ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – حرب سلامة الحصار ..

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 25/8/2021

” غزة ليست وباء عالمي، وهي ايضا لا تجبي الارواح مثله. ولكن مثل الكورونا، لا يوجد ضد غزة “لقاح” سيكبح بشكل كامل ومطلق تأثيرها وأضرارها. وأي عرض آخر للوضع هو كذب “.

الضجة الكبيرة التي اثارها رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، عندما اخطأ باسم قناص حرس الحدود، برئيل حداريا شموئيلي، نجحت في التعتيم على الفشل العسكري الاكثر خطورة منها وهو المسؤولية عن وضع شموئيلي في موقف غير محتمل. الجيش كالعادة سيستخلص الدروس وسيستوعبها ويستمر في أن يكون مستعد لكل السيناريوهات باستثناء سيناريو المفاجأة والاخفاق. جلد بينيت في المقابل، كوي بحديد ساخن، الذي سيترك عليه ندب دائمة. بينيت لم يكن يجب عليه أن يخطيء باسم الجندي، والجيش كان يجب عليه أن يفهم مسبقا وليس بأثر رجعي، طبيعة الشرك الذي كان ينتظر شموئيلي. ولكن هذين الحادثين، بالاساس عاصفة الغبار التي ثارت في وسائل الاعلام تدل، ليس للمرة الاولى، على السيطرة على الوعي الكاذب على الجمهور الاسرائيلي.

حسب هذا الفهم فان الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة هو حرب مقدسة وأساس حيوي لوجودنا، الذي استمراره مضمون عن طريق وجود معادلة ردع بين اسرائيل وحماس. من هنا فان أي خرق للمعادلة، سواء كان ذلك بالون متفجر أو اصابة جندي أو احراق حقل، هو تهديد وجودي. وكل تنازل أو ضبط للنفس، بالاحرى الامتناع عن الرد، ليس أقل من هزيمة وضعف وامتحان نهائي على قدرة الدولة على الدفاع عن حياة مواطنيها. 

الايمان الاعمى للحصار والنظرة المتعصبة لمعادلة الردع هو ايمان متجذر الى درجة أن أي انحراف عنه يعتبر كفر بالمباديء. توسيع منطقة الصيد وادخال المواد الغذائية والمصادقة على انتقال الطلاب وتصاريح للمجيء للعلاج في اسرائيل أو في الضفة وتحويل الاموال لدفع الرواتب، كل ذلك يتم اختباره حسب معيارين وهما سلامة الحصار وسلامة الردع.

غير المعقول وصل الى الذروة في الاسبوع الماضي عندما قامت اسرائيل باحباط تهديد فظيع تعرض له الحصار. فقد قامت بمصادرة ارسالية بوزن 23 طن من الشوكولاتة بذريعة أنها يمكن أن تساعد حماس على خلق مصدر دخل يتجاوز العقوبات، البديل للاموال القطرية التي صادقت على تحويلها بعد بضعة ايام على ذلك. 

تشويه الوعي هذا يتغذى على سيناريوهات رعب الى درجة أن أي تصريح أو أي اقتراح لاعادة فحص السياسة تجاه غزة واقامة ميناء أو مطار أو فقط زيادة عدد العمال في اسرائيل، يعتبر مؤامرة هدفها تصفية الدولة. هذا هو جوهر الخداع الذي يدفع ثمنه حوالي مليوني فلسطيني وعشرات آلاف الاسرائيليين الذين يعيشون في غلاف غزة. هم الذين يتحملون عبء تطوير معادلة الردع الكاذبة. 

ربما يكون العلاج الاكثر نجاعة لهذا المرض المزمن، الذي يرافق ومن المؤكد أن يواصل مرافقة اسرائيل لعشرات السنين، يكمن في وصفة طبية كتبها الوزيرة اييلت شكيد (قبل اعتذارها) بشان الكورونا. “لقد اتخذنا قرار غير سهل، قرار استراتيجي للعيش مع الكورونا مع الادراك بأنه يوجد لقاح. يجب علينا ايضا أن نعرف كيفية استيعاب مرضى في حالة صعبة ووفيات. لأن هذه هي طبيعة الوباء، وفي حالة الوباء الناس يموتون”. 

غزة ليست وباء عالمي، وهي ايضا لا تجبي الارواح مثله. ولكن مثل الكورونا، لا يوجد ضد غزة “لقاح” سيكبح بشكل كامل ومطلق تأثيرها وأضرارها. وأي عرض آخر للوضع هو كذب. وباعادة صياغة اقوال شكيد فان هذه حرب، وفي الحرب الناس يموتون. والدولة التي تقرر خنق غزة كأداة دفاع يجب عليها أن تستوعب ايضا المصابين والقتلى الذين يسقطون ضحية لهذه الحرب.

ولكن مصطلح “حرب” هو جزء ايضا من التضليل. اسرائيل أجرت وتجري مفاوضات مع حماس، وهي تقوم بتأخير اعادة اعمار القطاع من اجل اعادة جثامين الجنود والمفقودين ليس لاسباب أمنية. بينيت نفسه اوضح بأنه سيوافق على اعادة اعمار القطاع مقابل امتناع حماس عن زيادة قوتها العسكرية، أي أن الحصار بحد ذاته لم ينجح ولن ينجح في كبح قوة حماس. يجب علينا فقط الآن انتظار وزير، أو وزيرة، يتجرأ على قول ذلك بدون ملحق اعتذار.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى