ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – شرق اوسط اخضر

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 25/10/2021

” الدافع العلني للقمة التي ستعقد اليوم في السعودية هو وقف الاحتباس الحراري في الكرة الارضية. ولكن يبدو أن محمد بن سلمان يهتم اكثر بتسوية العلاقات مع الرئيس الامريكي بايدن  “.

يبدو أنه يوجد لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، فائض كبير من الافكار حول كيف ينفق اموال المملكة. فبعد مبادرته “السعودية 2030” التي تشمل اقامة مدينة المستقبل “نيئوم” بتكلفة تبلغ 500 مليار دولار، خرج بمبادرة جديدة باسم “الشرق الاوسط الاخضر”، التي تقتضي أن يستثمر فيها مبلغ 700 مليار دولار. 

مثل مشروع بناء مدينة المستقبل، ايضا “الشرق الاوسط الاخضر” حصلت على موقع في الانترنت الذي فيه تم تفصيل الاهداف وكريقة تنفيذها. ضمن امور اخرى، يخطط ابن سلمان الى التقليص تماما انبعاث غازات الانحباس الحراري حتى العام 2060، غرس 10 مليارات شجرة، منها تم غرس 10 ملايين شجرة، ووقف تمدد الصحراء عن طريق توسيع المناطق الخضراء بمساحة 541 كم مربع، واقامة محطات كهرباء تعمل على الطاقة البديلة، التي ستوفر كهرباء خضراء لحوالي 600 ألف عائلة وشق 9900 كم من خطوط سكة الحديد لتقليص الازدحام في الشوارع وتوسيع المحميات الطبيعية بآلاف الكيلومترات المربعة وتشغيل حوالي 10 آلاف عامل في الهيئة الخاصة للحفاظ على البيئة. 

إن ضخامة المشاريع مؤثرة، واذا لم تحدث انعطافة دراماتيكية فسيكون الامير (36 سنة) عند انتهاء هذه المشاريع هو ملك في عمر 75 سنة. وهو شاب نسبيا مقارنة مع والده الملوك الذين سبقوه. السؤال الاكثر اهمية هو هل ستكون المملكة قادرة حتى ذلك الحين على دفع المبالغ الضخمة، 1.5 تريليون دولار، من اجل استكمال هذه الاحتلام. لأنه في هذه الاثناء مطلوب منها مواجهة صعوبات مالية، بما في ذلك دين وطني يبلغ 230 مليار دولار وعجز في الميزانية يبلغ 5 في المئة من الناتج الاجمالي المحلي الخام. هذه ليست ديون أو عجز دراماتيكي، لا سيما بعد أن ارتفعت اسعار النفط في الربع الاخير من هذه السنة وساعد ذلك المملكة في تقليص عجزها بـ 38 في المئة. ولكن يوجد فرق بين انشاء مدينة المستقبل، التي تستهدف تجنيد المستثمرين واستيراد شركات اجنبية للدولة، وبين استثمارات ضخمة في المحميات الطبيعية واقامة مراكز تعليم وتدريب للحفاظ على البيئة وغرس مليارات الاشجار، التي لا تساهم مباشرة في الاقتصاد. 

ما الذي وجده ولي العهد كي يعلن بالذات الآن عن عقد مؤتمر قمة، سيعقد اليوم في المملكة، ويتوقع أن يشارك فيه رؤساء دول ومدراء شركات دولية وممثلين عن مؤسسات تمويل وخبراء من ارجاء العالم؟. الدافع العلني هو التوجه الدولي لوقف الاختباس الحراري في الكرة الارضية وتقليص انبعاث غازات الاختباس الحراري وتطوير مصادر بديلة للطاقة. ولكن هذا ليس توجه جديد. فقد حصل على حقنة تشجيع من الرئيس الامريكي، جو بايدن، الذي حول الحفاظ على الكرة الارضية الى الفصل المهم في الارث الذي يريد أن يخلفه. ربما ابن سلمان يحلم بسعودية خضراء ومزدهرة. وربما ايضا يقوم بنظم قصيدة بالعربية الكلاسيكية عن الهواء النقي الخالي من الملوثات، لكن يبدو أن من المهم له أكثر هو اصلاح علاقته مع الرئيس الامريكي، الذي ما زال يرفض التحدث معه بسبب قضية قتل الصحافي جمال الخاشقجي. هكذا، اذا كانت جودة البيئة ومعالجة تلوث الهواء وانبعاث الغازات السامة هي هواية الرئيس الامريكي فان يجب على ابن سلمان أن يلعب في نفس الملعب وأن يتميز فيه. 

العلاقة بين واشنطن والرياض ما زالت متوترة وفاترة، رغم أن بايدن أدار ويدير محادثات مع الملك سلمان. في شهر ايلول الماضي كان يمكن لوزير الدفاع الامريكي، لويد اوستن، أن يزور السعودية وأن يلتقي مع نظيره ابن سلمان الذي يشغل منصب وزير الدفاع. ولكن في اللحظة الاخيرة تم الغاء هذه الزيارة. في الولايات المتحدة برروا الالغاء بـ “تغيير في اجندة الوزير”، في حين أن السعودية نشرت في جميع وسائل الاعلام لديها بأنها هي التي قامت بالغاء الزيارة.

بعد فترة قصيرة اعلنت الولايات المتحدة عن اخراج صواريخ الباتريوت التي تم نصبها في المملكة في 2019 ونقلها الى ساحة آسيا كدفاع ضد هجوم صيني محتمل. في السعودية غضبوا جدا. رئيس المخابرات السابق، تركي الفيصل، الذي يشغل منصب متحدث غير رسمي عما يحدث في البلاط الملكي، قال في مقابلة مع “سي.ان.بي.سي” بأن “المملكة والشرق الاوسط يجب أن يكونا على ثقة بالتزام الولايات المتحدة تجاههم… مثلا، أن لا تخرج صواريخ الباتريوت، بالذات في الوقت الذي تهاجم فيه السعودية من قبل ايران”. في صحيفة “عكاظ” السعودية والمقربة من البلاط نشر مقال انتقادي. وبحسب ما كتب فيه فانه يجب على السعودية البحث عن بدائل لعلاقاتها مع الولايات المتحدة.

بايدن اراد تبديد هذا التوتر عندما ارسل الى الرياض مستشار الامن القومي، جايك ساليبان، في نهاية شهر ايلول من اجل الالتقاء مع ابن سلمان. ساليبان هو الشخصية الامريكية الرفيعة الاولى التي التقت مع ابن سلمان. المتحدثون باسم الادارة الامريكية اوضحوا بأن اللقاء استهدف مناقشة حقوق الانسان والحرب في اليمن، وهي المواضيع الاشكالية التي القت بظلالها على العلاقة بين الدولتين. ولكن يبدو أن هناك موضوع حساس آخر تمت اضافته في اللقاء وهو اقامة علاقات دبلوماسية وتطبيع مع اسرائيل.

براك ربيد نشر في الاسبوع الماضي في موقع “اكسيوس” بأن ساليبان طرح هذا الموضوع على ابن سلمان، والاخير قام بوضع عدة شروط للتطبيع. ضمن امور اخرى طلب اعادة علاقات الادارة الامريكية مع المملكة الى سابق عهدها، وأوضح بأن اقامة علاقة مع اسرائيل ستكون جزءا من عملية اوسع تتعلق بحل القضية الفلسطينية. باللغة الدبلوماسية هذه الشروط تعتبر “بدون محرك”. وباللغة العبرية “في هذه الاثناء لا يوجد ما يتحدث عنه”. ولكن ربما أن الكيرن كييمت ستوافق على التبرع ببضعة آلاف من الاشجار كبادرة حسن نية بدلا من الانسحاب من المناطق.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى