ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – كيف تحولت مراسم الاحتفال ، فيالبيت الابيض الى يوم غفران لليسار؟

هآرتسبقلم  تسفي برئيل – 16/9/2020

يجب على اليسار والوسط في اسرائيل، بدلا من انتقاد الاتفاقاتمع الدول العربية، اعادة صياغة موقفهما بالنسبة للنزاع وعرضبرنامج سياسي شجاع واقناع الجمهور والاستعداد جيداللانتخابات “.

من الصعب ابتلاع هذا السلام مع اتحاد الامارات والبحرين. يبدو أنمراسم التوقيع أمس في البيت الابيض هي يوم غفران لليسار، وليس أقل منذلك. ما الذي حدث هناك؟ لقد تم التوقيع على اتفاق مع ديكتاتوريات مخيفةومع حكام فاسدين ومع دول غير معادية. وحتى بعد كل ذلك لم ننجح فيالتخلص من العلكة الفلسطينية الملتصقة بأحذيتنا.

لماذا لم نتمكن من ايجاد دول اكثر ديمقراطية وزعماء اكثر تنورا مناجل التوقيع معهم على اتفاقات سلام، مثل أنور السادات والملك حسينوياسر عرفات، أو على الاقل مثل عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس والملكعبد الله. كيف وقعنا في هذا الشرك، الذي فيه زعيم اسرائيلي بريء وصادقومثال لطهارة المعايير والتواضع والخجل، يوافق على مصافحة أيدي رموزالفساد والديكتاتورية في المنطقة؟.

بكاء المنتقدين يثير الشعور بأن صناع السلام العرب هؤلاء لم يغدروابالفلسطينيين. الشعور المتولد هو أنهم ارسلوا السهم المسمم لقلب اليسارالحساس، الذي كما يبدو كان على استعداد للتنازل عن كل هذه الاحتفالاتغير الضرورية لأنها سقطت في حضن بنيامين نتنياهو المظلم. “اجل، هذاسلام مهم وتاريخي وهو الاول منذ 26 سنة. ولكن…”. “هم يقولون لماذابيبي؟ واذا كان بيبي، فما الذي دفعه لهم من وراء ظهرنا؟ كيف نجح فيخداعهم دون أن نشعر؟ والاكثر من ذلك، كيف يمكن أن تكون دول عربيةحطمت النموذج الذي خدم باخلاص ادعاءات اليسار خلال اجيال بأنه لنيكون سلام نهائي مع أي دولة عربية طالما لم يتم انهاء النزاع بين اسرائيلوالفلسطينيين؟“.

في اليسار واليمين نسوا أن السلام مع مصر أحدث الصدع الاول فيهذه الرؤية، لكن في حينه ظهر هذا كحدث لمرة واحدة، الذي في اعقابه دفعتمصر ثمنا باهظا بسنوات المقاطعة التي فرضت عليها من قبل الدول العربية. وبعد ذلك جاء الاتفاق مع الاردن، السفارة في موريتانيا والممثليات في المغربوقطر وتونس، وحتى سوريا أجرت مفاوضات مع اسرائيل. كل ذلك بدونالانسحاب حتى لشبر واحد من المناطق، وبدون أي مقابل للفلسطينيين. والآن؟ كارثة. دول الخليج تسقط الواحدة تلو الاخرى فيمصيدةاليمينالاسرائيلي.

يمكن فهم خيبة الأمل هذه، لكن ليس بالضرورة تبنيها. دول الخليجالتي وقعت والتي ستوقع على اتفاقات سلام مع اسرائيل لا تنفي وجودالمشكلة الفلسطينية، لكنها تلغي العلاقة بين السلام العربي وبين حل النزاعمع الفلسطينيين. وبخطوتها الجريئة قررت هذه الدول أن المشكلة الفلسطينيةهي مشكلة لاسرائيل. هي مستعدة للمساعدة على حلها، لكنها غير مستعدةللبقاء كذريعة لعدم استعداد اسرائيل للتفاوض مع القيادة الفلسطينية. هذهالدول توجد لها مصالح خاصة، تجتمع معا في العاصمة الامريكية. فيخريطة الشرق الاوسط الجديدة التي فيها مفهومشرق اوسطآخذ فيالتفكك الى عوامله، فان دعم دولة عظمى هو أمر حيوي. واذا كانت الطريقةلذلك تقتضي السلام مع اسرائيل من اجل ارضاء رئيس امريكي غير مستقرأو من اجل ضمان أن أي رئيس سيأتي بعده سيحافظ على مصالح هذهالدول، فهذا ما سيكون.

إن من ينتقدون اتفاقات السلام الجديدة، ويقولون بأنها تضرباحتمالية السلام مع الفلسطينيين، يمكنهم الهدوء. احتمالية السلام هذه لمتكن كبيرة حتى قبل ذلك. فقد ضعفت اكثر فأكثر لأن اليسار والوسط لمينجحا في تشكيل حكومة. بالعكس، البعض منهم تم جذبهم الى حكومةنتنياهو وحتى أيدوا عملية الضم. محمد بن زايد وحمد بن عيسى غير مذنبينفي ذلك.

ولكن ليس كل شيء ضائع. المشكلة الفلسطينية والاحتلالوالمستوطنات بقيت في مكانها ولم تذهب الى أي مكان. وهي ستواصلتشكيل صورة دولة اسرائيل وتغذية العنصرية وتطوير عنفها وتشويه ثقافتها. وبدلا من انتقاد الاتفاقات مع الدول العربية يجب على اليسار والوسطصياغة موقفهما من جديد بالنسبة للنزاع، وأن يعرضا برنامج سياسيشجاع ويقنعا الجمهور، وأن يستعدا بشكل جيد للانتخابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى