ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – الادعاء بأن المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي هو شخص منغلق ، هو ادعاء معروف جدا

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 3/1/2021

عندما يغطي المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي على الجرائم التي يرتكبها جنود الجيش الاسرائيلي فهو يكون مشاركا في الجريمة. وعندما يغطي على ذلك فان الجنود يعرفون أنه لم يحدث شيء فظيع “.

سطو مسلح تطور الى محاولة قتل جرت أول أمس في قرية الركيز النائية التي تقع جنوب جبل الخليل. اللصوص المسلحين الذين ارتدوا الزي العسكري حاولوا سرقة مولد كهرباء في وضح النهار وأمام أنظار الجميع. اثناء السطو حاول اللصوص تحميل المولد على سيارتهم في الوقت الذي كان فيه اصحابه الشرعيين، ثلاثة رعاة، غير مسلحين، حاولوا انقاذ ممتلكاتهم بأيديهم العارية. المولد هو ترياق الحياة لهؤلاء الرعاة، الذين منعوا من الارتباط بشبكة الكهرباء أو شبكة المياه في قريتهم. لذلك هم يصارعون من اجله بقواهم الضئيلة.

المشهد استمر لبضع دقائق. السارقون المسلحون يحاولون تحميل المولد على السيارة التي سيهربون بها. الرعاة يحاولون اعادته اليهم. في كل مرة نجحوا في سحب المولد من أيدي السارقين الذين أعادوه بالقوة الى أيديهم. الطرفان تحركا حسب تصميم حركات رقص السطو المسلح، مع الشتائم والصراخ البائس كموسيقى خلفية.

عندها حدثت الانعطافة في الحبكة: في الوقت الذي كان فيه المولد ينتقل من يد الى أخرى والشتائم تستمر، نفد صبر أحد السارقين. يوم السبت أوشك على الدخول وأراد المغادرة ومعه الغنيمة. ماذا يفعل الساطي المسلح الذي نفد صبره؟ يقوم باطلاق النار الحية من اجل أن ينهي القصة.

اطلق رصاصتان، أحدهما اصابت الهدف. هارون أبو عرام (24 سنة)، الذي صارع من حاولوا سرقة ممتلكاته، سقط على الارض. السارق اطلق النار من مسافة مترين، مباشرة على عنقه. أبو عرام نقل في وضع حرج الى المستشفى في يطا. اللصوص انسحبوا مع الغنيمة. لقد كانوا بالطبع جنود من الجيش الاسرائيلي. العملية البطولية لهم كانت سطو على مولد كهرباء لرعاة اغنام، التي يسميها الجيش “مهمة روتينية للمصادرة أو اخلاء مبنى غير قانوني”. عندما سيخرج الجنود الى الاجازة بالتأكيد سيروون بفخر عن بطولاتهم: سطو مسلح ومحاولة قتل.

ولكن الجيش الاسرائيلي لم يسمي في أي يوم الطفل باسمه. من اجل ذلك تم انشاء وحدة المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، التي ستغطي وتكذب كما يجب. بيان التغطية هذه المرة تحدث عن “خرق عنيف للنظام بمشاركة حوالي 150 فلسطيني”. في الفيلم الذي وثق السطو المسلح يظهر كما قلنا ثلاثة رعاة اغنام يقفون بأيدي عارية امام خمسة جنود مسلحين ويحاولون اعادة المولد الخاص بهم.

هذا يسمى “خرق للنظام” في حين أن السطو على المولد هو النظام الذي تم خرقه. وبعد ذلك: “حدث عنيف فيه تم استخدام عنف تجاه القوة التي استخدمها عدد من الفلسطينيين”. عنف الجنود؟ السطو على المولد؟.

بعد ذلك جاء السطر الحاسم: “معروف لنا ادعاء عن فلسطيني اصيب باطلاق النار الحية خلال الحادث”. هذا الادعاء معروف، الجنود الذين وقفوا على بعد مسافة صفر من ضحيتهم لم يروا الشخص الذي اطلقت النار عليه ولم يروا أنه سقط على الارض وهو يحتضر. الجيش الاسرائيلي “يعرف فقط عن ادعاء” عن ذلك، وتقرر أنه لا يوجد متهم ولا توجد مسؤولية ولا يوجد اعتذار، وحتى لم يكن هناك أي أسف.

في شهر أيار اطلق الجنود النار على وجه فتى إبن 17 سنة في مخيم الفوار للاجئين وقتلوه، في الوقت الذي كان يقف فيه مع بنات شقيقه الصغيرات على سطح بعيد ويراقب ما يحدث على الشارع. زيد قيسية كان يحلم بأن يكون مغنيا. المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي قال عن عملية قتله الاجرامية: “بعد النشاط تلقينا تقرير عن فلسطيني مقتول”. هذه المرة ليس “ادعاء”، بل “تقرير”، لكن البيان مبهم ومثابر وتقريبا هو شيطاني بدرجة لا تقل عن ذلك.

ايضا في 30 كانون الثاني اطلق الجيش النار على رأس طفل من كفر قدوم. محمد شتيوي إبن 14 سنة اصبح مشلول تماما. وما الذي قاله المتحدث بلسان الجيش للدفاع عن التنظيم الذي يشكل بالنسبة له مدير للعلاقات العامة؟ “معروف لدينا ادعاء عن فلسطيني اصيب”. ايضا عندما تكون الضحية هي طفل، ربما لم تطلق النار عليه، ربما اطلق النار على نفسه، حيث أن الامر يتعلق فقط بـ “ادعاء”.

في قرية الركيز جرت أول امس جريمة صادمة، شاهدوا الفيلم القصير. عندما يغطي المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي على ذلك فهو يكون مشاركا في الجريمة. وعندما يغطي المتحدث بلسان الجيش على ذلك فان الجنود يعرفون أنه لم يحدث شيء فظيع. هم يمكنهم الاعتماد على المتعاونين، معظم المراسلين العسكريين الذين هم ايضا لم يعملوا من ذلك قضية كبيرة، حيث أنه لم يحدث أي شيء على الاطلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى