ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – الجميع يتحدثون عن جندي حرس الحدود الذي اصيب ، ولا أحد تعنيه الضحايا في غزة

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 26/8/2021

” الجميع في اسرائيل يهتمون بالجندي الذي ذهب لقنص المتظاهرين، ولا أحد يهتم بالمصابين الفلسطينيين الذي اصيبوا بنار القناصة الاسرائيليين “.

هل من المسموح توجيه نظرة في الاتجاه المعاكس؟ هل هذا ممكن في الاصل؟ الاصابة البالغة لجندي حرس الحدود، برئيل حداريا شموئيلي، جرت اسرائيل الى مظاهرة اهتمام واستطلاع اعلامية غير مسبوقة. والى جانب ذلك عمى اخلاقي واستبداد. الأب يقوم بتوبيخ قادة الدولة، شخص يقوم بتسجيل محادثة التوبيخ ويوزعها، شخص آخر لا يتردد في نشر ذلك وعمل قضية منه، ورقة حضور حازمة تسجل وتدين كل شخص يتأخر عن الزيارة، أو لا سمح الله لم يأت أبدا؛ رئيس الاركان ووزراء يدخلون بذعر من الباب الخلفي للمستشفى كي لا تنشر اقوال العائلة الغاضبة وفي الخارج تقام صلاة جماعية. 

ايضا للمصابين يوجد تسلسل للاهتمام العام، بالضبط مثلما يوجد للشهداء والسجناء، حسب هويتهم وانتماءهم السياسي. هناك هدارغولدن وشموئيلي وهناك عائلات اخرى. الجندي شموئيلي ليس المصاب الاول ولن يكون الاخير، ألم العائلة والاصدقاء مفهوم وانساني، وكل ما بقي هو أقل.
على جدار قطاع غزة مرة اخرى تحولت الامور، الضحية اصبحت متهمة والطاغية تحول الى ضحية. عبر الشق في جدار غزة مسموح اطلاق النار فقط باتجاه واحد. اطلاق النار بالاتجاه المعاكس هو جريمة يجب معاقبة مليوني شخص من سكان القطاع بسببها. شموئيلي هو جندي وقناص، جاء الى الجدار لاطلاق النار على المتظاهرين. باسم أي معيار اخلاقي مسموح لقناص اسرائيلي اطلاق النار على متظاهرين، ومحظور على متظاهر فلسطيني اطلاق النار على من يقومون باطلاق النار عليه؟ وما هي، بربكم، الحقيقة الاخلاقية؟.

المتظاهرون هم سكان غيتو غزة، الذين أي مظاهرة لهم هي مظاهرة من اجل حريتهم وكرامتهم وحياتهم. لا توجد مظاهرة عادلة واخلاقية اكثر من مظاهرات المحبوسين في غيتو غزة، حتى لو كانت حماس هي التي تقوم بتنظيمها، وحتى لو رشقوا الحجارة واطلقوا البالونات.

امامهم يقف جيش مسلح ومزود بالمعدات، الذي هدد قادته أمس بأن يكونوا عنيفين اكثر مثلما يطلب والد برئيل. في الوقت الذي تقوم فيه الجيوش في العالم باطلاق النار على المتظاهرين، يثرثر الاسرائيليون ويقولون ما هي هذه الانظمة الطلامية. ولكن عندما يقوم جيشنا بفعل ذلك، فانه لا يكون طاهر فقط، بل هو ضحية ايضا. المخرب تجرأ على اطلاق النار على قناص جاء لاطلاق النار عليه؛ ما هي هذه البربرية؟ توجد حيوانات في غزة يجب ضربها بكل قوة. اسألوا المصلين في ساحة الوقوف في مستشفى سوروكا.

في الوقت الذي اصيب فيه شموئيلي قام زملاءه باطلاق النار الحية واصابوا عشرات المتظاهرين. معظمهم اطلقوا على الارجل. يجب ابقاء شيء معين ايضا للمظاهرات القادمة، لكن على عمر أبو نيل هم اطلقوا النار، حسب علمنا، على رأسه. من الصعب استيضاح التفاصيل حوله، وكان يجب مساعدة الباحثين من بتسيلم في غزة من اجل معرفة اسمه حتى. أبو نيل هو ولد ابن 13، ولد في الغيتو ويعيش في مدينة غزة. في البداية قيل إنه اصيب اصابة بالغة. وأول أمس قيل لبتسيلم بأن وضعه تحسن. هو بالتأكيد لم يعرض حياة أي أحد للخطر، وبالتأكيد مسموح له الاحتجاج على الوضع الذي ولد فيه وحكم عليه بالعيش فيه ربما بشكل دائم.

اذا تعافى فانه لا ينتظره أي شيء في غيتو غزة. ودون أن نعرف أي شيء عنه فمن الواضح أنه محكوم عليه العيش بدون حاضر وبدون مستقبل. يمكنه الحلم فقط بطائرة ركاب، ويمكنه فقط تخيل مكان غير غزة. لا توجد أي صلاة جماعية لانقاذه، والده لا يوبخ كل شيء يتحرك، ووسائل الاعلام الفلسطينية تتجاهل مصيره، يوجد مثله عدد كبير جدا.

يوجد في قطاع غزة اكثر من 300 عائلة ثاكلة من موجة المظاهرات السابقة، على الاقل 36 عائلة منها هي عائلات لاولاد قتلوا على هذا الجدار الملعون، ومعها آلاف العائلات لمعاقين، ومن بين الـ 27 ألف مصاب، 88 منهم بترت ارجلهم. 

لم يفكر أي شخص بهم، ولا أحد يتحدث عن الولد عمر. هل مسموح القلق على سلامته في اسرائيل؟ هل مسموح الاعتقاد بأنه هو الضحية الاساسية؟ أم أننا جميعا شموئيلي، فقط شموئيلي؟.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى