ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – سجن رسمي

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 15/2/2021

” كثير من النشطاء السعوديين في السعودية وفي خارجها يقعون ضحية لجهاز تعقب ومتابعة الشبكات الاجتماعية الذي يعمل من اجل العثور على منتقدي النظام “.

       في يوم الاربعاء الماضي تلقت السعودية التهنئة على بادرة حسن النية عندما أطلقت سراح ناشطة حقوق الانسان والصحافية لجين الهدلول، التي تم اتهامها بالتآمر ضد النظام العام، من خلال تجنيد جهات اجنبية، والقيام بنشاطات مخالفة لقيم المملكة. ذنبها الحقيقي هو الحملة العامة التي ترأستها من اجل اعطاء رخص القيادة للنساء. هذا الامر تمت المصادقة عليه في نهاية المطاف من قبل ولي العهد محمد بن سلمان كجزء من حملته لتغيير صورة المملكة. ورغم ذلك واصلت الهدلول المكوث في السجن لفترات متقطعة منذ العام 2018.

       الهدلول ربما تكون ناشطة حقوق الانسان السعودية المعروفة اكثر من غيرها في العالم. ولكن في السجن في السعودية بقي الكثير من النشطاء الآخرين، من بينهم من انتقدوا ابن سلمان وتم اعتقالهم في السنوات الاخيرة ووضعهم غير معروف، منهم عبد الرحمن السدحان (36 سنة)، خريج جامعة نوتردام دينامور في كاليفورنيا، الذي قرر في 2018 العودة الى وطنه من اجل العمل على تطوير الشباب في السعودية.

       السدحان اعتقل في مكاتب الهلال الاحمر حيث كان يعمل هناك. وخلال سنتين تقريبا لم يتكمن أبناء عائلته من زيارته أو التحدث معه هاتفيا. قبل سنة حصل على اذن بمحادثة لمدة دقيقة مع والدته وشقيقته. وهما تحملان الجنسية الامريكية. بعد ذلك انقطع الاتصال مرة اخرى. نشاطات عامة، توجه لاعضاء كونغرس وضغط من منظمات حقوق الانسان لم تساعد حتى الآن. لم يتم ذكر الاتهامات الموجهة ضده أو في أي سجن هو موجود لأبناء عائلته. الى أن تبين أنه موجود في سجن الحاير سيء الصيت.

       يبدو أن السدحان كان ضحية جهاز التعقب والرقابة في السعودية للشبكات الاجتماعية، الذي يعمل على العثور على من ينتقدون النظام. هذا الشك صادقت عليه قريبة من العائلة تعمل في تويتر، وأبلغت بأن حسابه في تويتر كان مراقب. القضية كشفت بعد أن ترك شخص رفيع عمل في السابق في المخابرات السعودية، سعد الغابري، ترك السعودية في 2017، وقدم في شهر آب دعوى ضد ابن سلمان قال فيها بأنه أرسل خلية من اجل تصفيته في كندا. هذه الخلية لم يعط لها اذن بدخول كندا، وقوات الامن هناك بدأت بوضع الحراسة على منزل الغابري.

       الغابري كان مستشار ومقرب من الامير محمد بن نايف، الذي كان ولي العهد حتى عزله من قبل الملك سلمان في 2017 وتعيين ابنه مكانه. ابن نايف الذي كان رأس الحربة في حرب السعودية ضد الارهاب في عهد الملك عبد الله، وهو الملك قبل الملك سلمان، ومقرب جدا من المخابرات الامريكية، يمكث في الاقامة الجبرية بأمر من ابن سلمان، الذي يخاف من أن ابن نايف ينوي ازاحته عن كرسيه.

       دعوى الغابري تتضمن ايضا اتهام بحسبه هيئة تطوير الشباب في السعودية التي شكلها ابن سلمان في العام 2011 تستخدم كمقر لتجنيد مواطنين سعوديين واجانب في ارجاء العالم لمتابعة المعارضين  للنظام في السعودية. موقع هذه الهيئة في الانترنت يتحدث عن مشاريع تولد الانطباع لتشجيع الشباب على دراسة التكنولوجيا المتطورة والثقافة والفن والاعلام الرقمي. الهيئة ايضا تجري منافسات علمية بين الشباب وتوزع بعثات سخية. ولكن اضافة الى ذلك، يبدو أنها تعمل ايضا على تحقيق المصالح السياسية لابن سلمان.

       حسب الاتهام، جندت الهيئة عاملين في تويتر من اجل العثور على حسابات معارضين في المملكة وفي الخارج. هدف مهم لها كان ناشط الشبكة الذي يسمى “مجتهد”، الذي منذ سنوات يكشف معلومات داخلية عما يحدث في البلاط الملكي. تقاريره تعتبر موثوقة بشكل عام وبين حين وآخر يتم اقتباسها على الاغلب ايضا في تقارير دبلوماسية وصحفية. جهود العثور عليه لم تنجح حتى الآن، لكنها مستمرة باشراف بدر العساكر، الذي ترأس هذه الهيئة “مسك”، وفي منصبه كان خاضع ايضا لسعود القحطاني، مستشار كبير لابن سلمان في شؤون الاعلام والاستخبارات، والمتهم بالمشاركة، بل المبادرة، في قتل الصحافي جمال الخاشقجي.

       رغم أن هيئة “مسك” ذكرت بصورة غير مباشرة في دعوى الغابري، إلا أنها تواصل اجراء اتصالات دولية وشراكة مع الامم المتحدة ومنظمات مشابهة في العالم. حتى أنها في الماضي عقدت شراكة مع صندوق “بيل غيتس” ومع جامعة هارفارد، لكنهم انسحبوا من هذه الشراكة بعد قتل الخاشقجي.

       السعودية، بواسطة عشر شركات حكومية، قدمت في هذه الاثناء دعاوى أضرار ضد الغابري وطلبت أن يعيد مليارات الدولارات التي حسب ادعائها اخذها في جيبه عندما تولى منصب رفيع في جهاز المخابرات. حسب ادعاءات المملكة، الغابري وابن نايف قاما بسرقة الاموال وحصلا على املاك بصورة غير قانونية وقاما بشراء العقارات في ارجاء العالم. في اعقاب الدعوى فرضت السلطات في كندا تجميد على املاك الغابري الى أن تتضح تفاصيل الدعوى في المحكمة.

       الامر الذي لا خلاف عليه هو الجهود التي تواصل المملكة بذلها للعثور على من ينتقدوها ومعاقبتهم. تصعب معرفة كم عدد السجناء السياسيين الموجودين في السجن أو سجنوا بعد محاكمتهم في المحاكم. مقابل الهدلول والسدحان وحفنة اخرى من النشطاء الذين حصلوا على اهتمام دولي، هناك الكثيرون الذين لا يحصلون على نفس القدر من الهالة. خاصة ليس بعد أن دفع الرئيس دونالد ترامب وابن سلمان بصورة مشتركة موضوع حقوق الانسان في السعودية الى خارج قائمة مواضيع النقاش المشتركة. الآن يأملون في السعودية رؤية كيف ينوي جو بايدن معالجة هذه المسألة الحساسة والصادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى