ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل –  غانتس رمى عظمة لعباس،  لكنه لم يوفر قاعدة للثقة بين الطرفين

 هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 1/9/2021

” العرض الذي قدمه غانتس لمحمود عباس كخطوة لبناء الثقة غير كاف لبناء الثقة بين الطرفين. واذا كان غانتس يعتقد أن هذا يكفي لبناء الثقة وتعزيز السلطة الفلسطينية فانه يعاني من عدم الفهم وأنه لم يتعلم أي شيء. واذا كان يعرف أن هذا لا يكفي ويستمر في تسويق هذه الرزمة فهذا يعني أنه يعتبر الجمهور غبي  “.

الحدث الكوني الذي عرف باسم “لقاء غانتس مع عباس”، الاول من نوعه منذ عشر سنوات، خلف وراءه ذيل من الغبار: قرض بمبلغ نصف مليار شيكل و”تسوية” وضع آلاف العائلات التي لا توجد لها اقامة وحوالي ألف رخصة بناء في مناطق ج واضافة تبلغ 15 ألف تصريح عمل. هذه الرزمة تم تغليفها بالسولفان والصقت بها بطاقة “خطوات لبناء الثقة”، وهي خطوات استهدفت تقوية السلطة الفلسطينية امام حماس.

من هي العائلات السعيدة التي ستحصل على لم الشمل ومكانة مواطنة؟ التجربة تدلل على أن العملية طويلة ومتعبة، المعايير غير واضحة، القرارات اعتباطية وترتبط بمصادقة الشباك بالطبع، رغم أن الكثيرين ممن طلبوا لم الشمل يمكثون في الضفة منذ سنوات طويلة بصفة سائح. اسرائيل على أي حال لن تتنازل عن سيطرتها المطلقة على الديمغرافيا الفلسطينية في المناطق.

وحول بشرى بناء ألف شقة سكنية في مناطق ج سمع الفلسطينيون في بداية آب من رئيس الحكومة، نفتالي بينيت. هذه ليست هدية بالمجان لأنه في المقابل اسرائيل ستدفع قدما ببناء 2200 وحدة سكنية في المستوطنات. ايضا اضافة تصاريح عمل ليست أمر جديد. الحكومة قررت ذلك في الاول من آب، بالاساس في اعقاب النقص في عمال البناء في اسرائيل. عباس سبق وقرأ هذه الاخبار المثيرة في وسائل الاعلام الاسرائيلية. وهو ليس بحاجة الى ساعي البريد الذي يفتح له هذه الهدية ويعرض عليه ماذا يوجد في داخلها. اذا كان بني غانتس يعتقد أن مجرد لقائه مع عباس يدل على عمق الثقة الآخذ في التشكل مع عباس فمن الجدير تذكيره بأنه كان يستطيع اجراء هذا اللقاء في وقت سابق، عندما كان وزير الدفاع في حكومة بنيامين نتنياهو. لم يمنعه أي أحد من زيارة عباس بمناسبة عيد الاضحى، وعدم الاكتفاء بمكالمة هاتفية ودية. 

إن العظمة التي القاها غانتس لعباس لا يمكن أن تكون اساس جديد للثقة بين الطرفين، طالما أن السكان الفلسطينيين يتعرضون لزيارات ليليلة من قبل الجنود، والجنود يقومون بمساعدة المستوطنين على اقامة بؤر استيطانية غير قانونية، واجهزة التحقيق وانفاذ القانون في الجيش يعطون الدعم لكل اطلاق نار، ايضا عندما يقتل مواطنون ابرياء ويتم هدم بيوت وسلاسل حجرية زراعية بشكل وحشي والسكان لا يمكنهم الحركة بحرية بين المحافظات المختلفة في الضفة وبين الضفة وقطاع غزة. 

خطوات غانتس وبينيت تستهدف بالفعل بناء الثقة مع ادارة بايدن مقابل تجميد أي عملية سياسية والموافقة بصمت من قبل الولايات المتحدة على عدم الدفع قدما بتطبيق حل الدولتين. واسرائيل ستعود الى فكرة السلام الاقتصادي وربما ستعرض نسخة باهتة من صفقة القرن لدونالد ترامب. بايدن، الذي بدأ ولايته بتحرير اموال المساعدات للسلطة الفلسطينية ووكالة غوث اللاجئين “الاونروا، لكنه لم يعرض أي رؤية لحل النزاع أو أي مبادرة لاستئناف المفاوضات، تحول الى شريك ممتاز لحكومة بينيت الذي قال: “لن نقوم بضم اراضي ولن نقيم دولة فلسطينية”. مع هذا الشعار لا يمكن بناء الثقة مع الفلسطينيين. وبالتأكيد لا يمكن تعزيز السلطة امام حماس.

“كلما اصبحت السلطة الفلسطينية اقوى فان حماس ستصبح اضعف. وكلما كانت لها سلطة اكثر سيكون هناك المزيد من الامن ونحن سنضطر الى العمل بشكل اقل”، قال غانتس. ولكن من يعتقد أن النصف مليار شيكل كقرض (حتى ليس هبة) ورخص بناء لالف شقة ستحول عباس الى حاكم غزة وسيد حماس فانه يعاني من نقص في الفهم، والاخطر من ذلك هو أنه لم يتعلم أي شيء. واذا كان يعرف أنه لا اساس لذلك، ومع ذلك يستمر في تسويق هذه الرزمة الفارغة فانه في نهاية المطاف يؤمن بأن الجمهور غبي. يمكن فهم التهديد السياسي الذي يشل هذه الحكومة ويمنعها من القدرة على الانشغال بالنزاع خوفا على بقائها. ولكن لماذا الكذب؟.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى