ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – اقول للفتاة المقيدة على شاطيء البحر: هل صادف وشاهدت فيلم الفيديو من برقة

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 15/10/2020

اذا لم يستطع الفلاحون في برقة قطف الزيتون وهذا لا يهم المحتجون في بلفور، فان هذا الاحتجاج لا يشكل حركة احتجاج مناوئة للفاشية أو مؤيدة للديمقراطية “.

هاكم كل الموضوع في فيلمين قصيرين جدا. الفيديو الاول: فتاة من تل ابيب على شاطيء البحر بالمايوه. هذا ممنوع الآن حسب اللوائح. تقدم شرطي منها وطلب بلطف غير اعتيادي أن تعرف عن نفسها، من اجل اصدار مخالفة لها. وهي رفضت تعريف نفسها. الشرطي عميت، حاول اقناعها بذلك، وأنها اذا لم تعرف عن نفسها فسيضطر الى اعتقالها. الفتاة نهضت وبدأت بالسير متجاهلة بصورة فظة الشرطي. “أنت لن تقوم بتكبيلي”، قالت له. الشرطي حاول اقناعها، لكن قبل لحظة من مغادرتها باستخفاف قام بتكبيلها واعتقالها. لحظة التكبيل تحولت الى لحظة فيروسية. فقط هي ما نشروها في الشبكات الاجتماعية. شرطي عبري يعتقل فتاة عبرية بالمايوه دون ذنب اقترفته. الفاشية اصبحت هنا. انتهى عهد الديمقراطية. المواطنون يخطفون. اعتقالات سياسية. ديكتاتورية. شمولية. استبداد. بينوشيه على الشاطيء. موسوليني على الرمال.

فتاة البحر سرعان ما تم اطلاق سراحها بالطبع. الشرطة نشرت الفيلم الكامل عما سبق اعتقالها المقدس، والعاصفة خبت قليلا. ربما الفاشية تحجم عن الوصول الى شاطيء بحر تل ابيب، لكنها بالتأكيد في الطريق. الحقيقة هي أن الشرطي قام بتكبيل الفتاة بأصفاد حديدية.

الفيديو الثاني: مزارعون فلسطينيون من قرية برقة في طريقهم لقطف الزيتون في اراضيهم الخاصة التي يقومون بفلاحتها. مجموعة من زعران المستوطنين، مع عصي مخبأة تحت قمصانهم، كمنت لهم في الحقل: “أنا ملك هذه الارض. الله اعطانا هذه الارض. وأنتم يجب أن لا تتواجدوا في ارضنا. أنا ابن الله وأنت عبده”، نبح  بصورة متعالية ومقرفة أحد زعران البؤرة الاستيطانية غير القانوني عوز تسيون. لا يوجد جيش أو شرطة، لكن بعد سنوات من السلوك الحائف والمستخذي، يحاول قاطفو الزيتون أخيرا الدفاع عن انفسهم وعن ممتلكاتهم. مجموعة من الشباب الفلسطينيين ينظمون “الفزعة”، التي هدفها الدفاع عن قاطفي الزيتون. يرافقونهم الى الحقول، وبصورة مدهشة ينجحون في أن يطردوا من اراضيهم بالحجارة زعران المستوطنين. ايضا المستوطنون يرشقون الحجارة، بما في ذلك على اهود حمو، مراسل “اخبار 12” الذي وثق الحادثة.

حمو وثق واقع يومي في موسم قطف الزيتون. بالنسبة للفلسطينيين تحول قطف الزيتون منذ سنوات، الذي هو حدث زراعي وعائلي جميل ومؤثر، الى حرب. وبفضل تفاني حمو شاهد الاسرائيليون أول أمس هذا الواقع للحظة، والذي اقلق الكثير من الاسرائيليين المحترمين، الذين خجلوا من هذا المشهد. ولكن لا أحد خرج للتظاهر وهو يحمل الطناجر في الشوارع. اذا كانت قد اندلعت عاصفة صغيرة فهي اندلعت بسبب اصابة حمو والقلق على سلامته. لم يتحدث أحد عن الفاشية أو الاستبداد أو نهاية الديمقراطية. الحديث لا يدور هنا عن تكبيل فتاة يهودية على شاطيء البحر.
احتجاج مقابل احتجاج. احتجاج الفلاحين الفلسطينيين المنهوبين والمحرومين من الحقوق والذين يحاولون النضال من اجل ما تبقى من ممتلكاتهم وما تبقى من كرامتهم، واحتجاج الاسرائيليين اليهود ذوي الامتيازات، الذين يريدون لانفسهم رئيس حكومة آخر ويتباكون على نهاية ديمقراطيتهم. احد هذه الاحتجاجات يثير النفوس. والثاني اسرائيل تتجاهله. ولكنهما مرتبطان ببعضهما. ليس بالامكان المطالبة بديمقراطية دون المطالبة بديمقراطية للجميع. ليس هناك ديمقراطية ليست للجميع. الفاشية الاسرائيلية توجد في برقة، لكنها حتى الآن لا توجد على شاطيء البحر في تل ابيب.

لهذا ليس بالامكان التعامل مع الاحتجاج في بلفور بجدية كبيرة: لم يكن بالامكان قطف الزيتون في برقة بسبب الفاشية، ولا يهم ذلك المتظاهرين في بلفور، عندها فان بلفور ليست حركة احتجاج مناوئة للفاشية أو مؤيدة للديمقراطية، مثلما تتفاخر أن تكون، رغم كل الكلمات الجميلة. طالما أنه في برقة يسيطر استبداد عسكري، مدعوم من قبل مليشيات عنيفة ومنفلتة العقال، فان اسرائيل لن تكون ديمقراطية حتى لو حقق احتجاج بلفور اهدافه وتم ارسال بنيامين نتنياهو الى السجن في ظل هتافات الفرح للمحتجين.

إما أن تطالبوا بديمقراطية للجميع أو أن لا تتحدثوا عن الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى