ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – مرة اخرى غانتس؟ مرة اخرى اشكنازي؟

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 18/11/2020

من اجل مواصلة الوجود السياسي للفكرة الليبرالية مطلوب زيادة حجم الكتلة الليبرالية لغرس الشعور بأنه يوجد بديل قوي يجدر الارتباط به لأنه سينتصر. امريكا انتخبت البايدينية وليس بايدن الشخص. وهكذا اسرائيل تتوق الى البايدينية وهي ناضجة للانتخابات الآن وليس غدا “.

من هو المرشح المرغوب فيه في الانتخابات؟ الآن هذا هو السؤال الساخن في الساحة الاعلامية والسياسية. المتنبئون بواسطة ورق اللعب يعرفون أنه حسب الرزنامة السنوية لبنيامين نتنياهو فان شهر حزيران هو الموعد المناسب جدا بالنسبة له. الكورونا ستتلاشى واللقاح سيؤتي أكله والميزانية سيتم تمريرها وسيتعزز الشعور بأن الاقتصاد بدأ بالتجدد والتعافي وجلسات المحكمة سيكون بالامكان اطالتها أكثر فأكثر، ومحامو بيبي سيقولون بالتأكيد إن المحاكمة في فترة الانتخابات هي تدخل فظ وتهديد ملموس لاحتمالات المتنمر بأن ينتخب، وحتى ذلك الحين فان المعارضة ستتفكك أصلا وتصبح هباء.

خصوم نتنياهو يتطلعون الى انتخابات في موعد أكثر تبكيرا، حيث الكورونا تكون ما زالت سارية المفعول واللقاح بعيد والميزانية هي مفهوم مجرد، وبالاساس الجمهور المتعب والمهان يتوق الى الانتقام. مبررات كل طرف حادة وواضحة. وبقيت فقط مشكلة صغيرة هي من، بحق الجحيم، سيقف أمام نتنياهو؟ من سينجح في تجنيد المعسكر الجماهيري وأن يضم الوسط العربي وأن يعجن كل اصحاب “الأنا” المضخمة ويصنع منهم عجينة حية تغري الجمهور بالتصديق أنه يوجد حقا مسيح.

في ساحة البديل، تهب رياح شديدة تهز الاشباح الذين يملأونها. مرة اخرى غانتس، مرة اخرى اشكنازي؟ وربما الاخوين لبيد وبينيت؟ من وراء الزاوية يطل الجنرال آيزنكوت، مستقبلنا في السابق. ولكن لا يوجد أي قائد يلبي جميع متطلبات الوسط – يسار المثالية. لا يوجد له نتنياهو. وحقا لا يوجد شخص كهذا، سواء في اسرائيل أو في العالم. لأن الرؤية الكاذبة بأنه فقط شخص واحد يمكنه قيادة دولة، رعاها بيبي طوال سنوات من خلال محاكاته لزعماء مستبدين وديكتاتوريين في الماضي وفي الحاضر، الى أن اصبح الجمهور مسحورا بصورة القائد العبقري الذي بدونه لا توجد حياة.

هذا الكذب تسبب بأن كل متنافس، من أي تيار ومن أي حركة، اضطر الى اجتياز اختبارات قدرة شخصية من اجل أن يقنع لماذا هو الواحد والوحيد. لا يوجد أي خلاف على أن شخصية وصفات المتنافس تستحق الفحص الدقيق، لكن لا يمكنها أن تحل محل البنية التحتية السياسية التي سيستند عليها. نفس هذه البنية،كما علمنا الاصوليون، عندما تكون قوية وموحدة فهي تستطيع أن تضع حتى اشخاص فاشلين كممثلين لها، وفي نفس الوقت تحقيق انجازات باهرة: لا أحد يذكر بالضبط أسماء اعضاء الكنيست التابعين لهم، كما أن أحد لا يستطيع أن يصف الفروق الايديولوجية بين احزابهم، لكنهم معا خلقوا العلامة التجارية “الاصوليين”، مع كل الدلالات العدوانية النابعة منها. ايضا اسماء اعضاء الكنيست من القائمة المشتركة مشابه، حيث أنه فقط قلائل يعرفونهم، لكن معا بنوا العلامة التجارية السياسية القوية التي عنوانها “العرب”.

وماذا في الوسط؟ هناك تذروهم الرياح من مجرد تعريفهم كيسار. لذلك، هم لا يمثلون فكرة، بل اسماء عائلة. ليس حركة، بل غانتس، نسكورن ولبيد. اذا كان “يسار” هو مفهوم مخيف فانه يمكنهم تبني صفة “ليبراليين” الاسهل على الهضم، لكن يجب عليهم أن يكونوا مستعدين للانتخابات في شهر آذار مع قيادة مشتركة ومع رسالة ممركزة تشبه تصميم طواقم الانقاذ التي تقوم بضرب صدر الشخص المحتضر. هذه الكتلة لا تحتاج الى ساحر كقائد. السحر سيكون في تغيير الوعي، هكذا، فانه في هذه المرة سيكون من اجل ماذا سنصوت له، وليس من اجل من أو ضد من.

لقد حاول غانتس تسويق فكرة الدولة الليبرالية، لكنه فشل وتحطم عندما ارتبط ببيبي، وبهذا عمق الشعور بأنه لا يوجد زعيم للوسط – يسار. انهياره هو انهيار شخصي، لكن ليس بسبب افكاره. من اجل مواصلة الوجود السياسي للفكرة الليبرالية مطلوب زيادة حجم الكتلة الليبرالية من اجل تعزيز الشعور بأن هناك بديل قوي ومهدد يجدر الارتباط به، لأنه سينجح. الولايات المتحدة لم تنتخب جو بايدن بسبب شخصيته الكاريزماتية أو ماضيه العسكري، بل هي انتخبت البايدينية. اسرائيل تتوق الى البايدينية وهي ناضجة للانتخابات، الآن وليس غدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى