافة، الجمهور تقريبا لم يحتج. في فرنسا احتجوا على اغلاق محلات بيع الكتب، في اسرائيل ايضا عندما كانت مفتوحة امام الاغلاق كانت فارغة. رجال الثقافة يثورون ضد قرارات الحكومة، لكن هذه القرارات كان يمكن الحصول عليها بسهولة كبيرة لأن الحكومة ايضا تعرف أنه لا يوجد لاحتجاج الفنانين الكثير من الشركاء في اوساط الجمهور. ضعف الثقافة هو الذي سمح باغلاقها.

ليس دائما تكون الامور هكذا. الشعر والأدب كانا ذات يوم اكثر اهمية في حياة الاسرائيليين. الآن يبدو أنهما بقيا قابعين بين صفحات “ثقافة وأدب” في “هآرتس”. ايضا المسرح كان اكثر اهمية. الآن يمكن السفر الى دبي من اجل سماع عومر آدم. والغاء جفعاتحلفون في مسرح “البيماه” كما يبدو غير مؤلم جدا. بقدر ما هذا مدهش يمكن حتى مرور سنة دون أن ترى شلومو آرتسي في قيصاريا، هذا محزن، لكن هذه هي الحقيقة. الكنس اصعب على الاغلاق في اسرائيل من المسارح. اماكن التطهر اصعب على الاغلاق من النوادي. المدارس الدينية اصعب على الاغلاق من المتاحف. هذا يخبر بشيء ما عنا وعن صورتنا وعن عالمنا.

ربما أن سقوط اليسار هو الذي بشر بذلك. ربما هذه ظاهرة عرضية لصعود اليسار، والسير وراء القومية المتطرفة، الدينية المتنمرة والشعبوية. الأدب لا يحب التنمر والقومية المتطرفة والدينية تحتاج الى أدب اقل. هناك بالطبع ثقافة وأدب يميني وديني، لكن بدرجة اقل. هذه حقيقة. يمكن أن تواصل القول إما الأدب وإما أن نموت. إما الثقافة وإما أن نموت. الكورونا ضربتنا في وجهنا، لقد اسقطت شهداء ليس فقط في اقسام العلاج المكثف. إما الثقافة وإما أن نموت؟ لن نموت. هذا مؤسف جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى