ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم تسفي برئيل – علاقات بايدن والسعودية : مسألة معايرة

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 22/2/2021

متحدثون ومستشارون في الادارة الامريكية يحاولون تخفيف الضربة التي وجهها بايدن والقول بأن الامر يتعلق بشؤون بروتوكول رمزية، بحسبها الرئيس يتحدث مع رئيس الدولة وليس مع ولي عهدها “.

ما الذي قصدته المتحدثة بلسان البيت الابيض، جين ساكي، عندما قالت إن ادارة بايدن تنوي أن تعاير من جديد “علاقاتها مع السعودية”؟ بشكل عام مفهوم المعايرة هو المفهوم التقني لتنظيم تشغيل آلة أجهزتها تقوم بالتزييف وتشذ عن تعليمات المنتج أو تصدر نتائج أقل من المتوقع. خلال عشرات السنين اعتبرت السعودية آلة تعمل بشكل جيد، حسب طلبات الزبون. علاقات وطيدة بشكل خاص سادت بين رؤساء من الحزب الجمهوري مثل عائلة بوش لجيلين أو عائلة ترامب الأب والصهر، الذين عرفوا كيف يستخرجون المكاسب المتبادلة في المجال السياسي والاقتصادي والشخصي.

اذا تطلب الامر معايرة فقد كان هذا من جانب السعودية التي في كل مرة “اعادت فحص” علاقاتها مع الولايات المتحدة، لا سيما على خلفية تأييد الرئيس اوباما لثورة الربيع العربي، وبعد ذلك بسبب توقيعه على الاتفاق النووي مع ايران. الآن جاء الرئيس جو بايدن وفي يده جهاز جديد للمعايرة، يسعى الى أن يجربه على السعودية؛ ليس عليها جميعها، بل على شخص واحد معين وهو محمد بن سلمان.

إن تفسير “اعادة الفحص” لشبكة العلاقات قدمه المتحدث بلسان وزارة الخارجية الامريكية، الذي في رده على سؤال صحيفة “الغارديان” فيما يتعلق بالعلاقة المتوقعة مع السعودية اجاب بصورة مطولة ليست من عادته: “الشعب الامريكي يتوقع أن سياسة الولايات المتحدة تجاه شراكتها الاستراتيجية مع السعودية ستضع في المكان الاول من اولوياتها سلطة القانون وحقوق الانسان. بناء على ذلك، الولايات المتحدة ستتعاون مع السعودية في أي حالة تتساوق فيها أولوياتنا، وهي لن تتوانى عن الدفاع عن المصالح الامريكية وعن قيمها في المكان الذي لا تتساوق فيه هذه الاولويات (أي مع مصالح السعودية).

هذا النص الموجه للشريكة الاستراتيجية الاهم للولايات المتحدة في الشرق الاوسط هو مثابة صفعة مباشرة. صحيح أن الرياض توقعت موجة من الغضب بعد أن قال بايدن في حملته الانتخابية بأنه سيتعامل مع السعودية على أنها دولة مارقة، طالما أن محمد بن سلمان يديرها فعليا. ولكن المضمون والسرعة التي وضع فيها بايدن خطوط سياسته الجديدة فاجأت حتى من يعارضون السعودية.

حقوق الانسان وسلطة القانون موضوعان اساسيان في حملة بايدن الانتخابية. واذا كان خرقها في دولة اخرى يمكن أن يمس بالعلاقات الاستراتيجية بينها وبين الولايات المتحدة فان بايدن لن يتردد، أو هكذا على الاقل يريد أن يتم فهم رسالته. هذه الامور التي قالها هو والمتحدثون بلسانه ليست موجهة للسعودية فقط. فالرئيس التركي طيب رجب اردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد الامارات محمد بن زايد ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، جميعهم مربوطون برزمة “اعادة المعايرة” لعلاقاتهم مع الادارة الامريكية الجديدة.

ينتظر السعودية في الاسبوع القادم حدث صادم فيه يتوقع أن تنشر الادارة الامريكية التقرير الاستخباري عن تدخل محمد بن سلمان في قتل الصحافي الخاشقجي قبل سنتين في القنصلية السعودية في اسطنبول. هذا التقرير كان سيتم نشره في 2019، لكن الرئيس دونالد ترامب اوقف نشره، بل ودافع عن ابن سلمان بعد أن الاخير بسجن ثمانية اشخاص متورطين في عملية القتل.

صحيح أن التقرير هو فقط ملخص غير سري لتحقيقات اجهزة المخابرات الامريكية، لكن حسب التسريبات يتوقع أن يلقي على ابن سلمان المسؤولية المباشرة عن عملية القتل. واذا كانت التسريبات صحيحة فان بايدن سيجد صعوبة كبيرة في ادارة سياسته امام السعودية بوساطة ابن سلمان. في المرحلة الاولى، كما اوضحت المتحدثة بلسان البيت الابيض، العلاقة ستكون بين بايدن والملك سلمان. “في الوقت المناسب سيتحدث مع الملك”. لا يمكن أن يكون هناك توضيح اكثر وضوحا عن المكان الذي يعده بايدن لابن سلمان في الحوار السعودي – الامريكي. هو لن يكون هناك.

ولكن ابن سلمان هو وزير الدفاع في المملكة ويشغل ايضا وظائف حكم اخرى، ولن يكون امام الادارة الامريكية أي مناص سوى التحدث ايضا معه. هذا الحوار سيكون على مستوى الوزراء والمهنيين، ولن تكون هناك بعد مكالمات هاتفية مباشرة مع الرئيس مثلما كانت الحال في عهد ترامب.

سؤال آخر يتعلق بانسحاب الملك سلمان من الساحة، سواء بسبب المرض أو بسبب وفاته. وحتى قبل ذلك، هل سيتجاهل بايدن حضور ابن سلمان في اللقاءات الدولية التي سيشارك فيها؟ وهل من الآن يعطي بايدن اشارات على أنه من الافضل للمملكة والملك البحث عن ولي عهد آخر اذا كانوا ينوون الحفاظ على علاقة جيدة مع البيت الابيض؟ متحدثون ومستشارون في الادارة الامريكية يحاولون تخفيف الضربة التي اوقعها بايدن والقول بأن الامر يتعلق بشؤون بروتوكول رمزية، بحسبها الرئيس يتحدث مع رئيس دولة وليس مع أولياء العهد. ولا توجد هنا نية لتحييد ابن سلمان أو ابعاده عن الحكم. ومن المثير للاهتمام رؤية اذا كان هذا سيكون هو القاعدة حتى عندما يريد بايدن التحدث مع حاكم اتحاد الامارات. هل سيرن الهاتف على طاولة ولي العهد محمد بن زايد أو في غرفة والده المريض؟ والاكثر اهمية هو سؤال كيف سيتصرف بايدن اذا اعلن ابن سلمان عن اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، واقترح أن يتم التوقيع على الاتفاق في ساحة العشب الاخضر في البيت الابيض بمشاركة بايدن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى