ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – في السعودية لا يؤمنون بالمعجزات

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 3/5/2021

السعودية وهي الدولة الاكثر تدينا في الشرق الاوسط تقدر قوة الله، لكنها تعرف أنه مطلوب منها وأنها تستطيع تقليص الاضرار السيئة التي يمكن ليد الله أن تلحقها بها“.

القبور، الامكان المقدسة، الكنائس والمساجد، تقريبا هي حسب تعريفها مواقع كارثية. اذا لم تحدث احدى هذه الكوارث فانها تشكل تهديدا يحوم فوق رأس كل من اعتاد على زيارتها. الديانات والعقائد جبت نصيب الاسد من الارواح، سواء في الحروب الدينية أو بسبب الوفاة في الحج. مقولة “الله يختبرنا” – أو كما قال الحاخام اسحق بصري في مقابلة مع راديو “103 اف ام”، “لو أنكم سمعتم تأبين الوالدين لاولادهم لكنتم عرفتم ما الذي يفهمه جمهورنا، حيث يرى أن هؤلاء هم ضحايا لله. لقد سمعت أحد الآباء وهو يقول: ربما جاءوا لاصلاح شيء صغير في العالم” – ليس خاصة باليهود. فتحميل المسؤولية على الله الذي يريد اختبار من يؤمنون به موجود في الاسلام وفي المسيحية وفي ديانات اخرى.

حسب هذه الرؤية، كارثة جماهيرية ليست سوى دفعة مسبقة عن الاخطاء، هي رسوم دخول الى العالم القادم. ودولة تضررت بشكل خاص على يد الله القاتلة هي السعودية. تقريبا لا توجد سنة لا يموت فيها حجاج بسبب المرض والاكتظاظ وحوادث الطرق والجفاف. حادثة مأساوية حدثت في الحج في السعودية في 2015، 107 اشخاص قتلوا وحوالي 400 اصيبوا بسبب انهيار رافعة ضخمة في مكة، وبعد اسبوعين قتل مئات الاشخاص اثناء تجمعهم في المكان المقدس منى الذي يوجد قرب مكة. حسب التقرير الرسمي كان هناك حوالي  760 قتيل، وحسب تقديرات اخرى كان هناك 2500 قتيل.

السعودية تعهدت بدفع تعويضات للمتضررين من انهيار الرافعة، لكن المحكمة قامت بتبرئة شركة المقاولات وقررت بأن الرافعة انهارت بسبب الاحوال الجوية الصعبة. يد الله. فقط بعد ثلاث سنوات بدأت الدولة بدفع التعويضات للمتضررين. المتضررون من الحادثة الاخرى الاكثر خطورة لم يتم دفع التعويضات. التهمة القيت على الحجاج الذين لم يمتثلوا للتعليمات.

ولكن السعودية التي تضررت صورتها كحامية للاماكن الاسلامية المقدسة بصورة شديدة لم تختبيء خلف لجان التحقيق. المملكة استثمرت مليارات الدولارات في تحسين البنى التحتية وتوسيع طرق الوصول وفي ترتيبات الحماية والرقابة على مناسك الحج. آلاف الكاميرات وضعت على طول مسارات الحج، رشاشات مياه تم تركيبها في مئات الاماكن من اجل تبريد حرارة الجسم في الجو الحار، آلاف المرشدين ورجال الشرطة والموظفين والمشرفين تم تجنيدهم في كل سنة لفحص وضع الامان على الطرق، عيادات مؤقتة وضعت في مخيمات الخيام الضخة التي تستخدم اماكن سكن لاكثر من مليوني شخص يأتون في كل سنة، وحصص دقيقة توزع على كل دولة، ومن لا يحمل بطاقة مصادقة رسمية لا يمكنه الدخول الى المدن المقدسة ويتم تغريمه بسبب خرق القانون.

في السنوات الاخيرة السعودية تلزم كل حاج بالتزود باسوارة الكترونية تمكنها من أن تعرف في كل لحظة أين هو موجود وأن تتابع مساره. هناك تطبيق في الهاتف المحمول يظهر مسار الحج ومكان وجود العيادات ومراكز المساعدة الاخرى التي تمكن من الاتصال مع الحاج في حالة ضائقة. حافلات خاصة هي فقط التي يسمح لها بنقل الحجاج من مكان الى آخر. وفي هذه السنة سيتم استئناف نشاط القطار السريع بين مكة والمدينة بعد أن تضرر بسبب حريق في العام 2019. السعودية لا تنتظر حتى اللحظة الاخيرة، تذاكر السفر في القطار كان يمكن شراءها في شهر آذار الماضي.

بسبب الكورونا قررت السعودية في السنة الماضية عدم السماح بالحج. وفي هذه السنة نشرت اجراءات وتوجيهات تقيد عدد الحجاج. الدولة تلزم كل حاج بأن يعرض شهادة أخذ التطعيم أو نتائج فحص الكورونا الذي اجري له قبل يوم من دخوله السعودية. عشرات مراكز الفحص ستستقبل الحجاج في المطار، رجال الشرطة وضعوا الحواجز على طرق وشوارع الوصول الى الاماكن المقدسة، ومفتشون سيفحصون بصورة مفاجئة وثائق الزوار. غرام تبلغ اكثر من 2000 دولار ستفرض على من لا يحمل الشهادات الطبية.

السعودية تعرضت لضربة اقتصادية شديدة في السنة الماضية بسبب الكورونا. الوباء سلب من خزينة المداخيل نحو 12 مليار دولار، التي كان يتوقع أن تأتي من موسم الحج. هذه السنة السعودية تريد تشجيع عودة المشاريع التجارية الى العمل، وستعطي تسهيلات اقتصادية لشركات السياحة والفنادق والمبادرين والشركات الاخرى التي تقدم خدمات لصناعة الحج. ولكن أي قطاع لن يكون معفي من تعليمات الكورونا المشددة. السعودية، الدولة الاكثر تدينا في الشرق الاوسط، تقدر قوة الله، لكنها تعرف أنه مطلوب منها وأنها تستطيع تقليص الضرر السيء الذي يمكن أن تلحقه يد الله.

اسرائيل هي دولة عظمى للهايتيك، التي تتفاخر بالاهمية العالية التي توليها لأمن مواطنيها، يمكنها تعلم درس أو درسين من المملكة السعودية. لا أحد يطلب من وزارة المواصلات انشاء قطار جبلي يتسلق بسرعة الى اعلى جبل ميرون أو تزويد الحجاج باسوارة الكترونية متقدمة. ولكن نطالبها بادارة بسيطة واساسية مثل تسجيل مسبق للحجاج، تذاكر صعود الى الموقع، التي تسمح بمراقبة عدد الداخلين، ووضع حواجز طرق وبالطبع استثمار غير كبير جدا في البنى التحتية – استثمار غير كبير ولا يقترب حتى من الاستثمار السعودي – كان يمكن لكل ذلك أن ينقذ حياة البشر. جبل ميرون يستضيف في السنوات العادية حوالي نصف مليون زائر. من بوابات مكة يدخل في موسم الحج حوالي مليوني شخص، وهو اربعة اضعاف العدد لدينا. ولو أنه تم استثمار فقط 5 في المئة في جبل ميرون مما استثمرت السعودية، الذي قتل فيه 45 شخص، لما كانت هناك حاجة لانزال العلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى