ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جاكي خوري – نتائج التصويت في الانتخابات في المجتمع العربي ، هي رسالة لاحزاب اليسار – الوسط ايضا

هآرتس – بقلم  جاكي خوري – 30/3/2021

العرب اختاروا المألوف لأنه لم يتم عرض أي بديل عليهم. واذا كان اليسار الصهيوني معني بشراكة حقيقية معهم فيجب عليه استغلال الشرعية التي منحها نتنياهو لممثليهم “.

الساحة السياسية في اسرائيل صاخبة. للمرة الاولى تصرخ العناوين بأن حزب عربي يمكنه تتويج رئيس حكومة في اسرائيل. ما هذا  التغيير التاريخي الذي حدث هنا. اذا كان نفتالي بينيت حتى انتهاء فرز الاصوات هو كفة الميزان، فقد اضيف اسم آخر الى هذا التعريف وهو منصور عباس. النجم بدون منازل، ليس فقط بسبب صورته في “بلاد رائعة”، فجأة اصبحت طلباته طلبات هامة. هو يعرف ذلك وهو يستمتع بذلك ايضا. الطلبات بالطبع ليست طلبات بروتوكولية. اجل، قانون القومية يوجد هناك وايضا الاحتلال، لكنه غير موجود على رأس القائمة. توجد مواضيع اكثر اهمية بالنسبة له ولناخبيه. وهي ليست في المجال السياسي، بل في المجال الاجتماعي: مكافحة العنف في المجتمع العربي، اصلاحات في التخطيط والبناء، الاهتمام بمناطق الولاية القانونية، ميزانيات واعتراف بقرى في النقب. ربما حقيقة أنه لا يرفع علم فلسطين لا تأسر فقط ناخبيه، بل ايضا شركاءه المحتملين.

حتى الآن يتم طرح سؤال الى أي درجة هذا قابل للتطبيق. هل دولة اسرائيل التي اجتازت الانقسام والشرخ من بيت نتنياهو في العقد الاخير، يمكنها أن توافق على التعاون مع العرب؟ ومع اشخاص لا يعتبرون جزءا من حزب صهيوني؟ الاجابة المعتادة هي أنه يوجد شك كبير. هذا لا يخطر أبدا بالبال، لا سيما في واقع الحياة الموجود هنا. ولكن هناك اجابة اخرى تتعلق برئيس الحكومة الذي ما زال يشغل منصبه. والذي في مقدمة اهتماماته بقائه السياسي، والذي يبدو أن كل الاتفاقات هي حلال بالنسبة له.

ولكن يخطيء من يعتقد أن عباس يطمح فقط الى حكومة ليكود. فهو ورجاله يكررون لمن يتحدث معهم بأنهم ليسوا ساذجين. يوجد باب مفتوح لليكود وهناك باب مفتوح ليوجد مستقبل ولكل من سيصغي لقائمة طلباتهم وسيعمل على تحقيقها.

بمعان معينة يبدو أن هذا الواقع بث الشعور بالنشوة في اوساط المواطنين العرب، بالاساس في اوساط مصوتي راغم. وكأنهم لم يشاهدوا هذا الفيلم قبل سنة تقريبا مع القائمة المشتركة. في حينه كان لهم 15 مقعد، وفي حينه عندما اسمع ازرق ابيض صوته انتهى ذلك كما نذكر بدون أي شيء. الآن هم يقولون إن الامر مختلف. الآن، بعد أن تبنى نتنياهو العرب في الانتخابات لم يعد بالامكان، أو على الاقل من الصعب جدا، نزع شرعيتهم.

ليس فقط الجمهور العربي هو الذي يشاهد ثمار شبه ناضجة، بل ايضا اليسار – وسط الصهيوني متحمس. فجأة اصبحت لديهم الشجاعة للقول بأن العرب هم شركاء شرعيين. وكأنهم ينسون حكومة رابين التي اعتمدت على دعم الاحزاب العربية من الخارج. هذا الدعم الذي الى جانب اتفاقات اوسلو والاعتراف بـ م.ت.ف ايضا أدى الى الاعتراف بعشرات القرى العربية في الجليل. في اليمين بالطبع هاجموا في حينه  الاعتماد على العرب وقالوا إنه غير مشروع. وماذا بالنسبة لليسار؟ هو دخل الى موقف الدفاع.

منذ ذلك الحين امور كثيرة تغيرت، سيقولون في اليسار. التطرف والكراهية والانقسام. هذه اسرائيل اخرى. شروط بداية مختلفة لشراكة تاريخية، فيها العرب (من راعم) ليسوا “يسار اوتوماتيكي”، هم لن يضطروا لمواجهة قضايا مثل الاحتلال والمستوطنات، حتى حضور ايتمار بن غبير تم ابتلاعه بين السطور؛ هل يوجد أحد يناقش في شرعيته أو شرعية سموتريتش؟ هذا الامر لا يوجد على جدول الاعمال اليومي. السؤال هو أين كان منصور عباس؟ ربما هذا ثمن يستحق دفعه، نوع من ضريبة الصمت. وكل ذلك من اجل أن يكون الخطاب العربي الاجتماعي جزءا من الخطاب الاسرائيلي، وليس عدوا له.

من هنا يأتي الخلاص، هكذا يتوقعون في اليسار. اموال ووسائل ستكون بوفرة، وستكون ميزانيات من الولايات المتحدة واوروبا وسينمو المزيد من منظمات المجتمع المدني، التي ستعمل باسم الشراكة من اجل دفع المجتمع العربي الى الامام. هذا حدث بشكل مشابه، لكن تم تغييره بعد احداث تشرين الاول 2000. في حينه تمت مشاهدة نتائج على الارض مثل سنونو أمل، لكنها بقيت على المستوى المحلي المؤقت. على المستوى القطري والسياسي هذا لم يتم الشعور به. من يتذكر هذا الآن.

في جميع الجولات الانتخابية التي جاءت منذ ذلك الحين اليمين فقط تعزز، والتحريض فقط تعاظم. وربما صورة المرآة المشابهة لهذه العمليات هي الكنيست المنتخبة: اكثر من ثلثي المنتخبين ينتمون ليمين الخارطة السياسية، بين داعم لنتنياهو أو معارض له. هذا التطرف نحو اليمين في الحملة الانتخابية حدث في واقع أمني اسرائيلي داخلي هاديء كليا، بدون حافلات متفجرة مثلما كان في التسعينيات وبدون الانتفاضة الثانية في بداية سنوات الالفين. صحيح أن هناك توتر مع الفلسطينيين (بالاساس في قطاع غزة)، لكن يبدو أنه ليس من هناك جاء التطرف. ايضا هو لم يأت من التهديد الايراني. ربما بالاساس من اقوال التحريض التي مصدرها شارع بلفور في القدس، التي فجأة تحولت الى اقوال تصالحية.

صحيح أنه ما زال من غير المعروف من الذي سيشكل الحكومة القادمة، (أو اذا كانت ستكون انتخابات جديدة)، لكن في هذه المرحلة من الواضح أن المحافظة هي التي فازت. هذا من الجانب اليهودي، وهكذا الامر من الجانب العربي ايضا. كان هذا هو اساس حملة راعم، الذي حصل على اربعة مقاعد. وهذه الحملة ايضا جلبت تغيير انتخابي داخلي. حداش، صاحب القيم الليبرالية، لم يعد الحزب الاكبر في اوساط الجمهور العربي. وهناك بشرى ثانية، وهي أن الليكود حصل على اصوات اكثر في المجتمع العربي مقارنة مع ميرتس (21 ألف مقابل 17 ألف)، رغم أنه يوجد لميرتس سجل مثبت أكثر فيما يتعلق بالعرب. ومن بين العشرة الاوائل فيه هناك ثلاثة عرب.

اذا كانوا في اليسار الصهيوني يطمحون الى شراكة حقيقية فيجب عليهم العمل من الاساس من أجل شراكة تسري في اجزاء المجتمع. الشرعية والتحليل الذي جاء من اليمين يجب ترجمته الى نشاطات على الارض في معقله، وليس في مظاهرة أو في اعتصام آخر في ميدان رابين أو في لقاء بين اصدقاء في مقهى في تل ابيب، وايضا ليس من خلال تجنيد عربي اليف آخر لحزب أو للهيئة التي تجلس فوق المنصة. ما هو الصحيح؟ يجب حرث الارض اليهودية وجلب نتائج، لأن العرب سئموا من الشعارات ومن مشاعر الشراكة المزيفة. نتائج الانتخابات هي المثال الافضل على ذلك. هناك مرغوب وهناك مألوف. وفي هذه الاثناء العرب اختاروا المألوف لأن اليسار لا يقدم أي بديل.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى