ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – هل فقط اسرائيل وحدها هي التي  ستمنع أن تصبح ايران دولة نووية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 6/12/2021

” الانفجار في نتناز اعاق التخصيب المتسرع لتسعة اشهر. وتصفية عالم الذرة فخري زادة اعطت تمديد لسنتين ونصف. فكم بقي من الوقت من اجل انتاج القنبلة؟ “.

هناك من يؤمن بالخالق الذي يخطط كل شيء. وهناك من يؤمن بالصدفة. على سبيل المثال، في يوم الخميس الماضي صرح رئيس الموساد، دافيد برنياع، بأنه “لن يكون لايران سلاح نووي، ليس فقط في السنوات القريبة، بل الى الأبد. هذا هو التزامي والتزام الموساد ايضا”. في نفس اليوم نشرت صحيفة “جويش كرونيكال” سبق صحفي قدمه نائب رئيس التحرير، جايك ويلز سيمونز، الذي بحسبه التخريب الذي حدث في قاعة اجهزة الطرد المركزي في موقع نتناز النووي في شهر نيسان تم تنفيذه بواسطة عشرة علماء ايرانيين جندهم الموساد، الذين اعتقدوا أنهم يعملون لصالح منظمات معارضة. جزء من المواد المتفجرة تم نقله بطائرات مسيرة والعلماء قاموا بأخذها وجزء آخر تم تهريبه الى المنشأة في شاحنات أحضرت الطعام للعمال. 

وكتب ايضا أن المواد المتفجرة استخدمت في هجمات في نتناز في تموز 2020 وفي نيسان 2021. والهجوم الثالث في حزيران الماضي كان بواسطة طائرة مروحية مسيرة تم تهريبها على اجزاء الى ايران، وقامت باطلاق الصواريخ على منشأة لانتاج اجهزة الطرد المركزي قرب مدينة كراج التي تبعد 50 كم تقريبا شمال غرب طهران.

من الممتع اكثر هو المعلومات التي تقول بأن عملاء الموساد قاموا بوضع مواد متفجرة داخل مواد بناء استخدمت لبناء قاعة اجهزة الطرد المركزي في نتناز في 2019. الانفجارات حدثت بعد بضع ساعات على اعلان ايران بأنها بدأت في تشغيل اجهزة متقدمة للطرد المركزي من نوع “آي.آر 5″ و”آي.آر6”. كالعادة، في اسرائيل لم يؤكدوا ولم ينفوا التقرير الذي نشر في الصحيفة. وكل التكهن حول توقيت التقرير قريبا من موعد تصريح برنياع كان على مسؤولية القراء فقط، مجرد صدفة. 

اذا كنتم لا تؤمنون بالصدفة فيمكن الافتراض بأن النشر استهدف ترسيخ تصريح برنياع، والتذكير والتوضيح، بشكل خاص للدول العظمى التي تجري المفاوضات مع ايران، بقدرة الموساد. ليس من المهم كم هو عدد العلماء الذين تم تجنيدهم، القصد هو الاشارة الى أنه عندما لا تقوم اسرائيل بتصفية علماء ايرانيين فهي تقوم بتجنيدهم. لذلك، من الآن فصاعدا أي عالم ذرة لم تتم تصفيته هو عميل لاسرائيل. عندها سيبدأ الايرانيون في فحص انفسهم وفحص علمائهم، وعلى الطريق سيبحثون عن المواد المتفجرة التي ربما تكون مزروعة في منشآت نووية اخرى.

ولكن من الذي قال بأن الموساد هو الذي قام بتسريب المعلومات؟ الصحافي سيمونز، الذي نشر الكثير من المقالات حول نشاطات الموساد، اصدر في 2012 كتاب بعنوان “ذي بيور” عن عميل الموساد الذي قرر تسريب اسرار لـ “ويكيلكس”. ايضا هذا السبق الصحفي هو بالتأكيد نتاج خياله. هل لدينا شك في أن الموساد سيقوم بتسريب اسرار عملياتية كهذه؟.

ولكن يمكن تذكر تفاصيل عملية تصفية “أبو المشروع النووي” محسن فخري زادة، التي بحسبها الموساد قام بتهريب قطع السلاح التي استخدمت لتصفيته، وأن حوالي عشرين عميل اسرائيلي وايراني قد شاركوا في العملية التي خطط لها لثمانية اشهر، وأن التصفية اطالت الفترة الزمنية المطلوبة لايران من اجل انتاج القنبلة من ثلاثة اشهر الى سنتين ونصف. الامر المدهش ايضا هو أن هذه القصة كانت سبق صحفي عالمي لسيمونز.

هاكم لغز في الرياضيات: الانفجار في نتناز اعاق نشاطات التخصيب المتزايدة لتسعة اشهر، وتصفية العالم فخري زادة اعطت تمديد لسنتين ونصف. فكم بقي من الوقت لانتاج القنبلة؟. الضعفاء في الرياضيات مسموح لهم السؤال بأي قدر يمكن تصديق هذه التقديرات التي تملي ليس فقط “زمن الاختراقة” لايران من اجل انتاج القنبلة، بل ايضا زمن الاختراقة العسكرية لاسرائيل من اجل الوصول الى ايران.

برنياع يلتزم بصورة شخصية وباسم الموساد بأنه لن تكون لايران قنبلة نووية. هذا التصريح تعرض للانتقاد من متحدثين مجهولين، يعتقدون أن هذه الثرثرة سابقة لأوانها، وأنه يمكنها أن تمس بعلاقات العمل والتنسيق مع امريكا. ولكن المشكلة الحقيقية في التصريح تكمن في المسؤولية الحصرية التي تحملها الموساد بمنع القنبلة. هل برنياع قصد أن اسرائيل لا تحتاج/ لا تريد/ لن تشرك الولايات المتحدة في جهود التصفية؟. هل هو خاضع لموافقة رئيس الحكومة أن لا يفاجيء الولايات المتحدة أو أنه مستقل في التقرير متى وكيف وأين؟. هل الجيش لن يكون مشاركا في التدمير؟ أليس من المتوقع القيام بعملية عسكرية ضد ايران، بل فقط عملية جراحية من التصفيات والانفجارات، التي سيخطط لها الموساد وينفذها لوحده؟. 

اذا كان الامر كذلك فلماذا قررت الحكومة في الاسبوع الماضي تحويل 5 مليارات شيكل من ميزانية الدفاع، 10 في المئة من ميزانية الدفاع، لاعداد الجيش الاسرائيلي لمواجهة مع ايران؟ ليس فقط أن صواريخ متقدمة وقنابل ذكية وعميقة والوسائل الاخرى ستصل بالاساس من الولايات المتحدة – من هنا، اسرائيل لا يمكنها الادعاء بأنها ستعمل لوحدها اذا كانت هناك حاجة – بل خطة الشراء هذه تدل على أن الجيش الاسرائيلي ما زال غير مستعد كما يبدو لهذه المواجهة، وأن مليارات الدولارات التي تم استثمارها في الاستعداد للحرب ضد ايران في عهد بنيامين نتنياهو ذهبت هباء. هناك أحد ما يقوم بالخداع.

هجوم اسرائيل الدبلوماسي على الولايات المتحدة والدول الغربية العظمى التي تجري المفاوضات مع اسرائيل، لا يطرح استراتيجية بديلة واقعية، بل فقط تهديدات وتعهدات، التي قدرة تنفيذها غير مؤكدة. هذا لا يزعجها في أن تقول بأن سياستها لن تكون مرتبطة بنتائج المفاوضات مع ايران، حيث أنها اعلنت في السابق بأنها لا تلتزم بأي اتفاق وأنها ليست جزءا منه حتى لو تم التوقيع عليه. من المهم معرفة من أين ستشتري السلاح والوسائل التي تحتاجها من اجل مهاجمة ايران لوحدها؟.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى