ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – يجب على كل عضو في الائتلاف أن يتذكر: فقط ليس بيبي

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 7/7/2021

” هذه الحكومة التي لم تعد بحاجة الى تحدي نفسها امام المعارضة وهي معفية من تقديم مبررات سياسية، يمكنها، بل ويجب عليها، التنازل الآن عن امتحان قانون المواطنة الذي يهدد وجودها  “.

المئات من طالبي المواطنة الفلسطينيين مدينون بالشكر لعميحاي شكلي والمعارضة. فبفضلهم سقطت التعليمات المؤقتة لقانون المواطنة الوحشي، على الاقل لفترة قصيرة. والى أن يتم سن قانون جديد أو الى حين اقتناع شكلي بالانضمام لموقف حكومته، تم فتح نافذة فرص امامهم لتقديم طلباتهم مرة اخرى. صحيح أنهم سيضطرون الى اجتياز العقبة الكأداء لوزيرة الداخلية اييلت شكيد، حول كل طلب يقدمونه، لكن سيكون باستطاعتهم تقديم التماس ضد الرفض التلقائي المتوقع منها، بالاساس هذه الخسارة ستعطي الحكومة فرصة اخرى لفحص تقديرها الاعوج ووقف هذا التشريع.

الى جانب المفارقة التي تتمثل بانضمام اليمين المعارض للقائمة المشتركة من اجل اسقاط قانون يميني متطرف في اساسه، ويناهض الليبرالية بشكل صارخ، ويلتف بعباءة مزيفة من أمن الدولة ومن تآكل الاغلبية اليهودية فيها، فان مشروع القانون والحرب من اجل التصويت عليه، رسمت الحدود التي يمكن للحكومة العمل في اطارها. واذا كان يوجد أي شكل، أول أمس حصلنا على الدليل، امام حكومة “فقط ليس بيبي” تقف معارضة شعارها “فقط ليس بينيت”. من غير المهم أي قانون ستعرضه الحكومة – المعارضة ستقوم باسقاطه مهما كان مضمونه والاجندة التي يريد تطبيقها أو الايديولوجيا التي يمثلها.

المغزى العملي هو أن الحكومة يمكنها سن قوانين فقط اذا نجحت في خلق قاسم مشترك ثابت بين اعضائها. هذا بحد ذاته تجديد كبير، ثورة حقيقية في السياسة الاسرائيلية مقابل ما كان في الـ 12 سنة الماضية. فجأة الحكومة هي حكومة كل اعضائها، وهي ملزمة بارضاء الجميع وأي وزير فيها غير مفهوم بحد ذاته، بدلا من حكومة عملت كخاتم مطاط في يد ديكتاتور متهم بمخالفات جنائية.

الصمغ الذي يربطها لا يسمح لها بالتمسك بمواقف متطرفة، من اليمين أو من اليسار – سيتحلل اذا كان الاضرار بحقوق الانسان صلب جدا على الجهاز الهضمي لميرتس والعمل، أو اذا كان تأييد المستوطنات سيتآكل بدرجة لا يستطيع الجناح اليميني الموافقة عليها. 

قضية البؤرة الاستيطانية افيتار وقانون المواطنة ترسم لاقطاب الحكومة أين يمر الجدار الكهربائي الذي يجب عدم الاقتراب منه. واجتيازه يعني سقوط الحكومة وتحطم الوتد الاساسي للخيمة التي ضمت اعضاءها معا، انتخابات جديدة وعودة بنيامين نتنياهو. هذه الحكومة لن يكون لها مناص من أن تكون متزنة جدا. وحتى أنه يمكننا القول بجرأة بأنها الحكومة الاكثر ليبرالية التي كانت لنا منذ سنوات، على الاقل هي ستحدد من جديد الاحداثيات التي تحدد المركز وتعيده الى مكانه الطبيعي، الذي تم أخذه منه وتم جره بقوة نحو اليمين في فترة حكومات نتنياهو.

الاستطلاع الشعبوي الذي فحص اذا كانت هذه الحكومة يمينية اكثر أم يسارية اكثر اصبح استطلاع زائد. بعد “فشلها” في قانون المواطنة، بمساعدة المعارضة السخية، هي متحررة حتى من المعايير الايديولوجية التي يضعها نتنياهو امامها. لأنه بعد أن ازال نتنياهو عقبة اشراك العرب ومنح شهادة تحليل لمنصور عباس وافشل قانون المواطنة “اليميني”، فانه هو وجوقته تم استبعادهم عن العمل كقضاة للنقاء الايديولوجي. واوكسيد حياة الحكومة هو ايديولوجيا “فقط ليس بيبي” التي بفضلها تم تشكيلها. هذا يمكن أن يعطي الحكومة فترة الحياة التي تطمح اليها. هذا الشعار يجب أن ينقش على لافتات خشبية صغيرة، ووضعها على طاولة كل وزير وكل عضو كنيست في الائتلاف، من اجل التذكير بأن هذا هو ذريعة وجودهم السياسي واساس الغذاء الضروري الذي يضمن حكمهم. وعلى الطريق ايضا مصالح مواطني الدولة.

هذه الحكومة التي لا يجب عليها أن تواصل تحدي نفسها امام المعارضة، وهي معفية من تقديم المبررات السياسية، يمكنها، بل هي ملزمة، التنازل الآن عن امتحان قانون المواطنة الذي يهدد وجودها. هذا التهديد أخطر بكثير من التهديد الذي يمثله بضع مئات الفلسطينيين الذين سيحصلون على مكانة مدنية معينة في اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى